نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية امام المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة في طهران
2017-02-23
قال نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق فهد سلميان: ان الشعب الفلسطيني ليس بمفرده في مواجهة مخططات ومشاريع العدو الاسرائيلي، وان جميع الشرفاء والاحرار في العالم يقفون الى جانبه ويضعون كل امكاناتهم في خدمة النضال الفلسطيني من اجل افشال الاهداف الاسرائيلية والامريكية وانتزاع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وان مؤتمر دعم الانتفاضة الذي تحتضنه ايران بمشاركة مناضلين من مختلف دول العالم هو احد وسائل الدعم للشعب الفلسطيني ورسالة واضحة لكل من يسعى الى حرف الصراع عن مساره وخلق احلاف وصراعات في المنطقة بهدف التغطية على الصراع الاساس والذي سيبقى سببا لكل الصراعات في المنطقة وهو الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها الرفيق فهد سليمان في المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة والذي يعقد في العاصمة الايرانية طهران حيث اعتبر ان الصراعات الدامية في المنطقة لن تغير من طبيعة وحقيقة ان الصراع الاساس هو مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يحتل ارضا فلسطينية وعربية وان تحريف هذه الحقيقة باتجاه صراعات إقليمية ذات طبيعة طائفية ومذهبية إنما تهدف إلى إبقاء المنطقة في حالة توتر سياسي، وإستنزاف داخلي بحيث تنشغل شعوب المنطقة عن قضاياها الداخلية والوطنية والقومية، وتستنزف طاقاتها في صراعات غير مبدئية لا تنتج سوى الفوضى، وبما يتيح للعدو الاسرائيلي الاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته تمهيدا لفرض مشروعه بتصفية القضية الفلسطينية.
وتابع الرفيق فهد سليمان قائلا: ان شعوب المنطقة تعرف إتجاه بوصلة الصراع الحقيقي، وهي بالتالي لا ترى في إسرائيل دولة يمكن الرهان عليها في مواجهة التطرف والإرهاب، بقدر ما ترى فيها دولة عنصرية معادية ودولة إحتلال إستيطاني تمارس الإرهاب بأبشع صوره ضد الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والاسلامية ستبقى تنظر الى القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية التي يجب على الجميع دعمها وتوفير كل مقومات الانتصار للشعب الفلسطيني. ونعتبر ان هناك حاجة فعلية لاستعادة الشعوب العربية والاسلامية لدورها الحيوي في دعم القضية الفلسطينية والضغط على الانظمة الرسمية لاعتماد سياسات ترتقي الى مستوى التحديات خاصة وان جميع هذه الدول مهددة في سيادتها وثرواتها وارضها. ونحذر من التساوق مع المساعي الامريكية الهادفة الى فرض حلول تستجيب للمصالح الاسرائيلية كتطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل، وندعو القوى الشعبية العربية بمختلف اتجاهاتها الى استعادة دورها المعهود في دعم الشعب الفلسطيني سياسيا وماديا وعبر التحركات الشعبية بمختلف اشكالها..
وعلى المستوى الفلسطيني قال نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية: ان الانقسام الفلسطيني وصل الى مرحلة من الخطورة لم يعد جائزا استمراره خاصة ان الحلول الآحادية التي اعتمدت من قبل طرفي الانقسام قد وصلت الى الطريق المسدود وان جميع الخيارات قد جربت ولم يبق سوى خيار الوحدة الوطنية الجدية والحقيقية التي اختبرت وجربت في تجارب نضالية سابقة وكانت النتيجة انتصارات مدوية لحركات التحرر الوطني بهزيمة المحتل والمستعمر، ولذلك نحن ندعو اخوتنا في حركتي فتح وحماس اللتين تعلمان جيدا خطورة سياستهما على كل مكونات القضية الفلسطينية ندعوهما الى تقديم الوحدة الوطنية على خلافاتهما التي سبق وان توصلنا الى توافقات بشأنها لكنها ما زالت تحتاج الى ارادة جدية لتطبيقها واقعا على الارض..
واضاف قائلا: لا نستطيع ان نخاطب شعبنا وشعوبنا العربية والاسلامية وكل قوى التقدم والحرية في العالم الا عبر موقف واحد وسياسة وطنية موحدة على خلاف ما هو حاصل اليوم. نحن مطالبون اولا كحالة فلسطينية بجميع مكوناتها السياسية بمراجعة سياساتنا، وعلى قيادة منظمة التحرير والسلطة بشكل خاص مراجعة جدية لتجربة اكثر من ربع قرن على مسيرة الخيار الواحد، خاصة في ظل تحالف التوحش بين الادارة الامريكية الجديدة وحكومة التطرف في اسرائيل اللتين تعملان بشكل منسق سواء على المستوى الميداني بتسارع عمليات الاستيطان والتهويد او على المستوى السياسي بالقضاء على اي امكانية لقيام دولة فلسطينية سيدة على اراضيها المحتلة بعدوان عام 1967 بعاصمتها القدس.
وختم سليمان قائلا: ندعو كجبهة ديمقراطية الى التوافق على استراتيجية نضالية جديدة تضع حدا لمسيرة الخيار الواحد وتعمل على الخروج من نفق المفاوضات العبثية التي كان سببا وعنوانا لكل سياسات الاستيطان الصهيونية، ونحن بيدنا اليوم نتائج حوارات بيروت وموسكو والتي تحتاج الى ارادة سياسية لنبدأ العمل بها على طريق انهاء الانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات شاملة لجميع المؤسسات الفلسطينية ما يعني ضرورة القطع الكامل مع اتفاقيات اوسلو ووقف العمل بجميع ملحقاتها خاصة وقف التنسيق الامني والغاء اتفاق باريس الاقتصادي.. وتحصين عضوية فلسطين في الامم المتحدة على المستوى الدولي القانوني والدبلوماسي وذلك في اطار خطة وطنية تحدد مسار المواجهة وتطوير النظام السياسي الفلسطيني بما يمكنّه من حمل اعباء المواجهة مع العدو ومواصلة العمل لعزل اسرائيل ومقاطعتها وتقديمها للمحاكمة الدولية.