قادة اليمين ورّطوا إسرائيل في حرب غزة-هآرتس
2017-01-28
يحتفل نفتالي بينيت بتقرير مراقب الدولة حول عملية «الجرف الصامد». «هزة ارضية»، قال عن هذا التقرير. وقد تسربت لصحيفته البيتية عدة اقتباسات منتقاة من جلسات الكابنيت. بينيت على قناعة بأنه سيخرج منتصراً. فهو أول من لاحظ وأول من حذر وحقق وسرّع. وهو الوحيد الذي حاول دفع رئيس الحكومة المتردد ووزير الدفاع الخائف ورئيس الاركان المتثاقل. يبدو أن مراقب الدولة اقتنع بروايته، وكذلك وسائل الإعلام. ويتبين مجدداً أنه ليس هناك حدود للوقاحة الخاصة بوزير التعليم ورئيس حزب الاخوان اليهود. نظرا لأن ذلك غير تربوي وغير يهودي بشكل كبير فلا مناص من طرح سؤالين اساسيين: ما الذي أدى الى «الجرف الصامد» وما الذي أرادت اسرائيل تحقيقه. هناك علاقة مباشرة بين هذا وبين بينيت والمعسكر السياسي الذي يقوده ويمثله. السؤال الثاني تصعب الاجابة عليه، لأن اهداف العملية تغيرت باستمرار: تدفيع الثمن، اعادة الهدوء للجنوب، اعادة الردع، اضعاف «حماس»، علاج مشكلة الصواريخ، وتحييد خطر الأنفاق. لقد اختار المراقب الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة حول الهدف الأخير، الذي ولد أصلا اثناء العملية. هذا اختيار اسرائيلي، وهو يوجد منذ لجنة اغرينات (حرب «يوم الغفران») مروراً بلجنة فينوغراد (حرب لبنان الثانية). الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة العسكرية والاخفاقات في الاستخبارات والاستعدادية والتسلح، بدل الاهتمام بالصورة المكبرة، السياسية والاستراتيجية: لماذا أصلا خرجت اسرائيل لهذه المعركة، التي قتل فيها 73 اسرائيليا و2.200 فلسطيني (نصفهم من النساء والاولاد)، و4500 صاروخ وقذيفة تم اطلاقها على الدولة، وتم شل النقب وتدمير غزة. لو أن المراقب كان فحص ذلك بشجاعة لكان اكتشف اجابة مخيفة. اسرائيل جُرت الى الحرب بسبب اليمين الاستيطاني. في 12 حزيران 2014 تم اختطاف طلاب المعهد في «غوش عتصيون»، جلعاد شاعر ونفتالي فرانكل وايال يفراح. وبعد ذلك تبين أنه تم قتلهم في الليلة ذاتها، لكن البحث عنهم استمر 18 يوما. وبشكل سريع تم توسيع البحث باتجاه عملية عسكرية ضد «حماس»، تحت اسم «عودوا أيها الاخوة»، وقامت «قوات الامن» باعتقال أكثر من 400 فلسطيني منهم 50 ممن تم اطلاق سراحهم في صفقة شاليت وايضا اعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني. في المواجهات التي اندلعت اثناء العمليات قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين. وقامت بعض المنظمات في القطاع باطلاق القذائف، وردت اسرائيل بالقصف الجوي. الضغط من اجل التصعيد العسكري واستغلاله للضغط على «حماس» كان بقيادة المستوطنين وممثليهم. عضو الكنيست، أوريت ستروك، من مستوطني الخليل، تفاخرت في حينه كيف أنها تجرأت على اختراق حرمة السبت من اجل الاتصال مع بينيت الذي سارع من ناحيته الى حث الكابنيت على العملية. وعندما تم العثور على جثث الفتيان ساد في البلاد عزاء قومي. وتحولت جنازاتهم الغفيرة الى حدث سياسي مفصلي، حيث نزلت دولة كاملة على ركبتيها أمام اليمين الاستيطاني وأجندته. قام الرئيس شمعون بيريس بالقاء خطاب ورؤساء احزاب قاموا بالتأبين. وقال بنيامين نتنياهو: «(حماس) هي المسؤولة وهي التي ستدفع الثمن». وقد ظهر بينيت هناك في حالة انتشاء. وفي المساء اقترح على نتنياهو الخروج الى عملية برية في غزة. وفي اليوم التالي تم اختطاف وقتل الفتى محمد أبو خضير من شرقي القدس. وتصاعد اطلاق النار المتبادل من القطاع واليه. الرسائل والتقديرات الاستخبارية التي قالت إن «حماس» لا تريد التصعيد لم تجدِ. فدعوات الانتقام واعادة الردع سيطرت على الساحة الجماهيرية والاعلامية. بعد ذلك بأسبوع خرجت إسرائيل الى حربها العقابية في غزة. ولاول مرة في تاريخ الدولة كانت هناك رموز بارزة للحرب الدينية باسم إله الجيش. بينيت، الذي كان من اكبر صانعيها، استمر في الضغط داخل الكابنت لتوسيعها الى أن انتهت بالتعادل مع الكثير من المصابين. وبدل إحراء حساب النفس مع جمهوره على خلفية حجم القتل والدمار بلا فائدة، هو يتصرف الآن مثل العريس على المنصة. ما الذي يسعده الى هذه الدرجة، وما الذي يتفاخر به بالضبط؟