جدل عاصف في اسرائيل حول السلام وآفاقه-هآرتس
2017-06-14
«القدس موحدة أفضل من الاتفاق السياسي»، هذا ما أعلنه وزير التعليم ورئيس «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، أول من أمس، على منصة مؤتمر إسرائيل للسلام لصحيفة «هآرتس». يعقد هذا المؤتمر في تل ابيب للسنة الثالثة بمشاركة متحدثين من اليسار واليمين وبحضور مئات الاشخاص.
تمت النقاشات بمناسبة مرور يوبيل على حرب «الايام الستة» واحتلال «المناطق» في الضفة الغربية والسؤال عن مستقبل حل الدولتين. كان من بين المتحدثين رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، ورئيس المعارضة، اسحق هرتسوغ، والمرشحون لرئاسة حزب العمل وممثلو «يوجد مستقبل» و»ميرتس» و»يهدوت هتوراة».
توجه بينيت الى الجمهور وقال: «خلافا لما تعتقدون، لا يتم التوصل الى السلام من خلال التنازلات وإعطاء الاراضي، بل من خلال القوة. لا يوجد لليسار احتكار للسلام. أريد السلام ليس أقل منكم، لكنني أريد سلام اليمينيين».
طرح بينيت في المؤتمر خطته حول مستقبل الضفة الغربية. «ستكون في يهودا والسامرة منطقتان»، قال. في مناطق ج «الهدف هو أكبر قدر من الاراضي وأقل قدر من الفلسطينيين. من يبقى منهم يتم منحهم الجنسية. وفي المناطق أ و ب يكون حكم ذاتي فلسطيني بدون سيطرة أمنية». وفي السياق اقتبس عن دافيد بن غوريون: «ليس من صلاحية الشعب اليهودي التنازل عن أي جزء من البلاد. ليس من صلاحية أحد التنازل عن هذا الحق، حتى الانبعاث». طالب بينيت بالعمل من اجل منع مواجهة اخرى مع «حماس» في غزة بعد مرور ثلاث سنوات على عملية «الجرف الصامد».
أثارت اقوال بينيت الامتعاض، فرد على ذلك: «أعطوني المجال لأتحدث كما كنتم تعطون البرغوثي ليتحدث».
العملية السياسية والتنازلات الجغرافية المحتملة والمستوطنات ومستقبلها كانت محور نقاش، أول من أمس. ومن طلب تسليط الاضواء على أمر مختلف في الحوار كان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين. «كم يتحملون اليمين هنا»، قال مبتسما ومشيرا الى طريقة استقبال بينيت. «يجب علينا أن نتقبل الآخر أكثر، الهتافات التي صدرت ضد وزير التعليم غير لائقة». وحسب رأيه فان طابع النقاش السائد اليوم في اسرائيل «تسويد المعسكر الثاني بدل الحوار، عدم شرعنة، والاستخفاف الذي قد يؤدي الى عدم القبول بأبناء المعسكر الثاني». حسب اقواله، يجب وقف الاعتداء على الديمقراطية. «نحن نلعب بالنار»، قال، «هؤلاء يجب أن يتوقفوا عن وسم وملاحقة الخونة واعطاء العلامات على الصهيونية، واولئك يجب أن يتوقفوا عن ملاحقة الدولة من فوق المنصات العامة في خارج البلاد». وتطرق الى هذا الامر ايضا محرر صحيفة «هآرتس» عاموس شوكن في اقواله التي افتتح بها المؤتمر. أوضح شوكن أهمية النقاش حول حرية التعبير. «هل مسموح لـ 'نحطم الصمت' التحدث في اسرائيل أو في الخارج، هل مسموح للمعلم أن يتحدث»، تساءل واضاف بأن «السلطة التي تهتم بخلق الاعداء الداخليين هي سلطة نعرفها جيدا».
من بين مئات الاشخاص الذين جلسوا، أول من أمس، بين الجمهور، كان من جاءوا كي يستمعوا أو يُسمعوا، بعضهم كان يصرخ بين فينة وأخرى، وآخرين فتحوا نقاشات جانبية. في استراحة من الاستراحات قال يوئيل، شاعر من رمات هشارون وعضو قديم في حزب العمل، في الثمانينيات من عمره، قال إن أكثر ما يزعجه هو أن الجميع يتحدثون عن السلام وليس عن الاتفاق. «في وثيقة الاستقلال لم يتم ذكر الحدود»، قال، «يمكن أن تكون هذه الوثيقة أساساً للاتفاق مع الفلسطينيين».
