:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11594

جماهير غفيرة تشيع جثمان الشهيد يعقوب أبو القيعان

2017-01-24

شيعت جماهير غفيرة من مختلف أنحاء المجتمع العربي جثمان الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان (47 عاما)، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، إلى مثواه الأخير في مقبرة السقاطي بالنقب.
وانطلقت مراسم جنازة الشهيد أبو القيعان بعد أن ألقت عليه عائلته النظرة الأخيرة في قرية أم الحيران، وتوجه الموكب الجنائزي إلى مقبرة السقاطي، وحمل المشيعون جثمان الشهيد على الأكتاف ورفعوا العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات تمجد الشهيد 'لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله'، وأخرى سياسية مثل 'نتنياهو يا جبان أرض النقب ما بتنهان'، بعد أن أدوا الصلاة عليه، ثم ووري جثمانه الثرى. وألقى الشيخ حماد أبو دعابس خطبة التأبين. وعدّد مناقب الشهيد، ودعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع العربي الفلسطيني، ونبذ العنف وجرائم القتل، وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية.

وقال أبو دعابس، إن 'المجرم الذي قتل ابننا الشهيد يعقوب أبو القيعان عليه أن يعلم أن وحدتنا تعززت أكثر مما سبق'.وأكد أن 'السلطات الإسرائيلية الظالمة أرادت فرض شروط على إجراء الجنازة بعدد لا يتجاوز 40 شخصا خلال الليل، فجرت الآن بمشاركة 40 ألف شخص في وضح النهار'.

وأشار إلى أن هدم المنازل لم تنته في قلنسوة وأم الحيران وستستمر بها الحكومة الإسرائيلية، داعيا إلى التصدي لها ودعم أصحاب المنازل المهدومة، محذرا السلطات الإسرائيلية من مواصلة ملاحقة الشبان العرب، 'يلاحقوا أبنائنا بسبب كتابة سطور على الفيسبوك، ولا يحاكمون كبير المحرضين رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو'.

وطالب أبو دعابس بإقامة لجنة تحقيق مؤكدا أن 'رصاص الشرطة الإسرائيلية استهدف الشهيد منذ البداية، ولم يسلم من جوقات التحريض وعلى رأسها نتنياهو والإعلام الإسرائيلي'.

واستلمت عائلة أبو القيعان في أم الحيران بالنقب، صباح اليوم، جثمان الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان من معهد الطب الشرعي في أبو كبير، والذي قتل برصاص الشرطة خلال هدم المنازل في قرية أم الحيران يوم الأربعاء الماضي.

وقالت زوجة الشهيد أبو القيعان، عندما وصول جثمانه إلى أم الحيران: 'قتلوه بدم بارد، لم يتركوا له مفرا، أرادوا ذلك منذ أن دخلوا القرية، رقصوا على دمه من أجل مكاسب سياسية'. وأضافت أنه 'سينتقم الله لدمه وللأولاده ولدمعاتهم...'.

وتوافدت جماهير غفيرة من مختلف أنحاء المجتمع العربي إلى أم الحيران للمشاركة في تشييع الشهيد.

وأغلقت الشرطة كل الطرق المؤدية إلى حورة وأم الحيران وتحاول منع الجماهير من الوصول إلى المنطقة للمشاركة في جنازة الشهيد، وطالبت قيادة المجتمع العربي بفتح الطرق وعدم إعاقة وصول الجماهير إلى الجنازة.

وانتشرت قوات بكثافة في محيط قريتي حورة وأم الحيران، ومن المتوقع إغلاق الشوارع خلال تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير.

وقالت ابنة الشهيد، نسرين أبو القيعان، لـ'عرب 48' إننا 'نعيشُ في حزنٍ مستمر منذ لحظة قتل والدي، ولكنّنا الآن أكثر ارتياحًا لتحرير الجثمان كي نقوم بالواجب تجاه أبي ونقله إلى مثواه الأخير كما ينبغي'.

وأضافت: 'إن شاء الله ستأتي جماهير كثيرة لتشييع أبي بعد قليل، وأتوقع من أفراد مجتمعنا العربيّ أن يكونوا معنا بقلوبهم ويدعموننا في كل لحظة، لا أريد أن يتضامنوا معنا في الجنازة فقط وبعد أيام ينسونا. يجب أن يستمر تضامنهم معنا ما بعد انتهاء الجنازة'.

ووجهت أبو القيعان رسالة مفادها أنه 'يجب أن يبقى المجتمع واقفًا على قدميه لغاية أن تبطل هذه الدولة سياسة الهدم'.

وأكدت أنه 'البارحة كان يومًا حساسًا جدًا، شعرنا وكأنّ كل شيء حصل البارحة، كان انتظار قرار المحكمة صعبًا جدًا وإن كانت ستحرر الجثمان أم لا. لم نستطع النوم، عشنا أجواءً مزدحمة بالقلق والتوتر'.

يذكر أن المحكمة العليا، قررت بأغلبية قاضيين مقابل واحد، قبول الالتماس الذي طالب بتحرير جثمان الشهيد أبو القيعان، والذي تقدم به مركز 'عدالة' ومركز 'الميزان' باسم زوجة الشهيد والنائب طلب أبو عرار.

وجاء في قرار المحكمة أنها 'تأمر الشرطة بتحرير جثة الشهيد وتسليمها لعائلته، وأن تجري الجنازة خلال ساعات النهار، وليس في ساعات الليل، دون أي قيود على عدد المشاركين في المسيرة الجنائزية التي تستغرق نحو ساعتين، بحسب المطلوب، من أم الحيران إلى حورة'.