تيسير خالد : البيان الختامي لمؤتمر باريس يفتقر الى ارادة فعلية لكسر استعصاء التسوية السياسية
2017-01-16
وصف تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر باريس ، الذي أنهى أعماله أمس في الخامس عشر من كانون الثاني الجاري بأنه يفتقر الى التوازن والى ضمانات حقيقية وإرادة فعلية لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي والى آليات واضحة للمتابعة والمساءلة وبأنه جاء أقرب الى المناشدة منه الى التدخل الجاد والمسؤول لكسر الاستعصاء ، الذي فرض نفسه على مسيرة التسوية السياسية على امتداد عشرين عاما بفعل سياسات وممارسات حكومة اسرائيل
وأضاف أنه لأمر إيجابي أن يؤكد المشاركون في المؤتمر على “حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وسيادته، ووضع حد للاحتلال الذي بدأ العام 1967، وحل جميع قضايا الوضع النهائي على أساس قرارات الأمم المتحدة، وأن يؤكد كذلك ترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334، في 23 كانون الأول 2016، الذي أدان بشكل واضح النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة بشكل واضح ودعا دولة الاحتلال الاسرائيلي الى وقف جميع انشطتها الاستيطانية ، التي تدمر فرص التقدم في التسوية السياسية للصراع وفرص ما يسمى بحل الدولتين ،
وتابع يقول : غير أن البيان الختامي جاء يفتقر الى التوازن خاصة في دعوته الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، متجاهلا أن اسرائيل تتصرف كدولة استثنائية فوق القانون وأن الأساس هو جرائم اسرائيل وانتهاكاتها اليومية لحقوق الانسان الفلسطيني تحت الاحتلال والمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني مثلما جاء يفتقر الى التوازن بتركيزه على احتياجات اسرائيل الأمنية ، وهي لازمة اسرائيلية تشي بأطماع اسرائيل في مناطق الاغوار الفلسطينية ، دون مراعاة الحد الأدنى من الاحتياجات الأمنية الفلسطينية ، وفي اعتماده تقرير اللجنة الرباعية من 1 تموز 2016 وتوصياته ، والذي اعربت اللجنة التنفيذية في حينه عن معارضتها القاطعة لذلك التقرير وتوصياته بسبب انحيازه الفاضح لسياسة حكومة اسرائيل وتبنيه الكامل للرواية الاسرائيلية ورؤيتها للصراع ومقارباتها للحلول .
وأكد أن عدم التوازن في البيان يتجلى كذلك في دعوته الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية تحكم مسبقاً على نتائج مفاوضات الوضع النهائي في محاولة مبطنة تضع قيودا ثقيلة على حق الجانب الفلسطيني في تدويل قضيته سواء من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي او من خلال المحكمة الجنائية الدولية او حتى مواصلة الانضمام لمنظمات ووكالات وأجهزة الامم المتحدة باعتبار ذلك خطوات أحادية الجانب تهدد حل الدولتين تماما كما تهدده نشاطات اسرائيل الاستيطانية وسياسات التهويد والتتهجير والتطهير العرقي الصامت التي تجري في القدس الشرقية وفي مناطق الاغوار الفلسطينية ومناطق جنوب الخليل وغيرها من مناطق الضفة الغربية .
ودان تيسير خالد بشدة تواطؤ الادارة الاميركية مع حكومة تل ابيب وتعهدها بألا يكون للمؤتمرعواقب سواء في مجلس الأمن الدولي أو حتى في المؤتمر نفسه ، مثلما دان بشدة الضغوط ، التي مارستها الادارة الاميركية على المشاركين في المؤتمر والتي أفضت الى فضيحة سياسية تمثلت في شطب ما كان في مسودة بيان المؤتمر وما جاء في قرار مجلس الامن الدولي رقم 2334 بشأن عدم الاعتراف بأي تغييرات على خطوط الرابع من حزيران 1967، بما في ذلك القدس عدا تلك التي يتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات من البيان الختامي ، وأشار الى أن الادارة الاميركية ومعها بريطانيا ودول اوروبية أخرى عارضت بقوة ما يطالب به الجانب الفلسطينيين بشأن ضرورة وأهمية أن تتفق الدول المشاركة على آليات واضحة للمتابعة وتحديد جداول زمنية واضحة ومحددة للتوصل إلى الاتفاق وتنفيذه حتى لا يبقى الحديث عن إنهاء الاحتلال مجرد حبر على ورق وحتى لا نعود من جديد لمسلسل المفاوضات العبثية ، التي استخدمتها اسرائيل غطاء لنشاطاتها الاستيطانية ولسياسة تدمير حل الدولتين