:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11659

إذا لم يكن سلوك نتنياهو جنائياً.. فما هو، إذاً؟!-يديعوت

2017-01-31

التقيت، الأسبوع الماضي، عدداً غير قليل من الاشخاص ممن فوجئوا بهجمات بنيامين نتنياهو التي لا تتوقف على الشرطة وعلى المستشار القانوني، وتساءلوا لماذا، بحق الجحيم، يواصل تطوير نظريات المؤامرة التي لم يعد الكثيرون من ناخبيه يؤمنون بها، بينما يمكنه ببساطة أن يسكت؟ هذا هو نتنياهو، لا يمكن أن يسمح لنفسه بأن يسكت.
نتنياهو ليس رئيس الوزراء الاول الذي يتعرض للتحقيق، ولكنه ينجح في أن يحظى بسهولة بلقب "رئيس الوزراء الذي يحقق معه بهذا القدر الكبير من التحقيقات على التوازي" – تحقيقات تغطي طيفاً واسعاً من السلوك الفاسد.
ومثلما في مغامرات البطل الوطني الاسرائيلي الاخر، دنيدين، الذي يرى ولا يراه أحد، لدى نتنياهو ايضا يدور الحديث عن مسلسل ناجح وعديد الحلقات وليس فيلما واحدا. وفي المسلسل مثلما في المسلسل، من المهم التنويع.
وهكذا نجد أنفسنا نتعرف على مغامرات بيبي في البيت (التحقيق في منازل رئيس الوزراء)، مع الاصدقاء (تحقيق الهدايا من ميلتشن)، في الصحيفة (تحقيق موزيس) وفي الغوص (تحقيقات شراء الغواصات)، في الجيش (تقرير مراقب الدولة حيث يتهم باخفاء معلومات عن الكابنت)، وحتى في باريس (قضية ممران). والاستنتاج واضح: إما أن هذه مؤامرة أو تبويل طويل ومتواصل من القمة التي لا يكتفي فيها صاحب الحفل بالتبويل على المعايير العامة الثابتة بل يحرص على التوزيع. وهكذا اذا لم يصرخ نتنياهو من على كل منصة بأن المحسوبين عليه اللذين حرص على تعيينهما يحاولان اسقاطه بدوافع خفية وعلى ما يبدو يسارية، فانه في واقع الامر يعترف بصمته بانه نال كل هذه التحقيقات المتنوعة بجدارة.
المشكلة هي أنه حتى لو أخذنا بنظرية المؤامرة التي يطرحها نتنياهو، تبقى أمور هو نفسه يعترف بها: فقد تلقى هدايا بمئات الاف الشواقل دون ان يبلغ عنها، وعد صاحب صحيفة قوية بأنه مقابل التغطية المتعاطفة معه سيمارس نفوذه على الصحيفة المنافسة، الصحيفة التي أعلن نتنياهو نفسه عنها في الماضي بان ليس له أي صلة او تأثير عليها.
وهكذا فانه حتى حسب ادعاء نتنياهو لا تجد مطاردته تعبيرها بتلفيق المحادثات (التي سجلت واعترف بوجودها) أو باختلاق الهدايا (التي اعترف ايضا بتلقيها) وما شابه.
إذناً، يعترف نتنياهو بالكثير من الحقائق التي دفعت الشرطة لتفتح التحقيقات ضده، ولكنه يدعي بان سلوكه فيها كلها ليس جنائيا.
وهنا من المشوق أن نسأل اذا لم يكن سلوكه جنائيا، فما هو بالضبط؟ جدير؟ نزيه؟ يحترم الانظمة ويحترم مواطني الدولة؟ لا، سيقول نتنياهو، ولكن أيضا هذا لم يمنع احدا بعد من أن ينتخبني. غير أنه عندما جرت الانتخابات الاخيرة لم تكن معظم هذه التحقيقات قد تمت بعد، والسؤال الكبير هو هل حتى في السيناريو الذي يقترحه نتنياهو – والذي هو فيه ليس مجرما بل مجرد كاذب، مستغل ومحب للاستمتاع وقع ضحية لاحباط اليسار السافل – هل هو قادر حقا على الادعاء بان كل اولئك الناخبين الذين صوتوا له قبل نحو سنتين سيصوتون له الآن ايضا؟
ثمة سبيل واحد فقط لحسم هذه المسألة: الاستقالة والتوجه الى انتخابات جديدة. هكذا فقط سنتمكن من الاستيضاح بالشكل الاكثر نزاهة اذا كان الجمهور في اسرائيل يريد المغامرة التالية في المسلسل واسع التغطية: هل سيُنتخب نتنياهو مرة اخرى (مع ظهور الضيف دونالد ترامب) ام سيذهب الى البيت؟