:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/12562

أزمات ترامب الداخلية ستلهيه عن السلام -معاريف

2017-05-24

حتى بعد أن يغادر الرئيس ترامب اسرائيل، في المفترق السياسي ستبقى أزمة لا تبدو نهايتها في الافق. بادرات طيبة ودية، تصريحات متعاطفة، ابتسامات متبادلة، وربتات على الكتف ميزت زيارة الرئيس، الصديق الأكبر لاسرائيل، لم تقرب السلام إنشا واحدا. الحقيقة هي أن معظم زيارات الرؤساء الأميركيين إلى إسرائيل لم تعط نتائج مهمة لتقدم السلام. لقسم كبير من الزيارات لم يكن هدف سياسي محدد وهي مخصصة منذ البداية لابداء الدعم لاسرائيل – وهكذا تذكر ايضا. ولكن حتى زيارات كزيارة جيمي كارتر في آذار 1979 وبيل كلينتون في كانون الاول 1998 – والتي ترافقت وتطلعات سياسية له – لم تخلف علامات تقدم لحل سياسي. الفرق هو أن ليس لترامب اي سياسة محددة للتقدم بحل سياسي. ليس لديه ما سمي ذات مرة "خريطة طريق". إن التصريحات الأكثر ودية والوعود بحفظ "الحلف بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، ليست ولا يمكنها ان تشكل بديلا عن فهم عملي قابل للتنفيذ بشأن كسر الجمود المستمر. ان التقدير بان الرئيس ترامب يبدأ فقط ولايته، وبالتالي ينبغي منحه الزمن كي يبلور خطوة سياسية عملية، يمكن الغاؤه بالمثل القائل "الى ان تأتي المواساة تخرج الروح". عندما يعود الى واشنطن سيجد بانتظاره مشكلة عويصة، لم يشهدها أي رئيس قبله في وقت مبكر جدا من ولايته. وسيتعين عليه أن يبذل الجهود كي يصد المؤامرات لتنحيته، والتي تبحث وتنسج في أوساط السناتورات واعضاء الكونغرس في قيادة الحزب الجمهوري. حتى لو كانت هذه خطوة غير بسيطة، بصعوبة ندخل في بدايتها وسيستغرق زمنا التقدم فيها، اذا ما حصل على الاطلاق، فبالنسبة لرئيس نرجسي مثل ترامب، فان ظلا طفيفا من تهديد التنحية يقلقه اكثر من الجهود للتقدم في السلام في الشرق الاوسط. ولكن حتى لو أثبت ترامب قوة نفسية وتمسك بتطلعه للتقدم في حل سياسي، ينبغي أن نتذكر بأن زيارته الناجحة في السعودية خلقت من ناحية اسرائيل معنى سياسيا غير لطيف، على أقل تقدير. فالرئيس ترامب لم يحدد فقط ويثبت بشكل لا مرد له مكانة الدول العربية كعامل مركزي في كل جهد لتقدم الحل السياسي بل انه اعطى الزعماء العرب ورئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن الاحساس بانهم في مكانة مفضلة على اسرائيل في السياقات، اذا ما جاءت كهذه، لاستئناف المسيرة.