يقولون «لا» لنتنياهو
المرشحون الستة لرئاسة حزب العمل – الرئيس الحالي اسحق هرتسوغ، عضو الكنيست اريئيل مرغليت، عضو الكنيست عمير بيرتس، عضو الكنيست عومر بارليف، آفي غباي وعميرام لفين – جميعهم حاولوا رسم الخطوط السياسية. «امكانية اخراج بعض القرى في القدس خارج حدود بلدية المدينة، التي لم يسبق أن كانت جزء منها، هي أمر صحيح»، قال هرتسوغ. بيرتس من ناحيته شدد على ضرورة عدم القيام بخطوات أحادية الجانب. «في لبنان نشأ فراغ دخل اليه حزب الله، وفي غزة دخلت حماس. الاتفاقيات الدبلوماسية هي الأمر الاهم وهي التي تستكمل القوة العسكرية».
عند الحديث عن اتفاق دبلوماسي يوجد طرف آخر ايضا. وبخصوصه قال بيرتس: «اذا نشأت ظروف يمكن خلالها أن يكون لاطلاق سراح البرغوثي تأثير وخدمة للعملية السلمية، يجب فحص الامر بشكل إيجابي. يجب علينا التحدث مع حماس، السلام يصنع مع الأعداء». وفي هذا السياق اضاف لفين: «الفلسطينيون هم الذين سيحددون من الشريك، عباس أو الجيل الشاب. لا يجب علينا الاملاء عليهم، هم يحددون ونحن يجب علينا التعاون».
على الرغم من أن هذا كان مثار خلاف بينهم، عندما سئلوا من قبل رفيف دروكر اذا كانوا سينضمون الى نتنياهو في سيناريو متخيل، وفي ظل مبادرة سياسية من قبل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب تشمل تجميد البناء في المستوطنات وعقد مؤتمر اقليمي – لم يُعرض أي واحد منهم نفسه للخطر من خلال اعطاء اجابة ايجابية: «سأقوم بقطع اصبعي قبل التصويت مع الانضمام لحكومة نتنياهو»، قال مرغليت. «نتنياهو خبير في فخ العسل. يحظر الانضمام اليه بأي شكل من الاشكال»، قال بيرتس. «أدركت أن نتنياهو لا يستطيع ولم يكن باستطاعته. سوف يحصل على الغطاء من المعارضة»، قال هرتسوغ. «نتنياهو هو مسيح الكذب، لذلك الاجابة هي لا»، قال بارليف.
لقد شدد بارليف في اقواله على خريطة التهديدات لاسرائيل، ولم يتحدث عن «حماس» أو «حزب الله». «التهديد الوجودي على اسرائيل هو أن تكف الدولة عن كونها صهيونية، وتكف عن كونها ديمقراطية. أنا أعمل لدى الفلسطينيين، وليس لدى مواطني اسرائيل. مستقبل الصهيونية متعلق بنا فقط، وهناك الكثير لنفعله».
من يتحدث عن الاحتلال
النقاش بين هرتسوغ وبين المتنافسين الآخرين على رئاسة حزب العمل كان هادئا نسبيا، إلا أن النبرة ارتفعت عندما جلس هرتسوغ للتحدث مع الصحافي جدعون ليفي من صحيفة «هآرتس». اتهم ليفي رئيس حزب العمل بأنه لا يتحدث عن الاحتلال، وأنه يتحدث فقط عما هو جيد لاسرائيل. «كنت أتوقع نقاشا اخلاقيا»، قال ليفي، فسارع هرتسوغ قائلا: «لا أتوقع شيئا آخر ممن يقول إن طياري سلاح الجو الاسرائيلي هم مجرمو حرب». «500 امرأة قتلت. أليست هذه جرائم حرب؟»، صرخ ليفي. وأجاب رئيس «المعسكر الصهيوني»: «نحن نتحدث بلا توقف عن السيطرة على شعب آخر. كان هناك 70 ألف شخص في مظاهرة ميدان رابين تحدثوا عن ذلك... سنتوصل الى السلام من النقطة التي تحدث رابين عنها، رابين الذي قال «سنكسر عظامهم»، هذا القول أعارضه».
