هدم بيوت العرب وبناء بيوت اليهود-هآرتس
2016-12-01
تُظهر كليبات «غرعين حيران» كثيراً من اليهود الفرحين، الذين يحبون الغناء والعزف وارتداء الاقنعة والاحتفال. وقريبا جدا سيكونون أكثر سعادة عندما ينتقلون الى الموقع الذي من المفروض أن يكون مكانهم الدائم، شمال شرق النقب. إن الاراضي التي خصصتها لهم الدولة تسمى عتير أم الخيران، وهي موطن القبيلة البدوية القيعان منذ ستين سنة. أي أن المنازل وساحات العاب الاطفال اليهود التي سيتم بناؤها هناك والحدائق التي ستصبح خضراء، ستقف جميعها على خرائب بيوت وحياة ألف شخص آخرين، هم ايضا مواطنون اسرائيليون (وبعضهم خدم في الجيش، لمن يهمه ذلك). كل لحظة وكل يوم يتوقع قدوم جرافات إدارة «ارض اسرائيل» و/ أو المقاولين من اجل هدم منازل البدو لاخلاء المكان من اجل بناء حاضرة مزدهرة للمواطنين اليهود الفرحين. الصهيونية داخل قشرة الجوز. ليس بالحرب وليس بالانفعال الانتقامي سترسل الدولة الجرافات التي ستهدم هنا مجدداً منازل العرب من اجل اخلاء المكان لليهود. كل شيء مخطط له وبهدوء أعصاب: الحكومة برئاسة ارئيل شارون قررت، المجلس الاقليمي للتخطيط والبناء صادق، لجان الاعتراضات رفضت الاستئنافات. خطة هدم حياة البدو الذين يعتبر النقب بيتهم منذ مئات السنين، من اجل اقامة وتعزيز نواة اليهود الذين تجمعوا من كل زوايا البلاد، حصلت على المصادقة والمرجعية القانونية من ستة قضاة في ثلاثة مستويات قانونية: اسرائيل فابلو وأكسل راد من محكمة السلام في كريات غات، نائبة الرئيس سارة دبيرت، رحيل باركائي واريئيل فاغو من المحكمة المركزية في بئر السبع واليكيم روبنشتاين ونيل هندل من محكمة العدل العليا (دفنه براك ايرز عارضت الهدم). كان القضاة يدركون جيدا الحقيقة الاساسية بأن أبناء القيعان سكنوا في عتير أم الحيران بأمر من الحاكم العسكري منذ العام 1956. بعد العام 1948 تم تجميع البدو الذين لم تطردهم اسرائيل الى غزة أو الى الضفة الغربية، في النقب. وعددهم أخذ في التناقص. واضطرت قبيلة القيعان الى ترك الاراضي التي عاشت فيها عدة أجيال، والتي بني عليها يشوف شوفال. وبعد بضع سنوات من التنقل الاجباري والاخلاء، سُمح لأبناء القبيلة السكن في وادي يتير. ورغم ذلك فان الدولة لم تعترف بقريتهم رسميا. 60 سنة بدون كهرباء وماء وبدون نفقات حكومية على التعليم والرفاه والصحة. وكل بناء هناك يعتبر «غير قانوني». دولة الـ «ستارت آب» تريد أن ينتقلوا الى القرية البدوية حورة. ومن حق مواطني اسرائيل اليهود اختيار أين وكيف يعيشون. أما العرب؟ ليقولوا شكرا لأنهم لم يطردوهم، ويجب عليهم السكن في المكان الذي نحدده لهم. كتب القاضي أكسل راد: «يمكن القول إن المصلحة الشخصية للمطالبين بعدم هدم منازلهم ليست قوية في هذه الحالة. وفي جميع الحالات فانها لا تصمد أمام المصلحة العامة من اجل منع البناء على اراضي الدولة». كتب القضاة من بئر السبع: «عندما قيل إن الاذن الذي أعطي للمستأنفين بالتواجد على الارض هو إذن للسكن، فانه من حق الدولة المطالبة باخلاء الاراضي... والادعاء بأنه يوجد للدولة نية خفية أو علنية بأن يتم اخلاؤهم لصالح اقامة حاضرة يهودية في المكان... يجب أن تتم مناقشته أمام هيئة اخرى». قاضيان في الهيئة الاخرى، المحكمة العليا، اختبأا وراء الاعتبار الاجرائي، لأن السكان قدموا ادعاءاتهم بشكل متأخر. قرار الاغلبية لروبنشتاين وهندل السماح بالهدم صدر في أيار 2015. والآن يعرف الصغار والكبار في أم الحيران أن الجرافات والموظفين اليهود سيظهرون في أي لحظة ومعهم الأوامر الرسمية من اجل طردهم.