بعد لقاءغرينبلات :صورة جديدة للعلاقة بين الإدارة الامريكية مع السلطة الفلسطينية
2017-03-15
لغة التهديد والمساومة التي طغت على لقاء جيسون غرينبلات مستشار الرئيس الأمريكي مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس يوم أمس الثلاثاء رسمت صورة جديدة لشكل العلاقة التي قد تنتهجها الإدارة الامريكية مع السلطة الفلسطينية وخاصة بعد فوز الرئيس الأمريكي ترامب.
مصادر إعلامية أكدت ان المبعوث الأمريكي غرينبلات عرض على عبّاس تجميد البناء بمستوطنات جديدة، و منع نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" الى القدس المحتلة، مقابل العودة الى طاولة المفاوضات.
كما ذكرت المصادر بأن غرينبلات حذر أبو مازن من نية الكونغرس الأميركي اشتراط مواصلة منح الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بوقف ما أسماه "التحريض على الارهاب"، وبكف السلطة الفلسطينية عن منح المساعدات المالية لعائلات منفذي العمليات.
الإدارة الأمريكية، عادت بسياسة العصا و الجزرة التي تنتهجها مع القيادة الفلسطينية، للحصول على تنازلات و القبول بالجلوس على طاولة المفاوضات.
التصريحات التي صدرت من الأمريكيين، في بداية تولي إدارة ترامب حول حل الدولتين و موضوع نقل السفارة، وموقفه من الاستيطان، جعل السلطة في حالة من القلق.
هناك تطوراً في الموقف الأمريكي تجاه علاقة الادارة الامريكية الجديدة مع السلطة الفلسطينية، بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين عباس و ترامب، قبل عدة أيام، تلاها زيارةً للمبعوث الأمريكي للأراضي الفلسطينية.
طبيعة المساومات التي حصلت خلال لقاء الرئيس عباس بالمبعوث الأمريكي، حول وقف المساعدات، و اشتراط وقف الاستيطان و منع نقل السفارة، بالجلوس على طاولة المفاوضات، تُظهر بأن هناك حالة من عدم الفهم لدى الأمريكيين حول طبيعة الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي.
الاستيطان "الاسرائيلي" جريمة حرب، و أدانها العالم و القانون الدولي، الا أن أمريكا تواصل دعمها للاستيطان من خلال هذه التصريحات، وتعود بسياسة العصا و الجزرة في تعاملها في هذا الجانب.
رغم تصريحات الرئيس المتكررة حول السلام، سيبدي مرونة ربما في بعض الأوقات، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بتقديم تنازلات فإنه لن يقدم أي تنازلات، و ستنفجر المفاوضات مجدداً اذا ذهب الأمريكيون و الاسرائيليون إليها.
ما صدر عن اللقاء الذي جمع عباس و المبعوث الأمريكي هو القليل مما جرى".
المبعوث الأمريكي جاء ليفرض وجهة نظر و شروط الادارة الامريكية التي هي بالأساس منبثقة عن الاسرائيليين.
هناك تناقضاً بين ما تحدثت به وسائل الاعلام الفلسطينية و ما تحدث به المبعوث الأمريكي حول اللقاء، الرئيس الفلسطيني عجز خلال هذا اللقاء عن فرض شروطاً فيما يتعلق بوقف الاستيطان.
الإدارة الأمريكية لا زالت تنتهج سياسية العصا و الجزرة تجاه الفلسطينيين، العصا، تتمثل في التهديد بوقف الدعم المالي عن السلطة، و الجزرة في تقديم الدعم المالي للأمور الأمنية، لكي تدعم قوات الأمن،ولكن ليس بهدف حماية الشعب الفلسطيني، و لكن بهدف التنسيق الأمني و حماية للجانب "الاسرائيلي"، و ملاحقة ما يدعيه الاحتلال "التحريض".
الإدارة الامريكية هي التي تحكم العالم ، و هي التي تحكم مؤسسات الأمم المتحدة ، و هي مع الاستيطان، و أن السفير الأمريكي لدى اسرائيل يهودي و يشجع الاستيطان ، كما أن ترامب قال في تصريحات كثيرة بأن من حق اسرائيل أن تبني في المستوطنات، فكيف ستدعم أمريكا وقف الاستيطان؟".
ملف وقف الاستيطان غير مدرج على أجندة الإدارة الامريكية، بل إنها تريد أن يلتقي الطرفان، القوي و الضعيف، حتى تقوم بالضغط على الطرف الأضعف، و لن تُوافق على أي مقترحات إلا بعد موافقة "اسرائيل" عليها.
يُذكر بأن مفاوضات التسوية كانت توقفت في نيسان 2014، بعد رفض الاحتلال وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى في السجون "الإسرائيلية".