الكشف عن حقائق خطيرة تنذر باندثار بقايا الهوية الفلسطينية بالقدس
2017-02-02
حذر الناشط المقدسي، عنان نجيب، من اندثار واختفاء ما تبقى من أثر للهوية الفلسطينية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية لأسرلة المدينة وغياب جهة رسمية حقيقية تدافع عن القدس والمسجد الأقصى.
وقال نجيب، خلال مهرجان خطابي نظمته حركة الجهاد الإسلامي، في مدينة خانيونس، أمس الثلاثاء، بعنوان "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، إن الكلام عن القدس يعني الحديث عن ضمير الأمة الغائب، وعن نقطة الصراع المركزية بين مطلق الحق ومطلق الباطل، وحقيقة التاريخ والواقع والمستقبل في مقابل التاريخ المحرف والواقع المزيف والمستقبل المشوه.
واستعرض نجيب عدة إحصائيات وحقائق حول المدينة المقدس، تدعو إلى دق ناقوس الخطر، والوقوف وقفة جادة قبل ضياع القدس والمسجد الأقصى بشكل تام.
وأضاف: بلغ عدد الصهاينة الذين اقتحموا الأقصى العام الماضي سبعة عشر ألفا وأربعة وسبعون صهيونيا، وعدد الشهداء 32 شهيدا، إلى جانب اعتقال 2000 فلسطيني، وهدم 221 منشأة فلسطينية" مبينا أن بلدية الاحتلال باتت تسيطر على ما نسبته 80 % من المدارس العربية في المدينة.
وأوضح الناشط المقدسي، أن الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى تتصاعد، وتمر مرور الكرام وكأن الأمر أصبح مسلما به، ومقبولا، بحسب وصفه. وعن ظاهرة الرباط في المسجد الأقصى، أكد نجيب أن الاحتلال قضى عليها، وساعد في ذلك عوامل كثيرة، منها التعاون والتنسيق مع جهات عربية وفلسطينية للحد من ظاهرة الرباط من خلال الإعدامات والاعتقالات والإبعادات التي طالت المرابطين وبعض الرموز المهمة في المدينة، وإدراك الاحتلال بضعف الإرادة العربية والرسمية الفلسطينية في المطالبة أو الاهتمام بمدينة القدس عامة وبالمسجد الأقصى خاصة، مبينا أن هذا كله يأتي بسبب الانقسام والتشرذم وسطوة التنسيق الأمني التي فاقت أبشع الصور.
وأشار إلى سعي الاحتلال الدؤوب في تهويد نظام التعليم بمدينة القدس، معربا عن اعتقاده في أن يشهد العام القادم شبه أسرلة كاملة لكافة مدارس مدينة القدس، ما يعني أن أجيالا مقبلة ستحمل مفاهيم سياسية واجتماعية وثقافية تستند إلى الرواية الصهيونية، في تأويل حقيقة الصراع.
وتابع بالقول: يبلغ عدد الطلبة المقدسيين الذين يتلقون المنهاج الإسرائيلي خلال هذا العام، 3500 طالب، في حين كان عددهم في عام 2013 زهاء 1350 طالبا، وتشرف بلدية الاحتلال على ما نسبته 41% من المدارس في المدينة، وتبلغ نسبة المدارس التي تتقاضى تمويلا من الاحتلال 40%، غالبيتها لديها القابلية للأسرلة جراء رضاها بالتمويل الصهيوني، والباقي من المدارس يتبع للسلطة الفلسطينية وللأوقاف الإسلامية، وتبلغ نسبة التسرب في هذه المدارس تقريبا 13%، أي أنها مؤسسات تعليمية شبه منهارة".
وتحدث الناشط المقدسي عنان نجيب، عن موضوع تسريب العقارات في مدينة القدس لصالح الجمعيات الاستيطانية، وخاصة في البلدة القديمة وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، على مرأى ومسمع أجهزة السلطة الفلسطينية ومؤسسات الأوقاف التي تتبع للأردن والجهات الفلسطينية دون محاسبتهم أو التضييق عليهم، متسائلا عن دور الفصائل الفلسطينية في فضح المتورطين وكشفهم لنبذهم اجتماعيا ومقاطعتهم.
وعن التطبيع، قال نجيب: مؤخرا كثفت جهات إسرائيلية فلسطينية من نشاطات التطبيع في مدينة القدس، كان آخرها مؤتمر تطبيعي في فندق الإمبسادور بالقدس المحتلة ، عقده ما يسمى بالتحالف الفلسطيني الإسرائيلي للسلام، وقد قام يومها عدد من الشبان الفلسطينيين بإفشاله كما أفشلوا غيره من قبل".
وزاد بالقول: قبل عدة أيام شارك بعض الخارجين عن الانتماء الوطني في حفل أقامه نير بركات، رئيس بلدية القدس، مدعين تمثيلهم لتجار وسكان مدينة القدس، دون استنكار من أي جهة رسمية". وأكد أن مؤسسة (US AID ) الأمريكية، تنظم فعاليات تطبيعية تخص المدارس الابتدائية في المدينة المقدسة، كذلك بعض المؤسسات التابعة لـ" إن جي أوز" تشارك سرا في فعاليات بأوروبا تحت مسميات مثل جسور السلام وكسر الصمت.
وشدد نجيب على أن المشكلة التي تواجه المقدسيين، هي غياب التمثيل الحقيقي للمدينة، رغم كثرة المؤسسات والمسميات الفلسطينية التي لا أثر لها ولا عين على أرض الواقع.
وأضاف: بات من أولى الأولويات إيجاد مرجعية تأخذ على عاتقها وضع برنامج عمل نضالي تحافظ من خلاله على ما تبقى لنا داخل مدينة القدس". وطالب السلطة الفلسطينية بإعادة حضور القدس في مؤسساتها والتعامل معها كمدينة فلسطينية مثلها مثل أي مدينة أخرى، وعدم تسليمها لشخصيات اعتبارية وأنظمة عربية، ترى بإقامة بلدية موحدة مع المحتل حلا مقبولا، وترى بتقاسم المسجد الأقصى واقعا مسلما به.
كما دعا نجيب وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية على تغيير فلسفتها التقليدية في التعاطي مع مدينة القدس، والتركيز على التحقيقات الصحفية التي تكشف المؤسسات التطبيعية في المدينة، وكشف مقدار تفريط الجهات العربية والمحلية بالقدس.