الاحتلال يسرق زمن الفلسطينيين !-هآرتس
2017-01-05
الأصوات المشوشة التي انطلقت قرب البوابة في جدار الفصل أظهرت أن المزارعين جاءوا رغم الامطار. حوالي 30 شخصاً وعدد من السجائر المشتعلة أشارت في الظلام الى خطوط وجوههم، شباب وكبار في السن من عدد من القرى في المنطقة وصلوا في الساعة الخامسة إلا ربعاً صباحاً. البوابة في الجدار الذي يفصل بينهم وبين أراضيهم يتم فتحها الساعة السادسة. وهم يرغبون في حجز مكان جيد في أول الدور. في الايام الصافية يكون عدد العابرين أكثر بكثير.
يصل الجنود بعد عدة دقائق تأخير، لحسن الحظ. احيانا يكون التأخير أكثر. يسيرون ببطء نحو البوابة. جندي يدافع عن الجندي الآخر وهو يقوم بفتح الجزء الأول وبعد ذلك الجزء الثاني. ويطلبون من المزارعين الاقتراب بمجموعات صغيرة، الطقس البارد يؤثر على حركتهم وهم يحملون التصريح وبطاقة الهوية. وبعد ذلك تقوم مجندة بفحص التصاريح في الحاسوب. ومن ثم تفتح البوابة الكبيرة للتراكتورات وسيارات التندر. لا يوجد كثير من العمل في أيام المطر، ساعتين الى ثلاث ساعات على الاكثر، ورغم ذلك يتم فتح البوابة مجددا في الساعة الواحدة ظهراً. وستمر اربع ساعات على المزارعين دون أن يفعلوا أي شيء الى حين عودتهم الى البيت. هذا ما يحدث كل يوم في جميع البوابات.
من ينتظر من ينقله في الساعة الرابعة والنصف صباحا على شارع قرية عين عريك هو عامل في إسرائيل. وهو ذاهب الى حاجز نعلين. وعندما يعبر البوابات المستديرة والالكترونية ينتظر في الخارج ساعتين الى أن يأتي صاحب العمل مع عشرات العمال الآخرين. إنهم يصلون باكرا ويحرقون ساعتين في الانتظار. وهذا من اجل تجنب الاكتظاظ في الحاجز. وكي لا تفوتهم السفرية الى العمل في الساعة السابعة. هذا ما يحدث كل يوم وفي جميع الحواجز.
الساعة الواحدة ظهرا في الطريق المؤدية الى المحكمة العسكرية في عوفر، بعض الشباب وشخص عجوز ينتظرون بجانب بوابة لا اسم لها. وخلفها علم اسرائيل وسيارة مع لوحة ارقام صفراء وبرج مراقبة. في الليل قام الجنود باقتحام بيوتهم وتم استدعاؤهم من اجل "محادثة" في "الشاباك". إنهم ينتظرون هناك منذ الساعة الثامنة صباحا. هذا ما يحدث كل يوم في جميع مراكز "الشاباك".
تزحف الأضواء الحمراء ببطء في الظلام نحو مكان الفحص في حاجز بيت إيل. بعض السائقين تنازلوا وخرجوا من الطابور الطويل. وبدل التقدم بسرعة متر كل دقيقة، سيقومون بالالتفاف مسافة 25 كم من الطرق الالتفافية بين القرى للوصول الى النقطة ذاتها تقريبا. هكذا على الأقل يخدعون أنفسهم وكأن أمامهم خياراً وسيطرة على الزمن. وعلى الحاجز، في المقابل، الزمن هو كيان مطيع يخضع لثلاثة جنود مسلحين: أحدهم فوق برج المراقبة ويطلب منهم الابتعاد مسافة 3 امتار عن السيارة التي يتم فحصها وبندقيته مصوبة نحو السائقين. والثاني يقوم بفحص بطاقات الهوية. والثالث بجانبه يصوب بندقيته نحو السائقين.
يقوم الجندي بأخذ هوية من تم السماح له بالاقتراب، وينظر اليها ويريها للذي بجانبه ويتشاوران. وينظر الى السائق، ومن ثم الى بطاقة الهوية. هكذا طوال اليوم باستثناء يوم السبت – في جميع الايام وجميع الحواجز الاخرى.
لا حاجة الى الخبراء الاقتصاديين من اجل معرفة ما يخسره الاقتصاد وما تخسره العائلة من ساعات ووقود بسبب ما تقوم به اسرائيل بشكل اعتيادي تجاه الفلسطينيين. لا حاجة الى الباحثين الاجتماعيين من أجل فهم العملية التي تنهار وتصدأ فيها العلاقات الاجتماعية. وايضا بدون عالم نفسي فمن الواضح أن هذه الساعات المسلوبة تعني تفويت الفرص والإهانة والإحباط.
