سينتصر اليمن وقريبا سينقلب السحر على الساحر-أبو جورج
2017-06-10
بسبب ضعف مؤسسات الدولة بعد تنحي صالح وفي وسط الفراغ السياسي في سلطة الحكم عقب انتفاضة 2011 في اليمن وخلال فترة فوضى "الربيع العربي"، حصل فراغ في السلطة في اليمن وتردت الأوضاع الاقتصادية ،وحصلت كارثة اقتصادية وسياسية انعكست على الشعب اليمني، و توسع العنف في جميع أرجاء البلاد، وخاصة عقب انطلاقة الحرب بقيادة المملكة العربية السعودية في 26 مارس 2015، ونتج عن ذلك حملة واسعة من القصف والحصار البري والبحري والجوي على اليمن وتسليح الجماعات المناهضة للحوثي، وكل ذلك بهدف إجبار الحوثيين على التراجع واستعادة شرعية هادي حسب تصريحات الرياض. كما تركزت المعارك البرية بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في كل من مدينة عدن ولحج والضالع ومأرب وأبين وتعز أيضاً. وبالرغم من عدم تجانس كل أطراف المقاومة، إلا أنه تم تشكيلهم من أطراف محلية فاعلة ذات مصالح تنافسية مختلفة ومتكاملة في نفس الوقت .
على ضوء هذا الواقع الذي نشأ باليمن اصحبت الأرضية في اليمن مهيأة للأفكار التكفيرية التي انتشرت ،ومنها الأفكار "الداعشية" وباتت هي المسيطرة حتى في المناطق التابعة للحوثين .
حاليا عدد اليمنيين الذين انظموا "لداعش" يصل الى ثلاثة الاف ،بالإضافة لذلك موجود مع "داعش" الف وخمسمائة عنصر من جنسيات مختلفة غير يمنية من المغرب العربي ومن العراق والأردن ومصر والباكستان وإندونيسيا ..الخ
و يتركز الوجود "الداعشي" جنوب اليمن والهدف من هذا التواجد "الداعشي" هو السيطرة على الميناء البحري الذي يقع على البحر الأحمر لتسهيل وصول الامدادات من السلاح والمواد التموينية ،كما يوجد اتجاه في داعش يسعى ويعمل للسيطرة على المناطق الموجود فيها البترول للحصول على المال من عمليات بيع هذا البترول .
بعد عامين من العدوان استطاع تنظيم "القاعدة" و"داعش" أن يعلنوا عن وجودهم في حضرموت ولحج وشبوه و محافظة ابين وسيطروا على مركزها أي مدينة زنجبار، كما سيطروا على مدينة جعار وعشرات المدن الاخرى واصبحت التنظيمات الارهابية هي الاقوى عسكريا وماليا وتنظيميا في الجنوب اليمني وهذا يعود للدعم السعودي-الامريكي لهذه التنظيمات الإرهابية التي تسعى لإنشاء دولة ارهابية .
التحالف السعودي "الداعشي" الواضح في اليمن اثار حفيظة حتى حلفاء السعودية من الامريكيين ، حيث اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ، السعودية بانها تشبه “داعش" باستهدافها للتراث الانساني مثل سد مأرب ومباني صنعاء القديمة ، دون وجود ادنى مبررات عسكرية او امنية ، فقط لمجرد الانتقام والتدمير والتخريب ، المدفوع بأفكار ظلامية ، كما هو حال "داعش" مع التراث الانساني في العراق وسوريا.
لا يمكن ل "داعش" ان تستمر في حد اقصى حتى لأسابيع ، لو اوقفت السعودية وقطر ، ضخ "داعش" بالسلاح والعتاد والمال وجيوش من الشباب المغسولة ادمغتهم بالفتاوى الوهابية الظلامية ، والكف عن مناصرة التكفيريين عبر الفضائيات السعودية والقطرية ، واظهارهم بمظهر الثوريين والجهاديين ، وان تتوقف تركيا عن استقبال التكفيريين الارهابيين من مختلف انحاء العالم ، ومن ثم نقلهم الى سوريا عبر اراضيها ، وان تكف امريكا عن تصديها المنافق ل"داعش"، وان تتعامل بجد في التصدي للجماعات المسلحة ، بعيدا عن اجندات خبيثة تقف وراءها "إسرائيل" لتمزيق المنطقة وتشريد اهلها ، عندها فقط سنشهد نهاية سريعة وسريعة جدا لبعبع "داعش".
