ترامب يعود إلى الحرب الباردة كوبا ستبقى حرّة كريمة
2017-06-19
أن نهج الإدارة الأمريكية الجديد تجاه كوبا هو العودة إلى البلاغة الخطابية للحرب الباردة.
التعامل المتغطرس مع كوبا لا آفاق له، وتدل على ذلك تطورات الأحداث في نصف القرن الأخير.
مثلما حذّرت القيادة الكوبية في الفترة السابقة، وكما توقعت وسائل إعلام أمريكية مركزية، قرر رئيس البيت الأبيض المنفلت دونالد ترامب إلغاء التدابير السياسية الأولية التي وضعها سابقه نحو تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين. وخصوصا اعلان الرئيسين راؤول كاسترو، وباراك أوباما، في أواخر عام 2014 عن قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية.
هذا اﻹجراء المتغطرس وغير المبرّر والذي لا تفسير له سوى رغبة مريضة في فرض شروط للاستغلال الإمبريالي الطفيلي، سوف يؤدي إلى إلغاء التبادل التعليمي، فرض قيود على الرحلات التي يقوم بها الأمريكيون إلى كوبا، وعلى المعاملات الاقتصادية والتجارية والمالية بين الشركات الأمريكية والشركات الكوبية.
إننا نضم صوتنا الى صوت كوبا الذي شجب السياسة الجديدة/القديمة التي تشدد الحصار. وإننا فخورون بالموقف الرسمي والشعبي الحازم الذي نص على أن كوبا "ستأخذ على عاتقها مسؤولية أي خطر، وستواصل بحزم وثبات بناء دولة ذات سيادة، ومستقلة، واشتراكية، وديمقراطية، ومزدهرة، ومستدامة”. وأن هذه السياسة "لن تحقق الهدف المتمثل في إضعاف الثورة وإخضاع شعبها”.
إن هذا القرار الرسمي الأمريكي يجسد بكل بشاعة عقلية ونزعة وايديولوجية الهيمنة المتأصلة في النظام الامبريالي الأمريكي. أما أكبر مهزلة في العالم الراهن فهي اشتراط ترامب انهاء الحصار بتحسين وضع حقوق الانسان في كوبا!.. على من يكذب هذا المقامر المنافق الشوفيني والعنصري الوقح؟ هل صفقة مئات المليارات التي عقدها مع نظام آل سعود كان بين بنودها أي نوع من شروط حقوق الانسان؟ هل توجد أنظمة أكثر تخلفا في حقوق الانسان من أصدقاء ترامب في الخليج؟! هل يوجد ازدواج معايير صارخ اكثر من هذا؟!
إن الشعب الكوبي – خلافا للمواعظ الديمقراطية الغربية الكاذبة – هو شعب يتمتع بالحقوق في الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي، وحقوق الطفل والسلام... شعوب العالم كانت ستكون بحال أفضل بكثير لو تمتعت بمثل هذه الحقوق. ولهذا فإن كوبا صمدت وستصمد بقدرة شعبها وإرادته الحرة وكرامته التي رفضت الإملاءات وواجهت الحصار. هذا نموذج يختلف عن ممالك الاستبداد والإفقار والإذلال التي تعقد الادارة الامريكية معها الصفقات وتحيك المؤامرات.. وليت شعوبنا العربية تتخذ من جزيرة الحرية نموذجا لها، لأنها ستستعيد بهذا إرادتها المسلوبة وكرامتها المهانة. ليس هناك أرقى من الصمود والمقاومة في وجه البطش؛ عاشت كوبا وتسقط الادارة الأمريكية المجرمة.
مدير الموقع
مدير الموقع