إنسوا السلام -معاريف
2017-07-03
احتمال حدوث اختراق ذي مغزى في المسيرة السياسية اليوم هو احتمال طفيف، هو ببساطة غير موجود. فمن يقول اليوم انه يأمل أو يتوقع استئناف المسيرة، يشبه الملحد الذي يتوقع مجيء المسيح.
هذا هو الاستنتاج الواضح الذي ينشأ عن المؤتمر الذي عقد في نهاية الاسبوع في مبنى الامم المتحدة في نيويورك. والسبب الرسمي لهذا المؤتمر كان "خمسين سنة على الاحتلال" ومن بادر ونظم هذا الحدث كان مؤتمر الامم المتحدة لحقوق الانسان. يدور الحديث عن حدث يمكن بلا تردد وصفه كاستعراض معلن عن الاستخفاف بأمل السلام، احتقار للتوقع بالمصالحة وسخرية من الحل الوسط الضروري من اجل التقدم نحو السلام او مجرد كسر الجمود المتواصل في المسيرة.
المسؤول الفلسطيني الكبير صائب عريقات، الذي يعتبر ممثلا رسميا للسلطة، اعلن في خطابه في المؤتمر بان "حماس والجبهة الشعبية ليستا منظمتين ارهابيتين". وكتعبير آخر عن فهمه المشوه للواقع في المنطقة اضاف بانه "من اجل هزيمة داعش يجب انهاء الاحتلال". هكذا تحدث من يفترض أن يجلس الى طاولة المفاوضات اذا ما وعندما تستأنف. واذا كنا نتحدث عن المعتدلين، فما الذي يمكن أن نقوله عن متحدثين معروفين ومشخصين كمؤيدي حماس؟
في استعراض السحق لفرص السلام لم يغب ايضا ممثل من اسرائيل، مدير عام "بتسيلم" حجاي العاد، الذي هاجم مجلس الامن على أنه لا يطبق قرار 2334 ضد المستوطنات. مسموح ومشروع الحديث ضد المستوطنات. ولكن عمل ذلك في نيويورك وفي اطار حدث لمعارضي السلام، في ظل الاحتكاك بهم، هذا أكثر من لاذع.
سفير اسرائيل في الامم المتحدة داني دانون شجب المؤتمر وندد بمشاركيه بحدة. جميل، ولكن السفير تجاهل حقيقة أن مجرد وجود مؤتمر كهذا في مبنى الامم المتحدة وبتمويل المنظمة العالمية يستخف بالاعلان المتبجح لسفيرة الولايات المتحدة نيكي هيلي في الامم المتحدة، بانها ستحدث تغييرا كاسحا وثوريا في النهج احادي الجانب والتمييزي للمنظمة تجاه إسرائيل.
لقد سبق للسفيرة بان أعلنت بفخار بان اختيارها للأمم المتحدة معناه "شرطي جديد وصل الى المنظمة". وعلى حد قولها "انتهت الأيام التي تكون فيها إسرائيل ضحية لاحادية
الجانب". غير أن المؤتمر اثبت بانهم في الأمم المتحدة على ما يبدو لم يسمعوا عن الشرطي الجديد وان شيئا لم يتغير هناك وعلى ما يبدو أيضا لن يتغير بسرعة كبيرة، هذا اذا كان سيتغير.