:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11337

أخيرا الولايات المتحدة تَرْمي أقنعتها -هآرتس

2016-12-19

قرر دونالد ترامب أن يُعيّن المحامي العنصري والأنتي إسرائيلي سفيرا في تل أبيب.طبعا هذا حقّه. لكن بتعيين دافيد فريدمان تُسْقِط ألولايات المتحدة أقنعتها نهائيّا: من الآن تدعم رسميّا وبحماس إقامة دولة الأبرتهايد الإسرائيلية بين نهر الأردن والبحر.
فريدمان ليس أوّل سفير يهودي في إسرائيل - الموضوع الذي أثار دائما قضيّة الإخلاص المضاعف لإسرائيل – لكنه صديق المستوطنات المعلن لأول مرة والمُعيّن بمنصب. سابقه دان شبيرو كان صديقا للمستوطنات، ككل الذين سبقوه، ممثلو حكومة الولايات المتحدة والذين كان بإمكانهم إيقاف هذا المشروع ، لم يحركوا إصبعا إنما موّلوه. أمّا الآن فعندنا سفير، يتبرع من جيبه الخاص لنهب الأرض.
التجديد: نهاية الإعلانات عن الاستنكار السخيف لوزارة الخارجية الأمريكيّة، والتي أهملتها إسرائيل دائما. هو نهاية ظهور سيارات دبلوماسيّة سوداء تتعقّب كل شُرْفة جديدة تُبْنى في الأرض المحتّلة، من الآن عندنا سفير يتألّم لإخلاء عمونا، ويشارك في وضع حجر الأساس لكل مستوطنة جديدة. بعونه تعالى. المعنى: لا يُمكن للولايات المتحدة أن تدّعي بعد الآن أنها وسيط معقول. لم تكن كذلك أبدا. الآن سقطت الأقنعة. من هذا المُنْطَلق يُعتبر تعيين فريدمان تعيينا صائبا. ليعرف الفلسطينيّون ولتعرف أوروبا وليعرف العالم: إنّ أمريكا مع الاحتلال، انتهت فصول التمثيل.
فريدمان أنتي إسرائيلي، مثل كل من يدفع إسرائيل لترسيخ الاحتلال، فريدمان عُنْصريّ، مثله مثل كل من يعمل على قيام دولة أبرتهايد، هو أيضا غير ديمقراطيّ ومكارتي (جي سترايت أسوأ من الكابو) لدينا مثلهم الكثير الكثير، سيزيدهم فريدمان غطرسة، إنّه عمليّا يسيء لإسرائيل. فريدمان ليس عضوا في "تكوما" وكما هو معلوم ليس عضوا في "لهاباه" ، فريدمان مندوب عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكيّة في إسرائيل. هو مُلْزم بالإجابة على كلّ سؤال، وكذلك مجلس الشيوخ الأمريكي الذي سيصادق على تعيينه.
هل تعي حكومة الولايات المتّحدة معنى وجهات نظر السفير الجديد؟ هل هو يعي أنه يدعم إقامة دولة عنصريّة بدعم من قائدة العالم الحر وبتمويلها؟ لأنه مَنْ يُعارض حلّ الدولتين، كفريدمان يدعم البديل الوحيد وهو دولة واحدة، وفي حالة فريدمان – دولة ابرتهايد.هل هذا ما تريده أمريكا، أمريكا ترامب، لنتخيّل؟
أتباع ضمّ الأرض الإسرائيليين من اليمين، المتزايدون، يمكنهم أن يموّهوا برامجهم بضباب كثيف، يخفي أبعاده الحقيقيّة. لكن مندوب اكبر دولة في العالم لا يمكنه ذلك. السفير الموعود مُلْزم بالإجابة على: ماذا تقصد عندما تقول ضمّ أراض؟ عندما تتبرع بأموال لمستوطنة بيت إيل، أتعرف أنها مبنيّة على أراض خاصّة ومسروقة؟ ماذا سيقول مجلس الشيوخ عن مساهمتك بهذه الجريمة؟ وماذا سيكون مصير سكان الأراضي المحتلّة الذين سُرِقت بقيّة أراضيهم؟ إذا كنت ستجيب بالديمقراطية للجميع، بروح ديمقراطيّة الولايات المتحدة، ستكون لدينا دولة ذات قوميّتين الكل فيها متساوون، وللأسف الشديد تعارضها أغلبية الإسرائيليين تقريبا. لكنّك لا تقصد ذلك. ضمّك للأرض معناه ترسيخ طبقة الأسياد وطبقة المنهوبين، ونظام العزل يُسمّى في العالم الحُرّ ابرتهايد.
سيادة السفير الموعود، عليك بالإجابة. ومَنْ أرسلك من واشنطن- مُلْزم بالإجابة أيضا. هل ترون الفلسطينيين متساوين في الحقوق، يحق لهم ما يحقّ لليهود في إسرائيل؟ هل ترون في الدولة التي تحت رعايتكم دول عادلة؟ تنفذ تعليمات القانون الدولي؟ هل تظنّون أنكم بهذا تدفعونها باتجاه التعصّب، والبطش والعنف، وبهذا تحسنون لها؟ وهل دعم نظام أبرتهايد يخدم مصالح الولايات المتحدة؟ وهل يعكس قِيَمها المُعْلنة؟ أو باختصار: هل أنتم معنا أم ضِدّنا؟.