في سياق اقواله تحدث هرتسوغ عن الكتل الاستيطانية، واضاف أن الكتل الكبيرة الثلاثة زاد حجمها في السنوات الاخيرة، لكن حسب رأيه هي لا تشكل مشكلة لأنها توجد على 4 في المئة فقط من الاراضي. واضاف أن معاليه ادوميم وغوش عصيون يجب أن تبقى جزءاً من اسرائيل لأنها حيوية لأمن مركز البلاد. ولكنه قال إنه في اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين سيتم اعطاء الفلسطينيين اراضي بديلة عنها.
حدود التعبير
أحد المواضيع التي تم طرحها خلال اليوم هو كيفية ملاءمة الحفاظ على سلامة البلاد مع الهوية الديمقراطية واليهودية للدولة. «اؤيد اعطاء المواطنة الكاملة في كل مكان نفرض فيه السيادة، بما في ذلك حرية الترشح والانتخاب، والتحدث عما سيتم في مناطق أ و ب»، قال عضو الكنيست شولي معلم (البيت اليهودي) فيما يتعلق بخطة ضم «المناطق». «إن غياب حل الدولتين عن البرنامج الجماهيري أمر صحيح. إنه غير واقعي وغير صحيح وسيكون كارثيا على دولة اسرائيل. بعد خمسين سنة من معجزة حرب الايام الستة من الواضح للجميع أن الاستيطان في يهودا والسامرة هو حقيقة قائمة، وهو لن يذهب الى أي مكان». ولكن زميل معلم في الحزب عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش قال إنه في اطار اقتراحه لضم الضفة الغربية لن يعطى حق التصويت للفلسطينيين. «لا يوجد أي مكان في العالم أو أي موقف أو فرضية تجعل الدولة تنتحر»، قال، «بما في ذلك الانتحار المدني من خلال اعطاء حق التصويت».
رئيسة «ميرتس»، زهافا غلئون، انتقدت بشدة دعوة سموتريتش الى المؤتمر. «ما الذي جعلهم تدعون من يؤيد الفصل العنصري والتطهير العرقي؟ هل كنتم ستدعون كهانا الى المؤتمر؟». واضافت: «من كان متطرفا بالأمس سيصبح في الوسط غدا، سموتريتش هو خط احمر يصرخ، يحظر اعطاء الشرعية لأشخاص مثله».
الاستماع الى الآخر
في اوساط الجمهور على الأقل كان من هو مستعد للاستماع للآخر. وأحد هؤلاء هو ايلي غمزون من حاضرة بيت عوفيد، وعقيد سابق في سلاح الجو. «يجب علينا الاستماع الى جميع الاطراف»، قال عن مشاركة سموتريتش، «صحيح أنه يذكرنا بكهانا، لكن من المهم الاستماع اليه».
اضافة الى تعددية الحوار في المؤتمر، يعبر غمزون في هذه الاثناء عن تشاؤمه. «أفكر طوال الوقت كيف يمكن زيادة حجم المعسكر، ستكون هناك اوقات صعبة في البلاد للاشخاص الذين يفكرون مثلنا». ويبدو أن احمد الطيبي سيتفق معه في هذا التوقع المتشائم، الذي تطرق الى التقارير عن التقدم في المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. «سمعت وزير الدفاع ليبرمان يقول إننا أقرب من أي وقت آخر من الاتفاق. استطيع القول، وأنا مطلع على ما يحدث، إننا بعيدين جدا عن الاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، رغم زيارة الرئيس ترامب واللقاءات التي تمت».
الطيبي قال ايضا إنه ممنوع اليأس. «دورنا كأقلية هو القول من فوق كل منصة دون خجل أو خوف: كفى للاحتلال. هناك حزبان في الكنيست يقولان ذلك فقط – القائمة المشتركة و»ميرتس». والاحزاب الاخرى، بما في ذلك المعسكر الصهيوني و»يوجد مستقبل» توقفت عن استخدام كلمة احتلال».
عضو الكنيست عوفر شيلح (يوجد مستقبل) يمكنه اعتبار نفسه عنواناً لاقوال الطيبي. ولكن عندما سأله محرر «هآرتس»، ألوف بن، اذا كان الاحتلال لا يزعجه، استخدم شيلح الكلمة «الممنوعة». «الاحتلال هو التهديد الاكبر لهوية اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. لا يوجد ولن يكون لهم حق في التصويت، اسرائيل لن تكون يهودية وديمقراطية اذا استمرت في سيطرتها عليهم».
