حكومة كوابيس تحكم إسرائيل- معاريف
2017-03-07
يسود اليأس في البلاد. اليمين في حالة فزع لأنه يصدق تخويفات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يعتقد بأن إسرائيل في خطر من الخارج – من ايران، «داعش» والفلسطينيين – ومن الداخل، في ضوء «خيانات اليسار، وسائل الاعلام والمحاكم؛ اليسار من جهته مكتئب لأن الديمقراطية تداس من قبل الحكم الحالي. بتنا في هذه الايام دولة ثنائية القومية دون هوية ديمقراطية. دولة اسرائيل في نقطة ضعف وأزمة غير مسبوقة، أولا وقبل كل شيء لأننا أصبحنا دولة منبوذة في عالم العولمة الاقتصادية والدبلوماسية. يوجد هنا شعب كفؤ، مع ابداعية لامعة، ثقافة معتملة، جيش قوي وصناعة تكنولوجيا عليا من الدول الرائدة في العالم. هذه القوة كان يمكن ترجمتها لاسرائيل كمجتمع قوي ومحترم في أسرة الشعوب، تدفع الى الامام السلام، المساواة، والديمقراطية. ولكن المشكلة تكمن في الحكومة؛ فهي اليمينية المتطرفة الاكثر في تاريخ الدولة، والتي اختطفها نحو 400 الف مستوطن، ممن يحركون «الليكود» مثلما في مسرح الدمى نحو سياسة قومية متطرفة، عنصرية ومسيحانية. لا تحتاج اسرائيل فقط لحكومة أخرى بل ايضا إلى سياسة أخرى. حكومة مع أناس مجربين، نزيهين، على اساس المساواة بين الرجال والنساء ومع احترام للاقليات. واليكم طوباوية مثلى لمنتخب أحلام الحكومة التي يمكنها أن تسير باسرائيل نحو ديمقراطية معتملة، محبة للسلام وعضو في أسرة الشعوب. في هذا المنتخب سيكون رئيس الوزراء بني غانتس. فاسرائيل بحاجة الى رجل أمن مجرب ومعتدل يقف على رأسها، كي يصل الى تسوية ضرورية مع الفلسطينيين وتسويات اقليمية مع الدول العربية السنية البراغماتية. كما أن غانتس ذو قدرة إدارة استراتيجية دبلوماسية ذكية والكثير من الشجاعة لاتخاذ قرارات غير شعبية. وزير الدفاع في هذا المنتخب سيكون دان مريدور، الذي خدم معي في الكنيست في ذات الحزب. فهو يميني معتدل، يفهم القوة الاسرائيلية وقيودها. وفي هذه الفترة بالذات هناك حاجة لمدني ذي فهم استراتيجي للامن القومي في تنسيق جيد مع الولايات المتحدة. سيكون وزير الخارجية يوفال ديسكن. فوزير الخارجية يجب أن يقود مساعي سلام اقليمية. ديسكن رجل قيمي، يؤمن بضرورة حل الدولتين. الفلسطينيون يحترمونه وفي العالم سيتعاطون معه بتقدير. أما وزيرة المالية فستكون ستاف شابير. فالقيادة بحاجة الى شخص شاب، وشابير هي سياسية لامعة وشجاعة تعرف على اطراف اصابعها احتياجات الاقتصاد الاسرائيلي، وستعرف كيف تدمج بين احتياجات السوق الحرة والحاجة الى تقليص الفوارق الاجتماعية – الاقتصادية. وزيرة العدل في هذا المنتخب ستكون تاليا ساسون. فهي امرأة مهنية فائقة، كتبت تقريرا شاملا عن البؤر الاستيطانية غير القانونية، وهي تعرف كيف تعيد الى جهاز القضاء الصدارة المرغوب فيها. أما وزير التعليم فسيكون ديفيد غروسمان، كاتب لامع، قيمي ومقدر في العالم كله. فجهاز التعليم بحاجة الى قيادة قيمية. ووزير التنمية الاقليمية سيكون حيمي بيرس، مواصل طريق ابيه اللامع الراحل شمعون بيريس. وهو لا بد يعرف كيف يترجم تفوقنا التكنولوجي في صالح التعاون في المنطقة. غير أنه مقارنة بحكومة كهذه يوجد لنا اليوم حكومة كوابيس، تقود الدولة الى مطارح خطيرة على وجودها كديمقراطية يهودية.