العفو الدوليّة: اعتقال سعافين وجرارممارسات خطرة تصل إلى حدّ التعذيب النفسي والجسدي
2017-07-11
أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء اعتقال خالدة جرار عضو البرلمان الفلسطيني وختام سعافين الناشطة النسوية والمدافعة عن حقوق الإنسان ورئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية. وقد اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيليّ الناشطتين سعافين وجرار، يوم الأحد الماضي، مستخدمًا العنف أثناء الاعتقال والتحقيق معهما، وفقًا لشهادات وصلت إلى المنظمة خلال الأسبوع الماضي.
ومددت المحكمة العسكرية، يوم الأربعاء الفائت، (5.07.17) اعتقال جرار لستة أيام إضافية و72 ساعة إضافية لسعافين. وقد تمّ أمس الثلاثاء تمديد اعتقال سعافين وتحويلها إلى اعتقال إداري لمدة 3 أشهر. ومن المقرر أنْ تكون محكمة جرار في 12 من الشهر الجاري، أيْ يوم غدٍ الأربعاء.
وفي بيان لمنظمة العفو الدوليّة : يعكس اعتقال الناشطتين سعافين وجرار سياسة استخدام الاعتقال الإدارية التعسفية كسلاح سياسي ضد الفلسطينيين والفلسطينيات ووسيلة لردع ووأد أي نمو للقيادة الثقافية والاجتماعية والسياسية في المجتمع الفلسطيني. وفي هذه الحالة استخدام الاعتقال الإداري لمنع وجود قياديات نسويات فلسطينيات اللواتي يقمن بنشاطات سياسية مشروعة وسلمية.
وأرفق البيان أقوال جرار وسعافين التي وصلت إلى المنظمة من خلال زيارة المحامية منى نداف إليهما. وشدّدّ البيان: تكشف هذه الأقوال عن ممارسات خطرة قد تصل إلى حدّ التعذيب النفسي والجسدي بما في ذلك استخدام القوة المفرطة ومعاملة غير إنسانية.
وفي حديث مع منى نداف التي قامت بزيارتهما، قالت خالدة جرار: اقتحمت قوات الجيش منزلي الساعة الرابعة فجرا. أخذني ضابط يدعى “حسام” إلى غرفة الدرج خارج بيتي وأخذ ابنتي سهى وزوجي إلى غرف منفردة وسمعت صراح ابنتي سهى. قام أحد الجنود بتصويري خلال هذا الوقت. وبعد ذلك، قال لي أحد الجنود “خذي أدويتك سوف نأخذك معنا”. اضطررت أنْ أرجوهم كي أحضر ملابسي.
نقل الجنود جرار إلى دورية جيش والتي توقفت بعد فترة قصيرة لتنتقل إلى سيارة بوسطة (السيارة الخاصة بنقل المساجين). احتُجزت جرار في سيارة البوسطة بظروف قاسية إلى أنْ وصلت سجن عوفر. وفي عوفر قالت جرار: نقلوني إلى فقص ونقلوا ختام ومعتقلاً آخر يدعى إيهاب مسعود إلى قفص آخر بجانبنا. وأضافت: كان الحر شديدًا، وقاموا بالتناوب بنقلنا أنا وختام وإيهاب، تارة في بيت متنقل مع تكييف وتارة أخرى إلى قفص دون تكييف.
وروت ختام سعافين للمحامية منى نداف: اقتحمت قوات الجيش بيتي الساعة 2:30 فجرا وأدخلوني إلى غرفتي وقاموا بتفتيشي ثم نقلوني إلى سجن عوفر في دورية جيش، وخلال الطريق قاموا بتصويري في كاميراتهم الخاصة وهواتفهم النقالة، وقال لي الجندي سأصورك وأضيفك في الفيسبوك”. وحين وصلت سعافين إلى عوفر قالت ختام: أدخلوني إلى قفص وقاموا بتفتيشي وأنا عارية ومكبلة.
ولفت البيان إلى أننّا “نحن في منظمة العفو الدولية في البلاد نطالب الجهات المسؤولة بالتحقيق في الانتهاكات التي وصفتها جرار وسعافين ومعاقبة المذنبين. كما أننّا في المنظمة سنُتابع التطورات في ملفات الناشطتين وسنجمع معلومات وننشرها وسنناضل إلى أنْ يتم إطلاق سراحهما، على حدّ تعبير بيان منظمة العفو الدوليّة.
إلى ذلك، أكّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال النائب خالدة جرار وعدد من نشطاء الجبهة الشعبية لن يثنيها عن مواصلة دورها في مقاومة الاحتلال والتصدي لجرائمه ومشاريعه التصفوية.
وبينّت الجبهة في بيانٍ صحفيٍّ أنّ الاعتقالات جاءت لتؤكّد عقم خيارات السلطة الفلسطينية واستمرار رهانها على مشروع التسوية والتنسيق الأمني. ودعت الجبهة جماهير الشعب الفلسطيني إلى تصعيد الحراك الشعبي والوطني دعمًا وإسنادًا للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال.
واستنكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي النائب عن الجبهة الشعبية في المجلس التشريعي خالدة جرار. وقال قراقع في بيان أصدره إنّ اعتقال جرار مؤشر على أنّ سلطات الاحتلال مستمرة في ملاحقة كافة أبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وفئاته. وطالب قراقع البرلمانات العربية والأجنبية بسرعة التحرك لإنقاذ النواب الفلسطينيين المعتقلين وتحريرهم، مشيرا إلى أنهم تعرضوا لعملية اختطاف من قبل سلطات الاحتلال.
وفي السياق ذاته، استنكرت هيئة الكتل والقوائم البرلمانية الفلسطينية اعتقال جرار والناشطة ختام السعافين رئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية والأسير المحرر إيهاب مسعود بعد أنْ قضى في سجون الاحتلال 16 عامًا.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني أنّه سجل ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المعتقلين في الأسابيع الأخيرة، وهو ما يدل على عنجهية الاحتلال واستمرار تغوله في حقوق الفلسطينيين.