إسـرائـيـل تـطـلـق الـنـار عـلـى قـدمـيـهـا!-يديعوت أحرونوت
2017-01-25
عندما وجه رئيس الاركان كبار رجالات الجيش الاسرائيلي الاسبوع الماضي الا يتلفظوا علنا باسم دونالد ترامب، لم يكن هذا تذكيرا نظريا آخر لعلاقات المستوى العسكري والمستوى السياسي. يتبين أن في الاسابيع الاخيرة كانوا في الجيش وفي جهاز الامن غارقين حتى الرقبة في تحليل المعاني والاثار للتغيير الرئاسي في الولايات المتحدة. اذا كانت اعدت في البداية اوراق في مسائل مثل الى أين وجهة الشرق الاوسط في عصر ترامب وماذا يفترض باسرائيل ان تفعل، ففي الاسابيع الاخيرة ينشغلون في الجيش بالمعاني وبالاستعدادات اللازمة لامكانية أن تنفذ الادارة تعهد ترامب بنقل السفارة الأميركية الى القدس. ولما كان أحد لا يعرف ما سيفعله ترامب حقا، فقد بنيت في جهاز الامن سلسلة من السيناريوهات المحتملة – بدءا بوضع يعلن فيه الأميركيون عن بناء السفارة ويطلقون على الفور الجرافات الى الميدان وانتهاء باستمرار الخدعة الحالية التي يعلنون فيها ولا يفعلون شيئا. وبين هذا وذاك تعنى البدائل ايضا بامكانية التحقق التدريجي، بعيد المدى الذي يتضمن مراسم احتفالية لوضع حجر الاساس وبعدها سنوات من الانشغال بالبناء وبالنقليات. لكل واحد من البدائل سيكون تأثير مختلف على شدة رد العالم الاسلامي، وفي الجيش يستعدون ايضا لنشوب عنف بدرجات مختلفة من القوة. التقدير هو أن كل خطوة أميركية – تصريحية كانت أم عملية – ستخلق صدى في أربع دوائر. الدائرة الاولى هي عرب اسرائيل. فالجناح الاسلامي الشمالي، الذي يبحث عن كل فرصة لاشغال الشارع حول مسألة الحرم سيقفز على اللقمة. واليوم يمكن أن يضاف الى هذه الدائرة الحركة الاسلامية الجنوبية التي تمتطي موجهة الاضطرابات البدوية في النقب. كقاعدة، يعارض المسلمون الاصوليون كل علائم الحكم اليهودي أو المسيحي في القدس، سفارة أميركية مسيحية في القدس والسفارة الأميركية المسيحية في القدس هي من ناحيتهم سبب لدعوة العالم الاسلامي المتطرف للقتال ضد عودة الصليبيين. اما "حماس" التي ترى نفسها سيدة شؤون القدس، فستنضم هي ايضا لاحتفالات التحريض. الدائرة الثانية هي السلطة الفلسطينية، التي توجد في حالة فزع مطلقة في ضوء تغيير الحكم في الولايات المتحدة. زعماؤها يفهمون بانه يتعين عليهم أن يقودوا خطوة احتجاج في الشارع، ولكن خطوة كهذه من شأنها أن تؤدي بهم الى فقدان السيطرة على الميدان والى الانهيار. الدائرة الثالثة هي الشارع في الدول السنية في المنطقة. فنقل السفارة من شأنه أن يكون المسمار الاخير في نعش الانظمة التي على اي حال تهتز الارض من تحت اقدامها. فالملك عبدالله اكتشف مؤخرا بان 10 في المئة من سكان الاردن يؤيدون الحركات الاسلامية المتطرفة. الاردن بحاجة لاسرائيل بل واكثر من ذلك بحاجة للولايات المتحدة لضمان النظام. ولكن بصفته مسؤولا عن الترتيبات في الحرم، فان الاردن سيكون ملزما بان يقف في جبهة الصراع ضد نقل السفارة الى القدس. ونقل السفارة كفيل بان يهيج الشارع في مصر ايضا، حيث مكانة الرئيس – على خلفية الوضع الاقتصادي – ليست لامعة. وتتناول الدائرة الرابعة إثارة الجاليات الاسلامية في العالم ما من شأنه أن يؤثر على ذخائر ومصالح اسرائيلية دولية. لم تجر خطوة واحدة بعد، ولكن الارض تعتمل منذ الآن، على الاقل في المستوى التصريحي والتحريضي. وعليه، فقبل كل خطوة أميركية عملية يجب أن يجري عمل تجاه دوائر الهياج الاربع لتخفيف حدة الضربة. وبدون نشاط دبلوماسي وسياسي مبكر من شأن الآثار أن تقع اساسا على كاهل الجيش الاسرائيلي. في هذه الاثناء، تبذل حكومة اسرائيل، التواقة جدا لان ترى سفارة أميركية في القدس، كي تشعل قصة السفارة حريقا كبيرا. فهي تهيج عرب اسرائيل والدروز من خلال موجة هدم المنازل غير القانونية وتصب الزيت على الشعلة بالاحاديث عن ضم "معاليه ادوميم". كالمعتاد، نحن نطلق لانفسنا النار على الساق ونترك للجيش تكنيس الضرر.