:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11658

هكذا تُهزم حكومة اليمين -هآرتس

2017-01-31

حتى لو كان موعد الانتخابات الاسرائيلية ما زال يبدو بعيدا، فان نتائج الانتخابات الامريكية تشير الى أنه على اليسار والوسط في اسرائيل عدم تكرار أخطاء الديمقراطيين. فثمن هذه الاخطاء باهظ جدا. والمظاهرات أو الاستخفاف في وسائل الاعلام تجاه المنتصر لا تفيد. لقد تحدد الواقع والنتيجة هي التوجه بشكل تدريجي الى الكارثة الحقيقية.
إذا أراد اليسار والوسط هزيمة بنيامين نتنياهو وحكومة اليمين وتشكيل حكومة جديدة مع برنامج عمل يومي يهدف لحل المشاكل الاساسية في اسرائيل، فيجب عليهما الاستعداد مسبقا بالشكل المناسب وبحكمة وتصميم. إن الانتظام المتسرع عشية الانتخابات ساعد نتنياهو حتى الآن فقط، الذي عرف كيف يركز نشاطه.
قبل تفصيل الخطوات التي يجب تنفيذها يجدر الاستعداد بالشكل المناسب للمنافسة التي ستأتي كما هي الحال في أي ديمقراطية. يجب أولا وضع الاتفاقات الاساسية التي يجب العمل بناء
عليها. فرضة اساسية اولى هي أن نتنياهو يجب أن يذهب. إن مجرد وجوده في رئاسة الحكومة، حتى لو كان سلوكه يبدو معتدلا ظاهريا أكثر مما هو سلوك نفتالي بينيت واليمين الاستيطاني الاكثر تطرفا، يمنع امكانية حل مشكلة المناطق والفلسطينيين، الامر الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى انتهاء اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. هذا الادعاء ليس ادعاء شخصيا. فاذا وجد لليمين زعيم آخر يقوم بتقليد مواقف وسلوك نتنياهو، فيجب الصراع ضده والسعي الى استبداله بنفس القدر.
فرضية اساسية ثانية بدونها لا يمكن البدء في الجهد المركز ضد حكومة اليمين المتطرفة الحالية هي أن من المهم الدفاع عن صورة اسرائيل على أنها ديمقراطية حقيقية، وأنها هي ايضا دولة الشعب اليهودي. من يعتبر أنه ليس مهم الدمج بين الديمقراطية والحفاظ على طابع اسرائيل على اعتبار انها دولة الشعب اليهودي لا يمكن الاسهام بشكل حقيقي في المنافسة الحاسمة على خط تطور الدولة. هذا لأنهم لا يعملون من داخل الجوهر الاجتماعي الاساسي الذي يشمل اغلبية المصوتين هنا، بل من الهامش فقط، الذين يأخذون من قوة المعسكر الكبير ويضرون بنجاعة جهوده.
الامر الثالث هو أن اليمين في اسرائيل يتشكل عمليا من جماعتين: يمين متطرف يريد فقط المستوطنات واستمرار السيطرة في المناطق، وناخبوه يتركزون الآن في البيت اليهودي. ويمين أكثر اعتدالا يهتم بالمواضيع العامة مثل الأمن والهوية القومية. في الوقت الذي يطالب فيه نتنياهو وزعماء الليكود بكسب المصوتين المتحمسين لليمين المتطرف، فان مصوتي اليمين المعتدل مستعدون لقيادة أكثر مركزية، ويمكن اجراء مفاوضات معقولة معهم حول مستقبل الدولة.
من اجل الانتصار في الانتخابات، يجب على مصوتي اليسار والوسط تشكيل قوة متحدة كبيرة بقدر الامكان يمكنها أن تضع أمام نتنياهو حزب واحد مع عدد كبير من المقاعد. إن انقسام هذا المعسكر الى مجموعات متوسطة وصغيرة لن يقوم بالعمل. العرب لن يتنازلوا عن تمثيلهم المنفصل، لكن الجماعات الاخرى يجب عليها العمل معا، وطريقة عمل ذلك هي من داخل الوسط، قلب المجتمع. وفي السياق هناك حاجة الى خطوات اخرى. ولكن في المرحلة الاولى لا يوجد مجال للتجهم. وفقط تركيز كل الاصوات في حزب واحد هو الذي يمكنه إحداث الفرصة للتغيير.