:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11202

بعد تأخير ساعة.. بدء أعمال المؤتمر السابع لحركة «فتح»

2016-11-29

بدأت أعمال المؤتمر العام السابع لحركة فتح ، في قاعة أحمد الشقيري بمبنى المقاطعة في رام الله ، عند الساعة الثانية عشر بعد تأخر ساعة كاملة قضيت بإنتظار الرئيس محمود عباس ، وأفتتح الناطق باسم المؤتمر محمود ابو الهيجا ، إذاناً ببدء المؤتمر أولها تلاوة آيات من القرآن الحكيم ، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء ، وقصيدة شعرية بعنوان "بلاغ فتح "ألقاها ابو الهيجا.
وهو المؤتمر الاول لحركة فتح منذ سبع سنوات. ومنذ تأسيسها في 1959، لم تعقد فتح سوى ستة مؤتمرات كان آخرها في 2009 في بيت لحم، علما بانه كان الاول في الاراضي الفلسطينية وجاء بعد عشرين عاما من المؤتمر الخامس.
وسيكون الحدث الابرز خلال المؤتمر اعتبارا من الجمعة انتخاب الهيئات القيادية: المجلس الثوري المؤلف من ثمانين عضوا منتخبا وحوالى اربعين معينين، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضوا منتخبا واربعة يعينهم الرئيس.
وستشكل نتائج هذه الانتخابات مؤشرا على الثقل السياسي للتيارات المختلفة داخل فتح التي تشهد انقسامات داخلية وحيث اسقط اسم القيادي في الحركة محمد دحلان من عضوية المؤتمر بعدما فصلته اللجنة المركزية في العام 2011، اثر خلافات بينه وبين عباس.
وقلل سياسيون وأكاديميون من خروج مؤتمر فتح السابع الذي يفتتح جلساته اليوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، بنتائج إيجابية من شأنها أن تُعيد الحركة لتاريخها الثوري، وتُعيدها إلى هدفها العريض بتحرير الأرض بالدم والنار كونها أول الرصاص، وأول الحجارة.
وقال ساري عرابي الكاتب والمحلل السياسي، إن المؤتمر السابع مجرد "تدبير سلطوي صرف"؛ يهدف لإعادة ترتيب الحزب الحاكم، وإنهاء حالة الصراع الداخلي مع تيار محمد دحلان الذي تم فصله من اللجنة المركزية في 2011، مؤكدًا أن الصراع في المؤتمر سيكون على السلطة والنفوذ داخل الحركة العملاقة وليس على إدارة الصراع مع الاحتلال وإيجاد آليات للمواجهة، سواء بالحل السلمي، كما تعارف عليه منذ اتفاق أوسلو 1993، أو بالحل الناري الذي جاءت به الفتح منذ نشأتها العسكرية المعروفة بقوات "العاصفة" والتي نفذت في 31 كانون أول/ديسمبر1964 عملية عيلبون ضد إسرائيل.
وكشف "عرابي" أن طبيعة المؤتمرين، الذين حصل جلهم على عضوية المؤتمر السابع بالتعيين، تؤكد فرضيته بأن المؤتمر تدبير من أجل ترتيب الحزب الحاكم الذي واجه أزمات وصراعات داخلية أثرت على قبوله أمام المجتمع الدولي، وخاصة الرباعية، وقال: "القيادة عينت أغلب أعضاء المؤتمر، سواء اللجنة المركزية، أو المجلسين الثوري، والاستشاري، بالإضافة إلى تعيينها الكفاءات، وبعض موظفي السلطة كسفراء لها وأعضاء في مفوضيات فتح وعاملين في المنظمات الشعبية".
وأضاف أن المؤتمر سيُحاول تثبيت واقع السلطة كما هو، بعيدًا عن أي أفق سياسي أو بديل نضالي، وتابع: "ما على الفلسطينيين إلا الانتظار لما يُمكن أن يفعله المؤتمر في ترتيب البيت السلطوي الفتحاوي".
وفي محاولة لتأكيد أو نفي ما جاء به الكاتب "عرابي" خاصة في ظل دعوة فتح حركتي "الجهاد الإسلامي وحماس" لحضور مؤتمرها السابع، والذي يُعقد بعد سبع سنوات من المرة الأخيرة التي عُقد فيها عام 2009، بعد الانقسام السياسي، قال عبد الستّار قاسم: "إن الهدف من المؤتمر تكريس قيادة مرضٍ عنها، وأن إشراك حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المؤتمر بالحضور شكلي"، لافتًا إلى أنها تأتي في إطار محاولة فتح دعم أطرافها، وحماية ظهرها من خصمها اللدود "محمد دحلان"، الذي حاول تعزيز وجوده وقبوله على المستوى الفلسطيني والعربي والإقليمي من خلال مؤتمر العين السخنة في القاهرة، وتابع: "عباس يحاول أن يجذب الفصائل من حوله، بعد أن بات وحيدًا في مواجهة الصراعات الداخلية"، مُشددًا على أن أهمية المؤتمر ستكون محصورة على القيادة الفلسطينية الحاكمة في الوقت الحالي، خاصة في ظل تعطيل الانتخابات الرئاسية، وتعطيل المجلس التشريعي، في الضفة الغربية وقطاع غزة، قائلًا: "ما يحدث بلطجة سياسية لن تقود المجتمع الفلسطيني إلى تغيير ديمقراطي حقيقي".
من جانبه توافق عدنان أبو عامر مع سابقيه بأن المؤتمر السابع يأتي من أجل ترتيب أوضاع الحزب الحاكم في ظل احتدام الصراعات الداخلية وقال: "ربما يشهد المؤتمر حسم الصراع على مستقبل وراثة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس"، وتابع أن حالة الاستقطاب السياسي والأمني في الآونة الأخيرة تُشير إلى ذلك، فالكثيرون من أبناء فتح لا يرون في "عباس" أبًا روحيًا، لهم كما كان عرفات، الذي جمع تحت لوائه كافة الألوان في فتح، بكثير من التفاهم بعيدًا عن الخصومة والتقسيم والتجزئة التي أوجدها عباس في فترة ولايته بعد استشهاد عرفات.
يُذكر أن المؤتمر الذي يُعقد اليوم يستمر لخمسة أيامٍ متتالية ويُؤمل أن يخرج بقرارات وخطوات عملية في أهم الملفات التي أكد أنه سيناقشها سواء المصالحة، أو تصحيح مسار فتح الثورة، وعلاقاتها مع الاحتلال.
ومن جانبها اعتبرت الجهاد الإسلامي مشاركتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تأتي في إطار العلاقات الأخوية والمسؤولية الوطنية.