:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/12377

ترامب لم يذكر الدولة الفلسطينية أو تجميد الاستيطان -يديعوت

2017-05-05

من تحت النظرة الشكاكة للرئيس ثيودور روزفيلت، الذي تطل صورته على منصة الخطابة من حائط مجاور، استقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أول من أمس، رئيس السلطة الفلسطينية، ابو مازن، في البيت الابيض. لم يكن خيار عقد اللقاء في غرفة روزفيلت صدفة على ما يبدو. فمثلما نال الرئيس روزفيلت (الاول) جائزة نوبل للسلام قبل مئة سنة، هكذا يحاول ترامب السير في طريقه والاعلان عن نواياه للقيام بما لم ينجح به أي من اسلافه: احلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. «تحدثت مع بيبي نتنياهو ومع زعماء آخرين. سأبذل كل ما في وسعي كي أحقق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين»، قال ترامب في المؤتمر الصحافي. «انا مستعد لأكون وسيطاً، محكماً، ومعززاً للمسيرة. السلام لن يفرض على الطرفين من دولة أخرى». وبينما كان يقف الى جانب ابو مازن، ومن خلفهما علما الولايات المتحدة وفلسطين، أعرب ترامب عن تفاؤل شديد. «عودة عباس الى البيت الابيض هي علامة طريق مهمة نحو التوقيع على اتفاق مع الإسرائيليين، نحو السلام. نريد ان نحقق سلاما بين اسرائيل والفلسطينيين، وسننجز ذلك». وبعد ان ادعى بانه «نشأت فرصة رائعة»، قال ترامب: «آمل أن يعود عباس الى هنا للتوقيع على اتفاق مع الإسرائيليين. سمعتُ أن الاتفاق الأصعب على التنفيذ هو بين اسرائيل والفلسطينيين، تعالوا نثبت أنهم مخطئون، وأن هذا لن يكون صعبا جدا. أوكي؟». مع ابتسامة أديبة على وجهه، أجابه ابو مازن «اوكي». واجتهد ليبث تفاؤلاً مشابهاً. «نحن ندخل فرصة جديدة وأفقا جديدا سيسمح لنا باحلال السلام... خيارنا الاستراتيجي هو تحقيق السلام وفقا لرؤيا الدولتين، دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تعيش بالتوازي وبسلام مع اسرائيل في حدود 1967... اعتقد أنه يمكننا أن نحل هذا. وكذا مشكلة اللاجئين والسجناء». واضاف: «نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال يعيش تحت الاحتلال... نريد أن تعترف اسرائيل بالدولة الفلسطينية بالضبط مثلما يعترف الشعب الفلسطيني بالدولة الإسرائيلية». كما أن أبو مازن لم يتردد في الثناء على الرئيس الجديد: «أؤمن باننا قادرون تحت قيادتك الحكيمة وقدراتك التفاوضية الرائعة واعتمادا على الله وعلى مساعيك سنكون شركاء حقيقيين لك لتحقيق سلام حقيقي تحت قيادتك». جملة واحدة من أقوال رئيس السلطة اثارت اهتماما خاصا: «أعدك بأن نربي شبابنا، اولادنا واحفادنا على ثقافة السلام. نحن ملتزمون بتحقيق الحرية، الامن والسلام كي يعيش أولادنا مثل كل الاولاد في ارجاء العالم، الى جانب الاولاد الاسرائيليين بأمن، حرية، وسلام». والتقدير هو أنه قال ذلك بناء على طلب البيت الابيض وضع حد للتحريض ضد اسرائيل. ورغم أن الرئيس امتنع عن التطرق – علنا على الاقل – للطلب الاسرائيلي بان تتوقف السلطة الفلسطينية عن دفع الرواتب لعائلات «المخربين» الفلسطينيين المحبوسين في اسرائيل أعرب أمامه عن قلقه من ذلك اثناء لقائهما الثنائي و»طلب منه أن يحل هذا، وان يكافح الإرهاب»، على حد قول الناطق بلسان البيت الابيض. كما أن ترامب لم يعرض خطة سلام مفصلة، ولم يتحدث عن حل الدولتين او عن البناء في المستوطنات. كل الاطراف خرجت راضية عمليا. في القدس أعربوا عن رضاهم من أن ترامب لم يذكر الدولة الفلسطينية وشدد على أنه لن يفرض تسوية. التقدير هو أنه في اعقاب اللقاء سيقررون في البيت الابيض نهائيا اذا كان الرئيس سيجري بالفعل زيارته الى المنطقة بعد نحو شهر، مثلما خطط لذلك. رئيس السلطة الفلسطينية هو الآخر يمكنه أن يكون راضياً: فالرئيس انتظره في مدخل البيت الأبيض، رافقه الى غرفة روزفيلت، ولم يحرجه أمام الكاميرات، مثلما فعل غير مرة مع زعماء اجانب. اضافة الى ذلك، منحه احساسا بإنه زعيم عالمي، كما وعد ترامب بالعمل على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. من المتوقع أن يرسل اليوم (أمس) الى المنطقة المبعوث الأميركي، جايسون غرينبلت، ليلتقي في بروكسل بالوزير تساحي هنغبي الذي سيمثل اسرائيل في مؤتمر الدول المانحة، وسيتحدث معه عن تفاصيل اللقاء في البيت الابيض. بعد وقت قصير من اللقاء تحدث الناطق بلسان البيت الابيض عن نقل السفارة من تل أبيب الى القدس. «الرئيس لا يزال يفكر. فهو يتحدث مع نتنياهو ومع عباس ومع زعماء آخرين، وقررنا ألا نجري مفاوضات من على هذه المنصة».