لينضم«ميرتس» إلى حزب العمل-هآرتس
2016-12-06
يمكن التعاطي بتشكيك صحي مع نتائج الاستطلاع الذي نُشر، يوم الجمعة الماضي، في أخبار القناة الثانية.
ومع ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أن الاستطلاعات الأخيرة، التي تتوقع زيادة قوة "يوجد مستقبل" على حساب حزب العمل و"المعسكر الصهيوني"، تعكس أولا وقبل كل شيء، رغبة مصوتي اليسار في رؤية بنيامين نتنياهو وهو يذهب الى البيت. محاولات الانضمام الى الائتلاف التي قام بها اسحق هرتسوغ في السنة الاخيرة عملت على اقناع الآخرين بأن حزب العمل من شأنه أن يزيد من قوة نتنياهو في نهاية المطاف، بدل استبداله. لذلك يجدر بهم الانتقال إلى البديل الوحيد القادر على زيادة قوته، مثل يئير لبيد واعضاء حزبه.
يزعم معارضو لبيد أنه لا يختلف عن رئيس الحكومة الذي يريد استبداله، لكن يبدو أن نصف مصوتي اليسار لا يتفقون مع ذلك.
ويمكن التسلية والرهان وتوقع الى أي حد سيفرغ حزب العمل في النهاية من مصوتيه.
وفي جميع الحالات بات من الواضح أنه اذا تمكن حزب "يوجد مستقبل" في الانتخابات من الحصول على عدد أكبر كثيرا من المقاعد التي سيحصل عليها "الليكود"، فان المعسكر الذي سيقف قبالة نتنياهو واليمين سيعاني من اعاقة داخلية شديدة.
الائتلاف الذي سيرغب هذا المعسكر في الاعتماد عليه لن يستطيع الاعتماد على القائمة العربية المشتركة أو على الاحزاب العربية المستقلة. فجميع حسابات التصويت مقابل معارضة اليمين تعني أن على المعسكر الذي يسعى الى الاصلاح، أن يأخذ في الحسبان فقدان 13 مقعدا على الأقل مع 13 مقعد آخر لمعارضيه.
يبدو أن هذا الفقدان لا يمكن منعه. ويبدو أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين فقط هو الذي يمكنه دفع قيادة العرب الاسرائيليين السياسية الى المشاركة بشكل جدي في حكومة صهيونية. ولكن حتى ذلك الحين تبقى هناك مشكلة صعبة اخرى، قد تؤثر وتزعج المعسكر غير اليميني، والمقصود هو "ميرتس". إن منطق اقامة الحزب في بداية السبعينيات على يد شولاميت ألوني كان واضحا: "ميرتس" وُجدت كي تكون حزبا ليبراليا وجزءًا من كل ائتلاف يشكله حزب العمل كحزب سلطة. وهذا ما حدث في حكومة رابين الثانية. والمشكلة هي أنه تبين مع مرور السنين أن حزب العمل لا يستطيع العودة الى الحكم أو الصمود فيه. و"ميرتس" نفسها تُعتبر متطرفة وغير مرغوب فيها (حكومة ايهود اولمرت على سبيل المثال، التي ضمت حزب العمل، لم تضم "ميرتس" الى الائتلاف رغم رغبة رئيسها، حاييم أورون).
أغلبية مصوتي "ميرتس" على قناعة بأن جسما سياسيا يعلن عن عدد مهم من قيم الليبرالية هو عامل ضروري في الخارطة السياسية لدولة اسرائيل. لذلك فهم يؤيدون الحزب، بغض النظر عن قدرته الفعلية على تحقيق أهدافه.
لكن التطهر لا يفيد أبدا في المجال السياسي، وفي العادة هو يتسبب بأضرار شديدة. مصوتو "ميرتس" هؤلاء أفشلوا الى درجة كبيرة محاولة حزب العمل وضع بديل جديد لنتنياهو في العام 2015، عندما رفضوا الانضمام الى "المعسكر الصهيوني". وفي الوقت الحالي ايضا مواقفهم غير مفيدة بحد ذاتها وهي لا تساعد على تحقيق الهدف السياسي الأهم، وهو إبعاد اليمين عن الحكم.
على خلفية وضع دولة اسرائيل الخطير، يجب علينا أن نسأل ما الفائدة من الابقاء على حزب كامل لمجرد الاقوال فقط، أليس من الافضل أن يدعم مصوتو "ميرتس" حزب العمل الذي يكون جزءا من الائتلاف الذي يشكله لبيد، اذا فاز في الانتخابات (وهناك فرصة لذلك)؟ هكذا يمكن التأثير. فرصة أن تنضم "ميرتس "الى ائتلاف كهذا ضعيفة، كما أثبت اولمرت.