حسب اقوال شيلح فان مسألة السلام مع الفلسطينيين اصبحت ضائعة، ويجب التحرك بسرعة وفعل شيء. «اسرائيل لن تنتظر دونالد ترامب، يمكنها هي أن تقود هذا الامر»، قال عضو الكنيست شيلح، «اعتقد أنه يمكن التوصل الى اتفاق».
تمت النقاشات بمناسبة مرور يوبيل على حرب «الايام الستة» واحتلال «المناطق» في الضفة الغربية والسؤال عن مستقبل حل الدولتين. كان من بين المتحدثين رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، ورئيس المعارضة، اسحق هرتسوغ، والمرشحون لرئاسة حزب العمل وممثلو «يوجد مستقبل» و»ميرتس» و»يهدوت هتوراة».
توجه بينيت الى الجمهور وقال: «خلافا لما تعتقدون، لا يتم التوصل الى السلام من خلال التنازلات وإعطاء الاراضي، بل من خلال القوة. لا يوجد لليسار احتكار للسلام. أريد السلام ليس أقل منكم، لكنني أريد سلام اليمينيين».
طرح بينيت في المؤتمر خطته حول مستقبل الضفة الغربية. «ستكون في يهودا والسامرة منطقتان»، قال. في مناطق ج «الهدف هو أكبر قدر من الاراضي وأقل قدر من الفلسطينيين. من يبقى منهم يتم منحهم الجنسية. وفي المناطق أ و ب يكون حكم ذاتي فلسطيني بدون سيطرة أمنية». وفي السياق اقتبس عن دافيد بن غوريون: «ليس من صلاحية الشعب اليهودي التنازل عن أي جزء من البلاد. ليس من صلاحية أحد التنازل عن هذا الحق، حتى الانبعاث». طالب بينيت بالعمل من اجل منع مواجهة اخرى مع «حماس» في غزة بعد مرور ثلاث سنوات على عملية «الجرف الصامد».
أثارت اقوال بينيت الامتعاض، فرد على ذلك: «أعطوني المجال لأتحدث كما كنتم تعطون البرغوثي ليتحدث».
العملية السياسية والتنازلات الجغرافية المحتملة والمستوطنات ومستقبلها كانت محور نقاش، أول من أمس. ومن طلب تسليط الاضواء على أمر مختلف في الحوار كان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين. «كم يتحملون اليمين هنا»، قال مبتسما ومشيرا الى طريقة استقبال بينيت. «يجب علينا أن نتقبل الآخر أكثر، الهتافات التي صدرت ضد وزير التعليم غير لائقة». وحسب رأيه فان طابع النقاش السائد اليوم في اسرائيل «تسويد المعسكر الثاني بدل الحوار، عدم شرعنة، والاستخفاف الذي قد يؤدي الى عدم القبول بأبناء المعسكر الثاني». حسب اقواله، يجب وقف الاعتداء على الديمقراطية. «نحن نلعب بالنار»، قال، «هؤلاء يجب أن يتوقفوا عن وسم وملاحقة الخونة واعطاء العلامات على الصهيونية، واولئك يجب أن يتوقفوا عن ملاحقة الدولة من فوق المنصات العامة في خارج البلاد». وتطرق الى هذا الامر ايضا محرر صحيفة «هآرتس» عاموس شوكن في اقواله التي افتتح بها المؤتمر. أوضح شوكن أهمية النقاش حول حرية التعبير. «هل مسموح لـ 'نحطم الصمت' التحدث في اسرائيل أو في الخارج، هل مسموح للمعلم أن يتحدث»، تساءل واضاف بأن «السلطة التي تهتم بخلق الاعداء الداخليين هي سلطة نعرفها جيدا».
من بين مئات الاشخاص الذين جلسوا، أول من أمس، بين الجمهور، كان من جاءوا كي يستمعوا أو يُسمعوا، بعضهم كان يصرخ بين فينة وأخرى، وآخرين فتحوا نقاشات جانبية. في استراحة من الاستراحات قال يوئيل، شاعر من رمات هشارون وعضو قديم في حزب العمل، في الثمانينيات من عمره، قال إن أكثر ما يزعجه هو أن الجميع يتحدثون عن السلام وليس عن الاتفاق. «في وثيقة الاستقلال لم يتم ذكر الحدود»، قال، «يمكن أن تكون هذه الوثيقة أساساً للاتفاق مع الفلسطينيين».
