رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ: الانتصار في الحروب وحسمها بسرعةٍ انتهى عام67
2017-01-24
رأى رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، الجنرال المُتقاعد عاموس يدلين، رأى أنّ مشكلة إسرائيل تمكن في أنّها تتواجد بين تطلعات متباينة جدًا وطموحات عالية المُستوى وصعبة التحقيق والمنال، وتابع قائلاً في كلمته التي ألقاها بافتتاح المؤتمر السنويّ للمركز أنّ الجمهور الإسرائيليّ ما زال يتوقّع أنْ يتنصر الجيش الإسرائيليّ على أيّ عدوٍ خلال ثلاث ساعات أوْ على الأكثر ثلاثة أيّام، وأنّ الانتصار سيكون حاسمًا، فيما سيرفع العدو العلم الأبيض، فيما سيقوم العالم برّمته بالتصفيق للجيش الإسرائيليّ، قال يدلين، الذي شغل سابقًا رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ (أمان).
بكلماتٍ أخرى، أكّد يدلين على أنّ ما كان ثوابت مسلمة في العقيدة العسكرية الإسرائيليّة، مُشدّدًا على أنّ النصر الحاسم والسريع انتهى مباشرةً بعد أنْ وضعت حرب الأيّام الستّة عام 1967 أوزارها. وساق قائلاً في المؤتمر إنّه لم تعد هناك حروب كهذه، ويجب علينا في إسرائيل أنْ نفهم أنّ أعداءنا تعلّموا كل نقاط تفوّقنا وضعفنا، ونتيجة ذلك ستكون الحروب أطول ممّا نريد، ولن تكون حاسمة، على حدّ تعبيره.
في المقابل، أوضح يدلين في المؤتمر الذي يتناول التهديدات الخارجيّة والتوترات الداخليّة، إضافةً إلى علاقات إسرائيل مع دول العالم، أوضح أنّه عندما نبلور إستراتيجيّة دولة إسرائيل، ينبغي الانتباه إلى الكمّ الهائل من التجاذبات بين المدى القصير والمدى الطويل، وبين الدفاع والهجوم، وبين القوة العسكريّة والقوة الرخوة والشرعيّة.
وفي السياق عينه، أشار إلى أنّه ينبغي علينا إعادة بناء الثقة التي لم تعد قائمة بيننا وبين الولايات المتحدة، مشيرًا إلى حقيقة أنّها، أيْ أمريكا، هي الحليفة الوحيدة لإسرائيل، وأنّ من لا يفهم ذلك، لا يفهم الأهمية غير الاعتيادية للولايات المتحدّة الأمريكيّة.
علاوة على ذلك، تطرّق يدلين بطبيعة الحال إلى التهديد الإيرانيّ، وقال إنّه التهديد الفعليّ على الدولة العبريّة، فيما اعتبر أنّ تنظيم “داعش” هو تنظيم إرهابيّ سبق أنْ تعايشت إسرائيل مع منظمات إرهابيّة، ليس لديها دبابات، طائرات، ودفاع جوي، ولفت إلى أنّ النقطة الأهم لنا، كإسرائيليين، هي أننّا في مواجهة (داعش) لسنا وحدنا، أمّا مقابل إيران فإسرائيل لوحدها، على حدّ قوله.
ولمناسبة إعادة فتح قضية الاتفاق النووي مع تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة، رأى يادلين أنه لا ينبغي الإسراع في إلغاء الاتفاق، لأن البديل منه إشكالي، وهو بذلك يلتقي مع تحذيرات الأجهزة الأمنية في إسرائيل من مفاعيل إلغاء الاتفاق النووي.
في المقابل، شدّد يادلين على ضرورة استعداد إسرائيل لمواجهة السلوك الإيراني في المجال غير النووي والاستعداد للسنوات السبع القادمة، وهذا ما يمكن أن نفعله أكثر مع إدارة أميركية غير ملزمة بالاتفاق. ولفت إلى عدم وجود شرعية لخطوات ضد إيران إذا ما تمّ إلغاء الاتفاق فقط من قبل الولايات المتحدة من دون موافقة باقي القوى العظمى.
وقال يدلين أيضًا إنّ النصر الإسرائيليّ في الحرب القادمة ممكنًا، ولكنّه لن يكون سهلاً بالمرّة، لأنّ الظروف تغيّرت كثيرًا، ولأنّ الأعداء باتوا يعرفون كلّ شيء عن قوّة إسرائيل تقريبًا، على حدّ تعبيره.
أمّا قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ، الجنرال أمير إيشيل، فقال في المؤتمر إنّ إسرائيل تمتلك سلاح الجوّ المُتقدّم في الشرق الأوسط، والذي لا يقّل تقدّمًا عن أيّ جيشٍ آخر في العالم، لافتًا إلى أنّه اليوم، وعلى الرغم من المُتغيّرات التي حصلت، فإنّ وظيفة سلاح الجوّ الإسرائيليّ ما زالت مهمةً جدًا، بدون التطرّق لأهمية السلاح البريّ والبحريّ، على حدّ قوله.
وتابع إيشيل قائلاً أنّه خلافًا لأسلحة جوّ في دولٍ أخرى، فإنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ يفهم أنّه إذا قام باستخدام كلّ قوّته بدون ضبط للنفس وبدون رقابةٍ، فإنّه سيمسّ مسًّا سافرًا بالمواطنين الأبرياء، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر سيُؤدّي إلى إنجازات، ولكن بالمُقابل سيكون بمثابة كارثةٍ إستراتيجيّةٍ، بحسب توصيفه.
وحذّر قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ من أنّ هناك العديد من الدول التي قد تنقلب، وتتحوّل إلى عدوٍّ للدولة العبريّة، لافتًا إلى أنّه في السنوات الأخيرة زادت الدول الشرق أوسطيّة، لا يشمل إسرائيل، مشتريات الأسلحة من الغرب ووصلت قيمة الصفقات بينها وبين الدول البائعة إلى 200 مليار دولار. وخلُص إلى القول إنّ الحديث لا يجري فقط عن الكمية الهائلة من الأسلحة التي دخلت إلى منطقة الشرق الأوسط، بل عن نوعية هذه الأسلحة، التي تُعتبر متطورّة ومُتقدّمة من الطراز الأوّل، قال الجنرال إيشيل.