وإذا تم طرح موضوع الاتفاق مع الفلسطينيين على الطاولة، فمن الاجدر الكف عن المشاهدة من الجانب.
ومع ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أن الاستطلاعات الأخيرة، التي تتوقع زيادة قوة "يوجد مستقبل" على حساب حزب العمل و"المعسكر الصهيوني"، تعكس أولا وقبل كل شيء، رغبة مصوتي اليسار في رؤية بنيامين نتنياهو وهو يذهب الى البيت. محاولات الانضمام الى الائتلاف التي قام بها اسحق هرتسوغ في السنة الاخيرة عملت على اقناع الآخرين بأن حزب العمل من شأنه أن يزيد من قوة نتنياهو في نهاية المطاف، بدل استبداله. لذلك يجدر بهم الانتقال إلى البديل الوحيد القادر على زيادة قوته، مثل يئير لبيد واعضاء حزبه.
يزعم معارضو لبيد أنه لا يختلف عن رئيس الحكومة الذي يريد استبداله، لكن يبدو أن نصف مصوتي اليسار لا يتفقون مع ذلك.
ويمكن التسلية والرهان وتوقع الى أي حد سيفرغ حزب العمل في النهاية من مصوتيه.
وفي جميع الحالات بات من الواضح أنه اذا تمكن حزب "يوجد مستقبل" في الانتخابات من الحصول على عدد أكبر كثيرا من المقاعد التي سيحصل عليها "الليكود"، فان المعسكر الذي سيقف قبالة نتنياهو واليمين سيعاني من اعاقة داخلية شديدة.
الائتلاف الذي سيرغب هذا المعسكر في الاعتماد عليه لن يستطيع الاعتماد على القائمة العربية المشتركة أو على الاحزاب العربية المستقلة. فجميع حسابات التصويت مقابل معارضة اليمين تعني أن على المعسكر الذي يسعى الى الاصلاح، أن يأخذ في الحسبان فقدان 13 مقعدا على الأقل مع 13 مقعد آخر لمعارضيه.
يبدو أن هذا الفقدان لا يمكن منعه. ويبدو أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين فقط هو الذي يمكنه دفع قيادة العرب الاسرائيليين السياسية الى المشاركة بشكل جدي في حكومة صهيونية. ولكن حتى ذلك الحين تبقى هناك مشكلة صعبة اخرى، قد تؤثر وتزعج المعسكر غير اليميني، والمقصود هو "ميرتس". إن منطق اقامة الحزب في بداية السبعينيات على يد شولاميت ألوني كان واضحا: "ميرتس" وُجدت كي تكون حزبا ليبراليا وجزءًا من كل ائتلاف يشكله حزب العمل كحزب سلطة. وهذا ما حدث في حكومة رابين الثانية. والمشكلة هي أنه تبين مع مرور السنين أن حزب العمل لا يستطيع العودة الى الحكم أو الصمود فيه. و"ميرتس" نفسها تُعتبر متطرفة وغير مرغوب فيها (حكومة ايهود اولمرت على سبيل المثال، التي ضمت حزب العمل، لم تضم "ميرتس" الى الائتلاف رغم رغبة رئيسها، حاييم أورون).
أغلبية مصوتي "ميرتس" على قناعة بأن جسما سياسيا يعلن عن عدد مهم من قيم الليبرالية هو عامل ضروري في الخارطة السياسية لدولة اسرائيل. لذلك فهم يؤيدون الحزب، بغض النظر عن قدرته الفعلية على تحقيق أهدافه.
لكن التطهر لا يفيد أبدا في المجال السياسي، وفي العادة هو يتسبب بأضرار شديدة. مصوتو "ميرتس" هؤلاء أفشلوا الى درجة كبيرة محاولة حزب العمل وضع بديل جديد لنتنياهو في العام 2015، عندما رفضوا الانضمام الى "المعسكر الصهيوني". وفي الوقت الحالي ايضا مواقفهم غير مفيدة بحد ذاتها وهي لا تساعد على تحقيق الهدف السياسي الأهم، وهو إبعاد اليمين عن الحكم.
على خلفية وضع دولة اسرائيل الخطير، يجب علينا أن نسأل ما الفائدة من الابقاء على حزب كامل لمجرد الاقوال فقط، أليس من الافضل أن يدعم مصوتو "ميرتس" حزب العمل الذي يكون جزءا من الائتلاف الذي يشكله لبيد، اذا فاز في الانتخابات (وهناك فرصة لذلك)؟ هكذا يمكن التأثير. فرصة أن تنضم "ميرتس "الى ائتلاف كهذا ضعيفة، كما أثبت اولمرت.
وإذا تم طرح موضوع الاتفاق مع الفلسطينيين على الطاولة، فمن الاجدر الكف عن المشاهدة من الجانب.