يقولون «لا» لنتنياهو
المرشحون الستة لرئاسة حزب العمل – الرئيس الحالي اسحق هرتسوغ، عضو الكنيست اريئيل مرغليت، عضو الكنيست عمير بيرتس، عضو الكنيست عومر بارليف، آفي غباي وعميرام لفين – جميعهم حاولوا رسم الخطوط السياسية. «امكانية اخراج بعض القرى في القدس خارج حدود بلدية المدينة، التي لم يسبق أن كانت جزء منها، هي أمر صحيح»، قال هرتسوغ. بيرتس من ناحيته شدد على ضرورة عدم القيام بخطوات أحادية الجانب. «في لبنان نشأ فراغ دخل اليه حزب الله، وفي غزة دخلت حماس. الاتفاقيات الدبلوماسية هي الأمر الاهم وهي التي تستكمل القوة العسكرية».
عند الحديث عن اتفاق دبلوماسي يوجد طرف آخر ايضا. وبخصوصه قال بيرتس: «اذا نشأت ظروف يمكن خلالها أن يكون لاطلاق سراح البرغوثي تأثير وخدمة للعملية السلمية، يجب فحص الامر بشكل إيجابي. يجب علينا التحدث مع حماس، السلام يصنع مع الأعداء». وفي هذا السياق اضاف لفين: «الفلسطينيون هم الذين سيحددون من الشريك، عباس أو الجيل الشاب. لا يجب علينا الاملاء عليهم، هم يحددون ونحن يجب علينا التعاون».
على الرغم من أن هذا كان مثار خلاف بينهم، عندما سئلوا من قبل رفيف دروكر اذا كانوا سينضمون الى نتنياهو في سيناريو متخيل، وفي ظل مبادرة سياسية من قبل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب تشمل تجميد البناء في المستوطنات وعقد مؤتمر اقليمي – لم يُعرض أي واحد منهم نفسه للخطر من خلال اعطاء اجابة ايجابية: «سأقوم بقطع اصبعي قبل التصويت مع الانضمام لحكومة نتنياهو»، قال مرغليت. «نتنياهو خبير في فخ العسل. يحظر الانضمام اليه بأي شكل من الاشكال»، قال بيرتس. «أدركت أن نتنياهو لا يستطيع ولم يكن باستطاعته. سوف يحصل على الغطاء من المعارضة»، قال هرتسوغ. «نتنياهو هو مسيح الكذب، لذلك الاجابة هي لا»، قال بارليف.
لقد شدد بارليف في اقواله على خريطة التهديدات لاسرائيل، ولم يتحدث عن «حماس» أو «حزب الله». «التهديد الوجودي على اسرائيل هو أن تكف الدولة عن كونها صهيونية، وتكف عن كونها ديمقراطية. أنا أعمل لدى الفلسطينيين، وليس لدى مواطني اسرائيل. مستقبل الصهيونية متعلق بنا فقط، وهناك الكثير لنفعله».
من يتحدث عن الاحتلال
النقاش بين هرتسوغ وبين المتنافسين الآخرين على رئاسة حزب العمل كان هادئا نسبيا، إلا أن النبرة ارتفعت عندما جلس هرتسوغ للتحدث مع الصحافي جدعون ليفي من صحيفة «هآرتس». اتهم ليفي رئيس حزب العمل بأنه لا يتحدث عن الاحتلال، وأنه يتحدث فقط عما هو جيد لاسرائيل. «كنت أتوقع نقاشا اخلاقيا»، قال ليفي، فسارع هرتسوغ قائلا: «لا أتوقع شيئا آخر ممن يقول إن طياري سلاح الجو الاسرائيلي هم مجرمو حرب». «500 امرأة قتلت. أليست هذه جرائم حرب؟»، صرخ ليفي. وأجاب رئيس «المعسكر الصهيوني»: «نحن نتحدث بلا توقف عن السيطرة على شعب آخر. كان هناك 70 ألف شخص في مظاهرة ميدان رابين تحدثوا عن ذلك... سنتوصل الى السلام من النقطة التي تحدث رابين عنها، رابين الذي قال «سنكسر عظامهم»، هذا القول أعارضه».
في سياق اقواله تحدث هرتسوغ عن الكتل الاستيطانية، واضاف أن الكتل الكبيرة الثلاثة زاد حجمها في السنوات الاخيرة، لكن حسب رأيه هي لا تشكل مشكلة لأنها توجد على 4 في المئة فقط من الاراضي. واضاف أن معاليه ادوميم وغوش عصيون يجب أن تبقى جزءاً من اسرائيل لأنها حيوية لأمن مركز البلاد. ولكنه قال إنه في اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين سيتم اعطاء الفلسطينيين اراضي بديلة عنها.