لا حاجة إلى انتظار فتح الأرشيف بعد مئة سنة لنجد هناك أمرا عسكريا يحمل رقما واحدا: الاعتداء على الزمن. سلب الحياة. والسبب: كلما كان زمنهم في أيدينا سيطرنا عليهم أكثر.
يصل الجنود بعد عدة دقائق تأخير، لحسن الحظ. احيانا يكون التأخير أكثر. يسيرون ببطء نحو البوابة. جندي يدافع عن الجندي الآخر وهو يقوم بفتح الجزء الأول وبعد ذلك الجزء الثاني. ويطلبون من المزارعين الاقتراب بمجموعات صغيرة، الطقس البارد يؤثر على حركتهم وهم يحملون التصريح وبطاقة الهوية. وبعد ذلك تقوم مجندة بفحص التصاريح في الحاسوب. ومن ثم تفتح البوابة الكبيرة للتراكتورات وسيارات التندر. لا يوجد كثير من العمل في أيام المطر، ساعتين الى ثلاث ساعات على الاكثر، ورغم ذلك يتم فتح البوابة مجددا في الساعة الواحدة ظهراً. وستمر اربع ساعات على المزارعين دون أن يفعلوا أي شيء الى حين عودتهم الى البيت. هذا ما يحدث كل يوم في جميع البوابات.
من ينتظر من ينقله في الساعة الرابعة والنصف صباحا على شارع قرية عين عريك هو عامل في إسرائيل. وهو ذاهب الى حاجز نعلين. وعندما يعبر البوابات المستديرة والالكترونية ينتظر في الخارج ساعتين الى أن يأتي صاحب العمل مع عشرات العمال الآخرين. إنهم يصلون باكرا ويحرقون ساعتين في الانتظار. وهذا من اجل تجنب الاكتظاظ في الحاجز. وكي لا تفوتهم السفرية الى العمل في الساعة السابعة. هذا ما يحدث كل يوم وفي جميع الحواجز.
الساعة الواحدة ظهرا في الطريق المؤدية الى المحكمة العسكرية في عوفر، بعض الشباب وشخص عجوز ينتظرون بجانب بوابة لا اسم لها. وخلفها علم اسرائيل وسيارة مع لوحة ارقام صفراء وبرج مراقبة. في الليل قام الجنود باقتحام بيوتهم وتم استدعاؤهم من اجل "محادثة" في "الشاباك". إنهم ينتظرون هناك منذ الساعة الثامنة صباحا. هذا ما يحدث كل يوم في جميع مراكز "الشاباك".
تزحف الأضواء الحمراء ببطء في الظلام نحو مكان الفحص في حاجز بيت إيل. بعض السائقين تنازلوا وخرجوا من الطابور الطويل. وبدل التقدم بسرعة متر كل دقيقة، سيقومون بالالتفاف مسافة 25 كم من الطرق الالتفافية بين القرى للوصول الى النقطة ذاتها تقريبا. هكذا على الأقل يخدعون أنفسهم وكأن أمامهم خياراً وسيطرة على الزمن. وعلى الحاجز، في المقابل، الزمن هو كيان مطيع يخضع لثلاثة جنود مسلحين: أحدهم فوق برج المراقبة ويطلب منهم الابتعاد مسافة 3 امتار عن السيارة التي يتم فحصها وبندقيته مصوبة نحو السائقين. والثاني يقوم بفحص بطاقات الهوية. والثالث بجانبه يصوب بندقيته نحو السائقين.
يقوم الجندي بأخذ هوية من تم السماح له بالاقتراب، وينظر اليها ويريها للذي بجانبه ويتشاوران. وينظر الى السائق، ومن ثم الى بطاقة الهوية. هكذا طوال اليوم باستثناء يوم السبت – في جميع الايام وجميع الحواجز الاخرى.
لا حاجة الى الخبراء الاقتصاديين من اجل معرفة ما يخسره الاقتصاد وما تخسره العائلة من ساعات ووقود بسبب ما تقوم به اسرائيل بشكل اعتيادي تجاه الفلسطينيين. لا حاجة الى الباحثين الاجتماعيين من أجل فهم العملية التي تنهار وتصدأ فيها العلاقات الاجتماعية. وايضا بدون عالم نفسي فمن الواضح أن هذه الساعات المسلوبة تعني تفويت الفرص والإهانة والإحباط.
لا حاجة إلى انتظار فتح الأرشيف بعد مئة سنة لنجد هناك أمرا عسكريا يحمل رقما واحدا: الاعتداء على الزمن. سلب الحياة. والسبب: كلما كان زمنهم في أيدينا سيطرنا عليهم أكثر.