الجيش الاسرائيلي و ترويع الأطفال-هآرتس
2017-01-16
تركزوا في الشارع الضيق. كانت الليلة باردة ومظلمة. كانوا متوترين. وبالنسبة لبعضهم كان هذا هو العمل الميداني الاول. دائما حلموا به وتدربوا فترة طويلة من اجله. تدفق الادرينالين كما يحبون. ولهذا أصلا تجندوا. وقبل أن يخرجوا أرسلوا لآبائهم رسائل كي يطمئنوا. وفي الصباح عندما يعودون بسلام الى مواقعهم سيرسلون الرسائل من جديد. الأم لن تسأل وهم لن يقولوا ماذا فعلوا. هكذا هي الحال دائما. الآباء يتفاخرون بهم. هم قتاليون. قبل الخروج قام الضباط بفحص الأدوات والتسلح واصدروا الأوامر الاخيرة. وتحدثوا عن المطلوبين. يجب علينا أن نصل اليهما، بأي ثمن. وبعد ذلك خرجت القوة في الليل. 30 جنديا. تقدموا سيرا على الأقدام الى الجبل. وبعد منتصف الليل وصلوا الى الهدف. القرية كانت تغرق في النوم والأنوار المضاءة للمستوطنة المقابلة ظهرت من بعيد. وعندها سمع الأمر: اهجموا. انقضوا على بوابة البيت الخلفية وقاموا بهزها الى درجة اخراجها من مكانها تقريبا. ضوء خافت انبعث من الطابق الثاني، وشاب فزع نزل بملابس النوم وقام بفتح البوابة الحديدية. ولم يسأل أحد نفسه ماذا كان يفعل هناك. يحتمل أن ذلك سيحدث عندما يكبرون قليلا. أربعة جنود دخلوا مع الاسلحة المصوبة. وأقنعة سوداء غطت وجوههم. وعيونهم فقط كانت تظهر. وقاموا بدفع الفلسطيني المصدوم الى الوراء. وهو حاول القول لهم إن الاولاد نائمون وأنه لا يريد أن يستيقظوا ويروا جنديا بقناع فوق السرير. إنهم أرادوا طارق ومالك ايضا. وطلبوا من الفلسطيني أن يأخذهم اليهما. المطلوبان ناما في غرفة. وقد قاموا بإيقاظهم بالصراخ. المطلوبان نظرا بفزع. والجنود طلبوا منهما النهوض وأمسكوا بهما ودفعاهما الى غرفتين منفصلتين وحشروهما. مزيد من الجنود قاموا باقتحام البيت الذي استيقظ كل سكانه. محمود (6 سنوات) بدأ بالبكاء: أبي، أبي. والجنود هددوا المطلوبين بعدم المشاركة في المظاهرات. «في المرة القادمة سنطلق النار عليك أو نعتقلك» قالوا لمالك الذي بقي محتجزا 40 دقيقة الى أن غادرت القوة. وفي طريق القوة الى الخروج قام الجنود بالقاء القنابل الصوتية في ساحة البيت. كل ذلك حدث قبل عشرة ايام في كفر قدوم. وكل ذلك يحدث في كل ليلة في جميع أنحاء الضفة الغربية. المطلوبان هما أبناء 11 و13 سنة. ويوجد لطارق صوت طفولي ومالك يبتسم بخجل. . والقوة الكبيرة جاءت في الليل من اجل تخويفهما. ولم يخجل المتحدث بلسان الجيش من القول: «لقد نفذ الجنود محادثة مع الشباب الذين شاركوا في الاخلال بالنظام في كفر قدوم». هذا ما يفعله جنود الجيش الاسرائيلي: محادثات تخويف ليلية مع الاولاد، لهذا تجندوا وهذا ما سيتفاخرون به. ونُذكر أن كفر قدوم هي قرية فلسطينية تستحق الاحترام، وهي تناضل منذ خمس سنوات بتصميم وجرأة من اجل فتح الطريق التي تؤدي اليها والتي تم اغلاقها بسبب مستوطنة «كدوميم» التي توسعت حتى وصلت اليه وأغلقته. عاموس هرئيل قال أول أمس، في الصحيفة أن تجند الاولاد ميسوري الحال للوحدات القتالية يتراجع. وحرس الحدود هو الآن المطلوب، والى أبوابه يأتي أبناء الطبقة الدنيا الذين يريدون أن يكونوا اليئور ازاريا. ويمكن أنه من الافضل تراجع الابناء عن الخدمة في المناطق، ويمكن أن هذا سيئ لأنهم يتركون الامر للآخرين. لا توجد اليوم تقريبا خدمة قتالية في الجيش الاسرائيلي لا تقترن بتنفيذ اعمال مهينة مثل التي حدثت في كفر قدوم. في يوم الجمعة القادم أو الذي بعده سيعود الاطفال للتظاهر في الشارع، ويمكن ايضا أن يرشقا الحجارة. وهما لن ينسيا رعب تلك الليلة بسرعة. فهذا سيشكل وعيهما. وماذا عن الجنود؟ سيبقون ابطالا في نظر أنفسهم وفي نظر أبناء شعبهم.