ضرب الفلسطينيين أمر «روتيني» في مملكة «يهودا»! - هآرتس
2017-03-07
الاسم الكامل لـ ش. لن نقوم بنشره لأن عمره 17 سنة. جنود مجهولون من وحدة مجهولة قاموا باعتقاله هو وجاره سيف الدين ابراهيم في 28 شباط، أطلقوا النار في الهواء بهدف التخويف، وقاموا بضرب المعتقلين، وأبقوهما مكبلين وعيونهم مغطاة في البرد لبضع ساعات، وعندها قاموا باستدعاء الشرطة كي تستكمل التعذيب. الاعتقال بدون سبب لـ ش. وسيف الدين هو أمر معتاد ولا يتم التبليغ عنه. وضع طبيعي جدا في مملكة «يهودا» المقدسة. هكذا تتصرف العصابة التي تفرض السيطرة على المدنيين. الاهانة والتخويف والعجرفة والمطاردة هي السلاح الضروري الذي يتحول بالتدريج الى ميزة للجنود، اضافة الى الاكاذيب. أم العمد هي قرية صغيرة غرب يطا في جنوب الضفة الغربية، يرتزق حوالي 300 شخص فيها من الزراعة البسيطة بما في ذلك تربية الاغنام والقليل من العمل في اسرائيل وفي المستوطنات. تبعد القرية عن الشارع الرئيسي، وعلى بعد كيلومتر ونصف منها تم بناء وتوسيع مستوطنة عتنئيل. ابراهيم (21 سنة) كان يراقب الاغنام التي تأكل الاعشاب على بعد أمتار من بيته. وفجأة في الساعة 2.30 بعد الظهر سمع اطلاق نار من جهة الغرب وشاهد شخصين يقومان بالهرب، عندها ظهر الجنود وهم يسيرون وبعد ذلك وصل جيب ومواطن مسلح، يبدو أنه مُركز المستوطنة الامني. قال ابراهيم للصحيفة: «لقد طلبوا مني أن أنزل اليهم. أعرف العبرية. ولم أعرف ماذا أرادوا مني. وقلت لهم كيف أنزل وأنا مع الاغنام؟ فقاموا باطلاق النار في الهواء واضطررت للنزول. ثلاثة جنود قاموا بامساكي، وأحدهم أمسك برأسي ووضعه بين الحجارة، والآخر سحب يدي الى الخلف وقام بتكبيلي والثالث أمسك قدميّ». عندها قاموا بضرب «المجرم الكبير» وجروه الى الجيب. شاهدت البنات في البيت ما حدث وصرخن. دخل الجنود الى البيت ودفعوا احداهن الى الحائط وقاموا بالصراخ والتهديد. ومن ثم خرجوا وتوجهوا الى عدد آخر من القرويين. أبناء عائلة ح. الذين قاموا بقطع اغصان من شجر الزيتون. كان هناك بالغان – ثلاثة ومعهم طفل وقريبا منهم كان ش. الذي راقب الاغنام. وقف جنديان على الجدار الحجري وطلبوا من ش. الاقتراب. وعندما لم يوافق قاموا باطلاق النار في الهواء. وهددوا باطلاق النار على من يقوم بالتصوير. صعد ش. واقترب منهم. وقال للصحيفة: «لقد سألوني عن الشخص الذي كان معي. وأجبتهم أنه لم يكن معي أحد. فقالوا لي أنت كاذب». قاموا بتكبيله والقوه على الارض، فصرخ. وسألوه لماذا يصرخ، فأجاب أن هذا مؤلم. وردا على ذلك قام احد الجنود بتصويب البندقية الى عنقه وقام بادارتها. والد ش. الذي كان في الحقل في حينه ركض نحو الجيب العسكري الذي وضع فيه ابنه. وهو يتحدث العبرية، وتجادل مع الضابط وقال: «لماذا تأخذونهما، لقد كانا يرعيان الاغنام». فاجابه الضابط: «أنا أقوم بأخذ من تراه عيني». في الساعة الثالثة تقريبا غادر الجيب مع الغنيمة الانسانية التي اصطادها الجنود المجهولون. وعلى مدى ست ساعات تم احتجازهم في الجو البارد في معسكر مستوطنة عتنئيل وهما مكبلان ومعصوبا العيون. بين الفينة والاخرى كان يمر أحد ما ويقوم بضربهما قائلا «لصوص». وتم أخذها الى الطبيب من اجل الفحص، وعندما اشتكيا بأنهما تعرضا للضرب، قال الطبيب إنهما لم يتعرضا للضرب. ضابط آخر قام بالتحقيق معهما وزعم أنهما قاما بكسر شيء في نبع القرية الذي تسيطر عليه المستوطنة، وأنهما قاما بسرقة شيء ما. وقام شخص بتقريب القداحة نحو وجهيهما. وتم نقلهما الى شرطة كريات اربع، وهناك ايضا كانا مكبلين ومعصوبي العيون، وتم اجلاسهما في البرد مدة ساعة ونصف قبل التحقيق معهما. في البداية تم التحقيق مع ش. القاصر. هل تريد محاميا الآن أم بعد التحقيق، سئل وأجاب: «لا حاجة، انا لم افعل شيئا». وهكذا اجاب ابراهيم ايضا. وجاء الضابط الذي اعتقلهما، وقال ابراهيم هو اعتقلني من جانب البيت. فأخرجه المحقق من الغرفة. وفي الساعة الواحدة تقريبا أمر باطلاق سراحهما، دون شروط ودون كفالة. وقام فلسطيني بنقلهما الى الخليل. ومن هناك اتصلا ووجدا سيارة عمومية لنقلهما الى البيت. المتحدث بلسان الجيش قال: «في يوم الاثنين الماضي، بعد الظهر، وصل تقرير عن فلسطينيين مشبوهين كانوا قرب بؤرة عتنئيل. القوة التي ذهبت الى هناك اعتقلت مشبوهين بعد أن حاولوا الهرب. ووصلت ايضا تقارير عن تخريب أرجوحة في موقع في البؤرة قرب المنطقة التي وجد فيها المشبوهون. وتم توقيف المعتقلين في معسكر في عتنئيل وبعد ذلك تم نقلهما الى الشرطة للمتابعة. وحسب ما هو معروف لم يتم استخدام العنف. وسيتم فحص هذه الادعاءات».