أجهزة الأمن الإسرائيلية ووسائل الإعلام
2017-01-15
منذ أن تفاقمت أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وبدت تطفو على السطح الاحتجاجات اليومية للمواطنين على استمرار انقطاعها الذي وصل حدها لـ20 ساعة يومياً، و"إسرائيل" بماكينتها الإعلامية تُتابع عن كثب هذه التحركات، وما رافقها من تبعيات وردود أفعال مختلفة.
"إسرائيل" وعبر وسائل إعلامها المختلفة، كانت تتابع تفاصيل الحراك اليومي لأزمة الكهرباء، وتبث صوراً وفيديو للمسيرات الاحتجاجية، فيما لا تَخلى هذه النشرات الإخبارية من بث سموم لا تريد منها سوى إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وعلى الرغم من تحذير المسؤول السابق في الشاباك الكاتب والصحفي "الإسرائيلي" الشهير "روني شكيد"، "إسرائيل" بعدم المراهنة على هذه المظاهرات التي خرجت احتجاجاً على استمرار أزمة الكهرباء، إلا أن وسائل إعلام الاحتلال واصلت التحريض في هذا الإطار.
إبراهيم المدهون رئيس ومدير مركز أبحاث المستقبل، أكد في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال مَعْني باستمرار أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وهو أحد المتسببين الرئيسيين فيها، ويعمل على إبقاء حالة من حالات الضغط والأزمات والمعاناة في قطاع غزة.
وأضاف، أن هدف الاحتلال وهو لكي لا ترتاح المقاومة الفلسطينية ولا تأخذ دورها، وليُفشل تجربتها في قطاع غزة، ولكي يعاقب الشعب الفلسطيني الذي يحتض هذه المقاومة، بحاجاته الأساسية كالكهرباء وإعادة الإعمار والبناء.
واستدرك المدهون: "لكن الاحتلال لديه معادلة فهو يخشى من تفاقم من الأزمة حد الانفجار، لأنه يُدرك أن أي انفجار لن يكون داخلياً في قطاع غزة، وإنما سيكون انفجاراً في وجه الاحتلال ولهذا يحاول في حال وصول الأزمة حالة الذروة أو الانفجار يقوم بالتنفيس بطرق مختلفة، إما عن طريق السلطة أو عن طريق الوسطاء أو عن طريق السماح بأمور لم يكن يسمح بها، معتقداً أن الاحتلال يريد إبقاء الأزمة ويحاول أن لا تصل هذه الأزمة للخروج عن السيطرة للانفجار أو الفوضى.
وفيما يتعلق بمتابعة وسائل إعلام الاحتلال لمجريات وتبعيات المسيرات الاحتجاجية خاصةً في جباليا، رأى المدهون، أنه هناك كان مراهنة من بعض الأطراف من بينهم "إسرائيل" أن الشعب الفلسطيني مع ازدياد معاناته سينفجر في وجه حماس، وسيهاجم مقراتها، وستتسع الفجوة ما بين حماس وما بين الجمهور الفلسطيني.
وذهب المدهون إلى أن تعامل حركة حماس واحتواءها للأزمة وخروج عناصرها ثاني يوم في نفس المكان، وبأعداد كبيرة، وعدم توالي الخروج ضد حماس وشركة الكهرباء في مناطق أخرى غير قطاع غزة، أعاد التفكير لدى الاحتلال "الإسرائيلي".
وزاد، أن الاحتلال أضحى يطرحُ أموراً أخرى حول كيفية تفكير حركة حماس، وهل يمكن أن تدفع حالة الغضب للخلل بمعادلة التهدئة، وهل يمكن أن تسقط صواريخ غاضبة من قطاع غزة، على مدن "إسرائيلية" مركزية.
وأشار المدهون إلى أن كل ذلك أعاد الاعتبار أن واقع قطاع غزة وأزماته ومعاناته، لن ينحصر في قطاع غزة، وأنه لن يؤدي إلى فوضى داخلية في قطاع غزة، بل أن هناك عديد من الأطراف سينجرون إلى هذا البرميل المتفجر، وأن هذه الأزمات التي تضغط هذا البرميل لن تنفجر فقط في قطاع غزة.
وتابع: الآن الحديث كيف يمكن التخفيف عن قطاع غزة، لكي لا يصل لحد عدم انفجار هذا البرميل، وفي حال استمرت التظاهرات ضد حماس وشركة الكهرباء، واستمرت محصورة في قطاع غزة أعتقد الاحتلال سيزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسيقلل من ضخ الكهرباء في قطاع غزة، ولو لم يتداعى ليبحث هو عن كيفية وآلية التخفيف.
وأكد الكاتب المدهون أن 90% من أزمة الكهرباء بيد الاحتلال، ولكنه يُصدر جهات أخرى كواجهة وهذا ما يجب الانتباه له، كما أن أكثر من 90% من أوراق الضغط بيد الاحتلال وهو مسؤول عن التعنت.
لذلك، طالب المدهون موقف وطني يخرج من كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية بما فيها "فتح وحماس" لتحميل "إسرائيل" المسؤولية لأنه هو من يحاصر قطاع غزة.