النقطة الـ 11 لخطة اسحق هرتسوغ!-هآرتس
2017-02-27
يجب امتداح اسحق هرتسوغ على «خطة النقاط العشر»، التي نشرها في «هآرتس» يوم 23 شباط الجاري. تعكس النقاط العشر لهرتسوغ هدفاً وتطرح أفقاً لأمل كبير. وهنا أريد أن أضيف نقطة واحدة صغيرة تحول خطته الى خطة شاملة، وهي النقطة الـ 11. يجب على الاطراف تحديد فترة عشر سنوات يتواجد فيها اسحق هرتسوغ في قفص، وفي الوقت ذاته تسير الأطراف في هذه الفترة باتجاه تطبيق حل الدولتين. وبالتوازي يتم تسريع التطور الاقتصادي للقفص بشكل دراماتيكي، أيضا بأدوات إقليمية ودولية. وبين فترة واخرى يتم القاء أرغفة الخبز الى القفص، وخلال السنين يتم فحص إمكانية اضافة الحلوى. وتعمل الأطراف من أجل إعمار القفص، ومن بين ذلك وضع أرجوحة بناء على ترتيبات أمنية مشددة. اذا فعل المطلوب منه يحق لهرتسوغ الاعلان عن قفصه كدولة في حدود مؤقتة. وعند مرور المدة الزمنية (هذا اذا بقي هرتسوغ على قيد الحياة)، شريطة أن يكون سلوكه ملائما خلالها، يقوم السجانون بإجراء مفاوضات مباشرة مع من يسكن القفص وبغطاء من دول المنطقة والمجتمع الدولي دون شروط مسبقة كمتساوين بجدية وتصميم مع السير باتجاه اتفاق سلام كامل ونهائي. إذا وافق هرتسوغ على هذا البند – ولماذا لا يوافق؟! – سيكون بالامكان حينها المبادرة الى تنفيذ الخطة، ولن يوقفها أي شيء، وبعد عشر سنوات يكون هناك سلام. ولكن اذا عارض هرتسوغ اضافة البند 11 فيجب الاعلان عن خطته كإحدى الخطط الأكثر بؤساً التي تم تقديمها من قبل سياسيين في إسرائيل. بدون البند الـ 11، اقتراح هرتسوغ هو اقتراح لعشر سنوات اخرى من الاحتلال، كما يبدو. هو اقتراح لـ»اوسلو» آخر دون تعلم أي شيء من مهزلة «اوسلو». هو اتفاق مرحلي آخر في الطريق الى اللامكان. هو اقتراح للمغتصب كي يستمر في الاغتصاب دون أن تزعجه الضحية عشر سنوات على الأقل. وبعد ذلك قد يتم إجراء مفاوضات بين الاثنين، مباشرة ومتساوية ودون شروط مسبقة. كل الاكاذيب. فترة اختبار للمغتَصَب، له بالذات، يستمر خلالها المغتصِب بجرائمه («الجيش الاسرائيلي يستمر في العمل في جميع انحاء الضفة الغربية حتى حدود نهر الاردن وفي محيط قطاع غزة»). وهذا يسمى «عملية متجددة، مدروسة لتحقيق الهدف». لا توجد حدود. بالنسبة لقائد الوسط – اليسار في اسرائيل فان الانتصار الحقيقي للصهيونية هو الحفاظ على الكتل الاستيطانية، كما يقول هرتسوغ. ومنذ الآن المستوطنات هي انتصار للصهيونية، ليس فقط صهيونية نتنياهو وبينيت، بل ايضا صهيونية هرتسوغ. مع هذا الوسط – اليسار من الافضل أن يكون المرء يمينيا، ومع صهيونية كهذه من الافضل له أن يكون معاديا للصهيونية. لكن باستثناء الجدل غير المهم مع هرتسوغ، السياسي الصغير الذي يعبر عن العمى الاخلاقي الاسرائيلي، في اليمين وفي اليسار ومن الحائط الى الحائط، فان كل يوم يستمر فيه الاحتلال هو يوم لتنفيذ مزيد من الجرائم: عدد لا يحصى من الجرائم اليومية من الاعتداء والتدمير والاعتقال والقتل والاهانة في كل لحظة. إن الوقف الفوري للاحتلال هو الأمر الذي يحق لأصحاب الضمير والمثقفين التحدث عنه. ليس هناك شيء شرعي آخر. القول للضحية أن تنتظر، وأن تبقى مؤقتا مع المغتصب، واذا تصرفت بشكل جيد فسنتحدث معك بعد عشر سنوات. هذه حقارة. كذلك التفكير بأنه يمكن تجاوز الهاوية بمراحل وليس بقفزة واحدة، الامر الذي تمت تجربته أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يزداد الاجحاف. هذا التفكير يثير السخط. من يقترحون الاتفاقيات المرحلية أو من يؤيدون السلام الاقتصادي هم دائما قساة القلب أو مخادعزن. بدلا من خطة العشر نقاط لهرتسوغ اليكم خطة من نقطة واحدة: انهاء الاحتلال. أمس. اليوم. فورا. ليس هناك شيء آخر.