:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11847

إسرائيل لم تذق طعم الانتصار -إسرائيل اليوم

2017-03-01

الانتصار في الحرب أو إخضاع العدو بشكل واضح والتوصل الى السلام أو على الأقل عشرات السنين من العدوء هو الأمر الذي ينقصنا أكثر من أي شيء آخر. منذ حرب "الأيام الستة" لم نتذوق الطعم الحلو والحقيقي للانتصار، لم نشاهد عدواً يخضع، ونظراً لأن هذا المنتوج الذي هو الانتصار غير موجود فاننا نبذل الجهد والطاقة الكبيرين لاقامة لجان تحقيق والمبالغة بدور مراقب الدولة، كي يشكل هذا قبضة لضرب الذات وقطع الرؤوس حتى نتغلب على خيبة الأمل والاحباط. ننجح جداً في تشكيل لجان التحقيق، والاعتماد على مراقب الدولة، حيث لم تبق رؤوس تقريبا تتحمل المسؤولية وتحقق لنا فانتازيا الانتصار. وبعد لحظة لن نجد رؤوساً جديدة على استعداد للانقضاض عليها من أجلنا. صرخات الحرب التي تسمع في المدن وتطل من شاشات التلفاز، والشماتة التي تأتي قبل نشر استنتاجات المحققين والباحثين، كل ذلك يقض مضجعنا. وللأسف الشديد لم ننتبه الى أنه لا يوجد حتى مراقب دولة واحد أو لجنة واحدة في تاريخ دولة اسرائيل القصير، انتصر في الحرب وأخضع العدو. وجميعهم قاموا ببث السوء في تحليلاتهم التي بنيت على فشل الآخرين. وفي اسوأ الحالات صبوا الزيت على نار أعدائنا الذين يفرحون وهم يشاهدوننا نتشابك فيما بيننا. من اجل ازالة الشك، رغم الضربة القوية التي نزلت على قطاع غزة، "الجرف الصامد" ليس العملية التي يجب تدريسها في مدارس القيادات العسكرية في اسرائيل وفي العالم. 51 يوما من الحرب لا تذكرنا بالنجاح الذي حققته عملية يونتان لتحرير المخطوفين في عنتيبة، أو عملية "أوبيرا" لضرب المفاعل النووي في العراق. لم يكن في العملية أي عامل من مبادئ الحرب التي تؤدي الى اخضاع العدو، أو على الأقل الفهم بأننا انتصرنا. الاحابيل والمفاجأة والبساطة والمرونة التي ميزتنا في السابق لم تكن جزءاً من قاموس الحرب لدى القادة الكبار. وعن المبادرة والهجوم سمعوا فقط في الاقسام والألوية المقاتلة، وهم الذين عملوا في الميدان وعبروا عن الشجاعة وعن روح القتال في ساحة المعركة. يمكن أن القادة الكبار أبلغوا الكابنت السياسي الامني، لكنهم لم يُعدوا الجيش الاسرائيلي للعملية الصحيحة. من اجل اصلاح ذلك، لا حاجة الى عصا لجنة التحقيق أو تقرير مراقب الدولة. هذا يحتاج الى هيئة اركان جديدة تعرف أنه ليس لدينا موعد ب، لأنه في المرة القادمة يجب أن ننتصر. نحن بحاجة الى هيئة اركان لا تسير حسب بروتوكولات لجان التحقيق، ولا تبحث عن كيفية قضاء الوردية بسلام. نحن بحاجة إلى هيئة اركان تقود الجيش الجاهز للانقضاض في منطقة مفتوحة، والمطاردة في الانفاق، ولا تكتفي بالتفوق التكنولوجي وقوة سلاح الجو والقبة الحديدية. الصلاحيات والمسؤوليات لن تتغير. لجان التحقيق ومراقب الدولة لن يكتبوا الأوامر التنفيذية للحرب القادمة. بل هي ستكتب وتكون مناسبة للعدو من قبل هيئة اركان تعرف كيفية تحمل المسؤولية، تعرف المواساة، وتعرف كيف تقود. من اجل أن ندفع أعداءنا إلى الخوف من نشر تقرير المراقب، يجب على الشخصيات العامة لدينا، لا سيما أولئك الذين يشاركون في القرارات الأمنية، ادخال السكاكين المرفوعة من جديد الى الجارور واخراج أوامر عمل جوهرية أكثر وخطط عمل تنعكس في نهاية الحرب في صالحنا، في صالح مواطني دولة اسرائيل، الذين يسمحون ليس فقط بالدفاع والرد، بل المبادرة والحسم. لقد مللنا من عملية جديدة كل سنتين أو ثلاث سنوات. لقد قمنا بانتخابكم لاتخاذ القرارات الصعبة، والخروج الى الحرب، والتوقيع على اتفاقيات سلام من موقع قوة، شريطة أن تأخذونا الى مستقبل افضل. قوموا بفعل ما هو مطلوب من اجل الانتصار على "حماس" و"حزب الله"، قوموا باستثمار التفكير في كيفية الاستعداد في وجه "داعش" وتهديد إيران، لا تهتموا بانتخابات الغد وحروب الأنا السياسية الداخلية، لأن هذا لم يعد ينجح معنا.