لم يعد الارهاب في اليمن مجرد ملف سعودي حصري مدعوم امريكيا وبشكل دموي تستثمره اطراف محليه تكن الولاء الاجرامي للنظام السعودي في سبيل ابقاء اليمن في حالة نزيف دموي ومالي وامني بل اصبح ملف سعودي امريكي لتغيير الثقافة و الهوية والجغرافيا والتركيبة الاجتماعية اليمنية.
عندما تطرح قضية الإرهاب "الداعشي" الوهابي السعودي الذي يعصف في اليمن والمنطقة، لا يمكن التغافل عن النظام السعودي الارهابي ودوره الفعّال والرئيسي في تربية ودعم التنظيمات الارهابية من السعودية نشأت القاعدة ومن السعودية نشأت داعش ومن السعودية نشأ انصار الشريعة ومن السعودية نشأ الاخوان ومن السعودية نشأت السلفية الوهابية ومن السعودية نشأ الدمار والخراب، هذه حقائق لا يمكن ان يلغيها الاعلام السعودي-الخليجي-الصهيوني الكاذب والمفلس.
من يقرأ المشهد الخارجي للسياسة الاوروبية والامريكية تجاه الارهاب سيدرك تماما ان الانظمة الغربية وخصوصا النظام الامريكي هم صناع الارهاب في العالمين العربي والاسلامي من أجل التدمير وسفك الدماء واستثمار الفوضى في بيع منتجاتهم العسكرية والغير عسكريه ولا يمكن ان يتمدد الارهاب الا من خلال النظام السعودي الوهابي الذي يعد المدرسة الام للإرهاب في هذا العالم وقد بدأ يتضح للغربيين الذين استهدفهم الارهاب يوماً تلو الأخر أن الرياض الشريك الأبرز لأمريكا في المنطقة، وهي المصدّر الأساسي للإرهاب في الشرق الأوسط. الوضاعة الأوروبية تكمن بان الصمت سيد كل مواقفهم اذا كان الارهاب لم يطالهم وان طال مدنهم فالحقائق تنجلي بسرعه قياسية.
في الوقت الذي يقرر المجتمع الدولي محاربة الإرهاب "الداعشي" في العراق وسوريا ،المملكة السعودية تعمل على تأسيس مجموعات وفرق عسكرية "داعشية" على حدودها مع اليمن من اجل استخدامها ضد انصار الله في المناطق الشمالية في اليمن حسب القدير السعودي لتنظيف الشمال اليمني من الحوثين حتى تكون قادرة على قطع أي خطة عسكرية للحوثين للوصول للأراضي السعودية ،وضرب الجنوب السعودي ومنع وصول الصواريخ الحوثية للأراضي السعودية.
بات من المعروف ان تنظيم داعش متقلب فكريا وسياسيا، وبالعودة للماضي المخابرات الامريكية دربت وربت داعش حيث كانت تقوم بتوجيه ضد الدول الوطنية المعادية للسياسة الامريكية في القريب العاجل سينقلب على ال سعود وحلفاءهم في الخليج وسنشاهد عمليات عسكرية في بلدان الخليج.
اليمن بمفرده وبكل جداره واقتدار وبسالة وايمان وعزم يواجه عدوان ارهابي اقليمي عالمي رسمي بقيادة امريكا والسعودية والكيان الصهيوني وسينتصر اليمن على هذا العدوان الوهابي الامريكي الصهيوني الذي اعاد للإرهاب "الداعشي" و "القاعدي" الحياه بعد سحق 90% من وجوده باليمن من قبل اسود الجيش واللجان الشعبية.
ومن جانب اخر بات الجنوب اليمني مرعى وحوش وقتله ومصاصي دماء يحكمه الغزاة ولا مكان لأبنائه فيه الا ان يكونوا عبيدا اذلاء فقط فاستسلم الاغلبية منهم عبر خديعة قذرة وابى القلّة من احرار الجنوب الغزو والارهاب وتعهدوا في مواصلة الجهاد ضد الغزو والارهاب حتى دحر الغزاة والارهاب من اليمن.