حدود التعبير
أحد المواضيع التي تم طرحها خلال اليوم هو كيفية ملاءمة الحفاظ على سلامة البلاد مع الهوية الديمقراطية واليهودية للدولة. «اؤيد اعطاء المواطنة الكاملة في كل مكان نفرض فيه السيادة، بما في ذلك حرية الترشح والانتخاب، والتحدث عما سيتم في مناطق أ و ب»، قال عضو الكنيست شولي معلم (البيت اليهودي) فيما يتعلق بخطة ضم «المناطق». «إن غياب حل الدولتين عن البرنامج الجماهيري أمر صحيح. إنه غير واقعي وغير صحيح وسيكون كارثيا على دولة اسرائيل. بعد خمسين سنة من معجزة حرب الايام الستة من الواضح للجميع أن الاستيطان في يهودا والسامرة هو حقيقة قائمة، وهو لن يذهب الى أي مكان». ولكن زميل معلم في الحزب عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش قال إنه في اطار اقتراحه لضم الضفة الغربية لن يعطى حق التصويت للفلسطينيين. «لا يوجد أي مكان في العالم أو أي موقف أو فرضية تجعل الدولة تنتحر»، قال، «بما في ذلك الانتحار المدني من خلال اعطاء حق التصويت».
رئيسة «ميرتس»، زهافا غلئون، انتقدت بشدة دعوة سموتريتش الى المؤتمر. «ما الذي جعلهم تدعون من يؤيد الفصل العنصري والتطهير العرقي؟ هل كنتم ستدعون كهانا الى المؤتمر؟». واضافت: «من كان متطرفا بالأمس سيصبح في الوسط غدا، سموتريتش هو خط احمر يصرخ، يحظر اعطاء الشرعية لأشخاص مثله».
الاستماع الى الآخر
في اوساط الجمهور على الأقل كان من هو مستعد للاستماع للآخر. وأحد هؤلاء هو ايلي غمزون من حاضرة بيت عوفيد، وعقيد سابق في سلاح الجو. «يجب علينا الاستماع الى جميع الاطراف»، قال عن مشاركة سموتريتش، «صحيح أنه يذكرنا بكهانا، لكن من المهم الاستماع اليه».
اضافة الى تعددية الحوار في المؤتمر، يعبر غمزون في هذه الاثناء عن تشاؤمه. «أفكر طوال الوقت كيف يمكن زيادة حجم المعسكر، ستكون هناك اوقات صعبة في البلاد للاشخاص الذين يفكرون مثلنا». ويبدو أن احمد الطيبي سيتفق معه في هذا التوقع المتشائم، الذي تطرق الى التقارير عن التقدم في المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. «سمعت وزير الدفاع ليبرمان يقول إننا أقرب من أي وقت آخر من الاتفاق. استطيع القول، وأنا مطلع على ما يحدث، إننا بعيدين جدا عن الاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، رغم زيارة الرئيس ترامب واللقاءات التي تمت».
الطيبي قال ايضا إنه ممنوع اليأس. «دورنا كأقلية هو القول من فوق كل منصة دون خجل أو خوف: كفى للاحتلال. هناك حزبان في الكنيست يقولان ذلك فقط – القائمة المشتركة و»ميرتس». والاحزاب الاخرى، بما في ذلك المعسكر الصهيوني و»يوجد مستقبل» توقفت عن استخدام كلمة احتلال».
عضو الكنيست عوفر شيلح (يوجد مستقبل) يمكنه اعتبار نفسه عنواناً لاقوال الطيبي. ولكن عندما سأله محرر «هآرتس»، ألوف بن، اذا كان الاحتلال لا يزعجه، استخدم شيلح الكلمة «الممنوعة». «الاحتلال هو التهديد الاكبر لهوية اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. لا يوجد ولن يكون لهم حق في التصويت، اسرائيل لن تكون يهودية وديمقراطية اذا استمرت في سيطرتها عليهم».
حسب اقوال شيلح فان مسألة السلام مع الفلسطينيين اصبحت ضائعة، ويجب التحرك بسرعة وفعل شيء. «اسرائيل لن تنتظر دونالد ترامب، يمكنها هي أن تقود هذا الامر»، قال عضو الكنيست شيلح، «اعتقد أنه يمكن التوصل الى اتفاق».