:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/13052

البوابات الإلكترونية جيدة لليهود -يديعوت

2017-07-18

على مدى يومين أُغلق الحرم في وجه الزوار. كان هذا قرارا صحيحا وواعيا من القيادة السياسية. ومع كل الاحترام لضغط عبد الله ملك الاردن، السلطة الفلسطينية، وحكومات اخرى في العالم العربي، خوفاً من اشتعال متجدد لـ»الارهاب» من القدس، من غزة ومن الضفة، كان ينبغي التأكد من انه لا يوجد المزيد من السلاح في الحرم. كان مهماً ايضا الايضاح، مع التوجه الى المستقبل، بانه لا حصانة للحرم. فهو لا يمكن أن يصبح مدينة ملجأ لـ»المخربين». وعندها جاءت البوابات الالكترونية.
يوجد للحرم ثماني بوابات. نصبت الشرطة، أول من أمس، بوابات الكترونية في المداخل. ولما كانت البلدة القديمة مغلقة في وجه الزوار من الخارج، فان عدد المصلين الذين دخلوا من البوابات كان صغيرا. بعضهم اخذ بالحكمة، اجتاز التفتيش ودخل. آخرون، بضع مئات، فضلوا التظاهر امام الشرطة والكاميرات. وانتهى الحدث بسلام، هذا لا يعني شيئا بالنسبة للأحداث التالية.
البوابات الالكترونية هي من أجل اليهود، وليس من أجل العرب. كل من يعرف الواقع في الحرم يفهم هذا. فمن يريد أن يهرب سلاحاً او مواد قتالية الى الحرم، سينفذ مأربه ليس في يوم كأمس، بل في يوم يدخل فيه مئات آلاف المصلين البوابات. في مثل هذه الايام لا يوجد سبيل لتفعيل فحص تفصيلي. وبالتأكيد ليس امام سكان معادين، ونساء التفتيش لديهن حساسية خاصة تجاه شبان حامي العقول وكاميرات تلفاز من كل العالم. البوابة الالكترونية ستولد زحمة، والزحمة ستولد جلبة، والجلبة ستجبر الشرطة على ضخ الجموع الى الداخل. ومن يريد أن يدخل سلاحا ومواد قتالية، سيحصل على فرصته، دون أن يجتهد.
اعلن نتنياهو، أول من امس، من رحلته في الخارج بانه «بخلاف اقوال محافل في الشرطة، فان البوابات الالكترونية لن تزال». من المشوق ان نعرف ما يقوله عندما سيتبين ان سلاحا دخل الى الحرم رغم البوابات الالكترونية. من سيتهم؟
سيسأل القارئ، وعن حق، لماذا توجد على مداخل الحائط الغربي بوابات الكترونية ولا توجد على بوابات الحرم؟ الجواب مزدوج: اليهود الذين يزورون الحائط لا يرون في التفتيش الامني فعلا يرمي الى اهانتهم؛ ثانيا، في الايام المحتشدة على نحو خاص، تضطر الشرطة غير مرة الى الاكتفاء بتفتيش عشوائي.
الحرم مكان متفجر. كل حدث يقع فيه، او يدعى انه وقع فيه، يستدعي «ارهابا» في اماكن قريبة وبعيدة. لاسرائيل مصلحة عليا في الحفاظ على الحرم مفتوحا، لاسباب سياسية ودعائية. وهي لا يمكنها أن تسمح لنفسها بحرب دينية مع العالم الاسلامي.
القواعد التي تقررت لادارة المجال معقدة. وهي تربط معا شرطة اسرائيل، الاسرة المالكة، والسلطة الفلسطينية والاوقاف الاسلامية. وهي تتطلب حوارا يوميا بين مسؤولي الاوقاف وبين جهات اسرائيلية، وعلى رأسها الشرطة. مثل هذا الحوار ليس موجودا اليوم. ومن شأن هذا ان يكون القصور الذي يولد الضائقة التالية.
يميل مسؤولو الاوقاف الى تأييد الاسرة المالكة الاردنية. وحتى اولئك الذين يتأثرون بالسلطة الفلسطينية أكثر، يعتبرون كارهين لـ»حماس». اذا كانت ثمة حقيقة في المثل الذي يقول عدو عدوي صديقي فان الاوقاف هي شريك.
فما بالك أن قواعد اللعب في الجانب اليهودي تتغير. فالجمهور الديني – القومي يجتذب الى الحرم بحبال سحرية. المزيد فالمزيد من اليهود المتدينين يسعون الى الحجيج الى هناك، لعقد المناسبات، للصلاة. وينظر المسلمون الى هذه الظاهرة كمحاولة سيطرة مقصودة من دولة اسرائيل. هذه المادة المتفجرة لم تهرب الى الحرم: فقد وصلت الى هناك.
اسرائيل هي صاحبة السيادة في الحرم. هذا حق يرافقه واجب. فصاحب السيادة عليه أن يتصرف كصاحب سيادة: ان يفرض ارادته، ولكن ايضا ان يضمن حقوق الآخرين. يحتمل ان يكون السبيل للايضاح للفلسطينيين من هو صاحب السيادة في الحرم لا يمر من خلال البوابات الى المجال بل في اماكن اخرى، في الصراع ضد الدعاة المتطرفين، مؤيدي «حماس»، في شرقي القدس؛ في المواجهة مع الجناح الشمالي للحركة الاسلامية في اسرائيل، والذي اخرج عن القانون ولكنه يواصل العمل في المساجد؛ وفي الحوار مع جهات براغماتية، بمن فيها الدوائر داخل الاوقاف. المؤكد هو أن البوابات الالكترونية لن تجدي نفعاً.