الفرصة التي ستأتي بعد أوباما - إسرائيل اليوم
2017-01-22
مع CBS الأسبوع الماضي. دعونا لا نميل للشك بوزير الخارجية الأسبق على أنه يبحث عن منصب في حكومة ترامب؛ بل هي تقديرات مِن قبل مَن اعتبر أحد الدبلوماسيين الأهم في العهد الجديد.
كسينجر يبرر كلماته بأن - على وجه التحديد - طبيعة الرئيس المنتخب غير العادية، والفزع الذي سببه أمر انتخابه في عواصم العالم المختلفة، خلقا فرصة غير مسبوقة لإعادة ملء من جديد "للفراغ الذي تركه الرئيس أوباما، الذي انسحبت الولايات المتحدة خلال فترة ولايته من الساحة الدولية". فعليًا، اليوم هناك إجماع كامل تقريبًا على أن أوباما كان رئيسًا فاشلًا في مجال السياسات الخارجية.
من جانب إسرائيل، أوباما كان، ربما، الرئيس الأقل تعاطفًا معها وأكثر من أي وقت آخر، بما فيها فترة ولاية الرئيس كارتر. بعد التصويت البائس والنتيجة غير المتوقعة في مجلس الأمن كان هناك من ادعى أنه كان على إسرائيل تكريس مزيد من الجهود من أجل التوصل لتفاهم مع الإدارة، لكن رغم حقيقة أنه من الممكن دائمًا أن تفعل أكثر من ذلك، فهناك شك إذا ما كانت تلك الجهود قد تُجدي نفعًا في ظل نهج تلك الإدارة تجاه إسرائيل ورغبتها في عرقلة جهود إدارة ترامب.
عمق نفور إدارة أوباما من حكومة إسرائيل قد يكون، من بين عدة أمور، مهّد الطريق لاقتراح الفلسطينيين المتطرف، رغم أن ذلك عارض مواقف جميع الحكومات السابقة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية على حد سواء، بشأن العملية السياسية، وعارضت كذلك الموقف الأمريكي الرسمي منذ إدارة بوش (الأب)، الذي يقرر أن الاستيطان في الحقيقة هو "عائق للتوصل لسلام" لكن ليس غير قانوني.
تولى أوباما منصبه وحمل معه عقيدة منهجية (من وجهة نظره على الأقل) كيف يريد أن يُبقي العالم ومكانة الولايات المتحدة حين يتقاعد؛ عالم مليء بالترتيبات عن طريق الأمم المتحدة وتنظيمات دولية وتنازل عن دور أمريكا كقائد للعالم الحر، باستثناء مهمة تاريخية واحدة: بزوغ فجر جديد في علاقاتها مع العالم الإسلامي والعربي، حتى وإن كانت تلك المهمة ستفرض ثمنًا على الحلفاء التقليديين لأمريكا، وعلى رأسهم إسرائيل.
فوز ترامب يفتح فرصة جديدة لتنسيق المواقف والصداقة بين إسرائيل وأمريكا، وفي مكتب رئيس الحكومة يعتقدون فعلًا أن هناك فرصة جيدة قائمة لتعزيز إجراءات مشتركة في قضايا سياسية وأمنية مختلفة. تقريبًا كل إدارة - حتى تلك التي كانت تترأسها هيلاري كلينتون - كانت أفضل من إدارة أوباما، لكن يمكن أن نتوقع من ترامب أكثر من ذلك. في إسرائيل لديهم انطباع، من سيكون لصالحها ومن العكس، من أقوال كثيرة قالها السفير الأمريكي المنتظر ديفيد فريدمان، لكن كما أكد راينس فريبوس، رئيس موظفي البيت الابيض المنتظر لترامب، أنه لم يتم تحديد سياسات الحكومة بعد، وحتى الآن لم يتم تحديد اي سياسة متعلقة بقضية إسرائيل والفلسطينيين.
لقاء قريب بين ترامب ونتنياهو سيفيدنا، وبالتالي، سيتم استيضاح الأسئلة السياسية المختلفة، وخصوصًا تلك المتعلقة بالاستيطان بالضفة، حل الدولتين، نقل السفارة الأمريكية وغيرها. أحد الخطوات الإيجابية الأولى من وجهة نظر اسرائيل يمكن أن تكون المصادقة من جديد على اتفاقيات بين الرئيس جورج دبليو بوش. بوش وأريئيل شارون بشأن بؤر الاستيطان الكبرى واتفاق ضمني حول البناء في القدس، اتفاقيات خرقتها إدارة أوباما بشكل صارخ. من المهم أيضًا أن يتم فرض قواعد تمنع سوء الفهم حول تلك القضايا.
ما زالت الشكوك تحوم حول تلك الأسئلة المتعلقة بالسياسات المخطط لها من قبل ترامب في قضية إيران واحتمال عقد صفقة شاملة بين أمريكا وروسيا بشأن جميع أو أغلب القضايا المختلف عليها. وربما هذا ما قصده كسينجر عندما تحدث عن "الفرصة غير المسبوقة".