هل تملك «السلطة الفلسطينية» رؤية لمرحلة ما بعد «انتصار» مجلس الأمن ؟
2016-12-27
يبدو أن السلطة الفلسطينية أدخلت نفسها في نفق مظلم وطويل سيصعب عليها الخروج منه، إلا إذا كانت تملك رؤية سياسية واضحة وقابلة للتنفيذ للمرحلة التي ستلي "الانتصار النظري" الذي تم تحقيقه في مجلس الأمن الدولي بالتصويت لصلح مشروع قرار "إدانة الاستيطان" الإسرائيلي.
وبعد ساعات قليلة فقط من موافقة مجلس الأمن على تبني القرار الفلسطيني، بدأت التهديدات الأمريكية والإسرائيلية ترسم ملامح المرحلة المقبلة التي سيعيشها الفلسطينيين، كخطوة "انتقامية" في نظر مسئولي السلطة بأنها كانت "متوقعة".
مراقبون يروا أن مواصلة "التغني" في "انتصار" مجلس الأمن عبر وسائل الإعلام، وكأنه القرار الأول والوحيد الذي صدر ضد الاستيطان من مجلس الأمن، دون تقديم رؤية سياسية واضحة المعالم لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية من قطع المساعدات المالية والعلاقات السياسية مع السلطة، سيجرنا إلى مرحلة شديدة الخطورة سيكون عنوانها الأبرز "حصاد ما زرعته السلطة".
الدخول بمرحلة خطيرة
غسان الشكعة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أقر بصعوبة المرحلة المقبلة التي ستلي بعد "الانتصار" الذي تحقق في مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان الإسرائيلي، مؤكداً أن القادم سيكون "أصعب وأقسى" على الفلسطينيين.
كما أصدر وزير حرب الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" تعليماته بوقف كافة اللقاءات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، والإيعاز لما يُسمى مكتب "تنسيق الأنشطة الحكومية" بالتوقف فورًا عن الاجتماعات المدنية والسياسية فقط، والإبقاء على التنسيق الأمني مستمراً.
وعلق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على القرار مجلس الأمن، قال فيها:" بالنسبة إلى الأمم المتحدة ستكون الأمور مختلفة بعد 20 يناير"، مراقبون اعتبروا هذه التغريدة بمثابة "إنذار" حقيقي من ترامب ضد كل من يعادي إسرائيل، وأن المرحلة المقبلة سيكون عنوانها "دعم إسرائيل المطلق".
وذكر مصدر مطلع في الحزب الجمهوري الأميركي، أن ترامب تعهد مجددا بتسريع خطوات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس؛ردا على القرار الدولي ضد الاستيطان، موضحاً بأن ترامب عبر لمقربين منه عن عزمه على القيام بزيارة رئاسية إلى القدس العام المقبل باعتبارها "عاصمة لإسرائيل".