يقاوم الفلسطينيون لللحفاظ على ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم-هآرتس
2016-11-10
داكوتا تعني الحلفاء والاصدقاء. وهذا مدخل مطلوب للنص الذي كتب يوم انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. «صليتُ من أجلنا صلاة علمانية»، كتبت صديقة من نيويورك، قبل أيام، ردّاً على سؤال كيف أنها هي وزوجها يواجهان التوتر والخوف. في الانتخابات التمهيدية انتخبا بارني ساندرز أو قاما بتقسيم التصويت بينه وبين هيلاري كلينتون. الميل في الفيسبوك الى القول إنه لا يوجد فرق بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون أغضبهما. ومن سيدفع ثمن ذلك هم الشيوخ والنساء والأمهات اللواتي دون أزواج والسود والطلاب الفقراء والمهاجرون الجدد. هذه هي السياسة: لا توجد طهارة، وكلما كان الوضع صعبا اصبح بالامكان الوصول الى نقطة اللاعودة في الهدم الاجتماعي. وليس فقط في الولايات المتحدة. كلينتون هي كلينتون، صديقة «وول ستريت»، التي تؤيد الحروب كحل، تلاطف اسرائيل وكأنها هي الواقعة تحت الاحتلال. استثمر ترامب مئات آلاف الدولارات في مشروع داكوتا آكسس بيبيلاين. كالسي وورن، المدير العام لـ»انيرجي تراسفير بارتنر»، وهي الشركة التي تقوم بتنفيذ المشروع، تبرع بالمال لترامب وللحزب الجمهوري. أمة السيو وأمم اخرى تناضل ضد المشروع بسبب الضرر البيئي الذي يتسبب به، والضرر الكبير لحقوق وإرث ومستقبل ملايين الاميركيين (منظمات العمال الأميركية انقسمت بين من يخشون من البطالة وبين من يخشون من عالم لم يعد بحاجة الى الأيدي العاملة). كلاب، كلاب، غاز، فلفل، مدرعات، اعتقالات، عصي، قنابل صوت – هكذا تحاول الشركة قمع الاحتجاج. لقد كتبت كلينتون الى سيو رسالة لا تعني أي شيء. في القرن التاسع عشر عندما تقدم المستوطنون البيض واحتلوا المواقع والطرق، نظر اليهم الشعوب وقالوا: ها هو الرجل الابيض الذي يكره الطبيعة. وفي لغتنا اليوم يمكن ترجمة ذلك الى الجاهلين، الأنانيين، ومن يكرهون المستقبل. هذه هي بالضبط الصفات التي تصف السياسة التي تستمر فيها اسرائيل في محاولة لمحو تجمعات الرعاة الفلسطينية (من أصل فلاحي، قروي، أو بدوي) في غور الاردن، في جنوب الضفة الغربية، وفي النقب. وهذا ليس جديدا وهو لم يبدأ الآن. وتعريف مناطق «ج» السيئ ليس الأداة الاولى التي تخترعها اسرائيل كي تثبت أنها بالضبط ما يقوله عنها الفلسطينيون منذ البداية: كيان مغتصب وكولونيالي. منذ 1948 وحتى اليوم. كل يوم تدمر من جديد فرصة الانفصال وهي لا تريد أن توفر علينا غداً أسود. مثلما قامت أمة السيو وانتفضت، فان التجمعات في رأس الاحمد والدُقيقة وتل الحمة وسوسيا وجنبه وطوبا والجهالين والعراقيب وعرعرة وعكا وجسر الزرقاء ووادي فوكين والخليل والعيسوية، كلها تناضل من اجل إرثها وجذورها وحاضرها ومستقبلها وأولادها. كجماعات وكشعب، هذا هو المجموع النهائي. هكذا تنتهي الصلاة العلمانية: حسب فهمنا قلة فقط من بين اليهود الاسرائيليين هم داكوتا. ولكن مثلما أن احتجاج السيو يريد منع كارثة ستصيب كل شيء فان المقاومة الفلسطينية لتكرار ما حدث مع الهنود في أميركا ضدهم هي حب البلاد الحقيقي والوحيد.