:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11059

نتنياهو: هكذا يشوّه بيبي الحقائق-هآرتس

2016-11-10

صمود ايلانا دايان ست دقائق أمام الكاميرا في لقطة واحدة طويلة بشكل لا يحتمل، وهي تقرأ التعبيرات المهينة التي قالها عنها بنيامين نتنياهو، خيار تلفزيوني لامع، ليس فقط كوسيلة لنقل المعلومات المؤثرة الى المشاهدين، بل إن القارئة الذهبية تثبت ما قيل في تحقيقها وتؤكد طابع سلطة نتنياهو بشكل عام. ما مر على ايلانا دايان أمام أعين المشاهد هو ما يمر على كل مواطن اسرائيلي، بغض النظر عن ميوله السياسية، اذا تجرأ على انتقاد رئيس الحكومة وأبناء عائلته. لكن اضافة الى كل ذلك فإن أهمية قراءة الرد كما تمت ليست تلفزيونية أو سياسية، بل في كونها استعراضا حقيقيا لضحية اثناء الهجوم عليها. من الواضح أن الرد يشير الى كاتبه قبل كل شيء. إنه يتهم دايان بالكذب والافتراء وهو مملوء بالتشويه الذي لا يمكن تحمله. مثلا: «تتعاطى مع الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة كسلب للأراضي»، جاء في الرد، في الوقت الذي قالت فيه دايان اثناء المقابلة التي أجريتها معها قبل بضعة ايام في «هآرتس» في 4 /11، بأنها مسحورة بالاندفاع الاستيطاني، وأنها كفرت بالاستنكارات التي توجه للمستوطنات وطلبت مراعاة معادلة ادارة الاخطار المختلفة لليمين، على حد قولها. كيف يمكن تسمية امرأة تتحدث بهذا الشكل «يسارا متطرفا»، دون التطرق الى عدم أنسنة مفهوم اليسار وكأن الحديث يدور عن موقف غير شرعي ومتطرف. ويتبين أن ذلك ممكن. بسهولة مؤلمة. في عالم المرايا المشوه الذي يبنيه نتنياهو، فان دايان هي يسار متطرف. وما تبقى الآن هو تمرير ذلك للجمهور. سمعت المقابلة مع دايان، أول من أمس، في صوت الجيش، حيث استمرت في الادعاء بأن رئيس الحكومة يجذب انتباهها وأنه ليس عدوا لها. حتى عندما تتعرض للهجوم بشكل غير مسبوق، فمن المهم لدايان أن تبدو هادئة وعقلانية. ومثل اشخاص آخرين من الوسط يصممون على ايجاد التبادلية المنطقة ولا يريدون الظهور كأعداء للسلطة، وما زالوا يحاولون مد اليد لمن هو موجود في موقع مختلف كليا. نتنياهو في ولايته الرابعة، وقد كان يمكن رؤية ذلك في الانتخابات، تخلص من أي مسؤولية رسمية أو أي موقف ليبرالي ما زالت دايان على قناعة بأنه موجود لديه. النار التي طالت منظمات حقوق الانسان «اليسارية» تصل بسرعة الى الجميع، وفي نهاية المطاف ستصل ايضا الى اليمينيين الذين لا يسجدون لنتنياهو. إن من يعتقد أن نتنياهو وجنوده في «الليكود» يلعبون لعبة سياسية نزيهة وديمقراطية مخطئ بشكل تراجيدي. إنهم يقفزون عن واجب الاشارة الى هذا الامر والقول: هو ليس جيدا. هذا الشخص ببساطة ليس جيدا. ولا توجد أي صلة لليمين أو اليسار. هذا الانتقاد يصلح ايضا تجاه اصدقائي في اليسار، أصحاب التفكير الراديكالي، الحر والمعقد، ومنهم زميلي روغل ألفر الذي طرح ادعاءات مختلفة في انتقاده التلفزيوني (رغم أن الرد هو في صالح نتنياهو الذي يغير قوانين اللعب وينتقد نقاش اليسار والبرنجاي). هناك افعال بشعة يجب ببساطة الوقوف في وجهها والصراخ ضدها، ببساطة عارية، بدون زاوية مهمة، بدون تفكير مُحكم، بدون عكس المعكوس. هذه هي الطريق الوحيدة لقطع انتشار هذا السيئ المطلق في الملعب وفي الـ «دي.ان.اي» الإسرائيلي. قراءة النص الذي كتبه نتنياهو أو مبعوثوه هي الحقيقة الصحافية الكبيرة التي قدمتها دايان. وأكثر من أي تحقيق آخر، هي جيدة كي تشير الى حقيقة رئيس حكومة اسرائيل والعيش تحت حكمه.