الاحــتــلال هــــو السبــب -هآرتس
2017-07-18
قُتل خمسة اسرائيليين مسلحين على أبواب المسجد الاقصى، يوم الجمعة الماضي، بعد اشتباك استمر وقتا قصيرا. ثلاثة اسرائيليين من أم الفحم قاموا بقتل شرطيين من حرس الحدود، من المغار وحرفيش. وبعد ذلك تم قتلهم في صراع السيطرة في الموقع المقدس والمُحتل. دوافع المهاجمين كانت دوافع دينية أو قومية، أو كليهما معا. وفي جميع الحالات هم رفضوا تواجد شرطة حرس الحدود على مداخل الموقع المقدس.
كان يكفي النظر الى منشأ الخمسة: لم يكن المشهد «الارهابي» الذي اعتدنا عليه. لم يكن المهاجمون فلسطينيين من «المناطق»، وضحاياهم لم يكونوا يهودا اسرائيليين، والعمل لم يكن عملية «ارهابية» أو «ارهابا» موجها ضد المدنيين، وهذه لم تكن بداية حرب أهلية، بل كانت تذكيرا بذلك: داخل اسرائيل ايضا هناك مواطنون سينضمون الى الصراع المسلح ضد الاحتلال. وهذا تذكير يجب أن يقلق كل اسرائيلي.
رد اسرائيل الاوتوماتيكي، مثلما ترد بعد كل عملية يكون فيها قتلى اسرائيليون، يحاول اظهار أن حكم الدرزي بالزي الرسمي مثل حكم اليهودي – العقاب الجماعي والرد الانفعالي. تم اغلاق المسجد الاقصى يومين لأنه يجب فعل شيء، وايضا تم هدم خيام العزاء في أم الفحم، وقد يكون هذا بديلا عن هدم المنازل. هذه خطوة تثير الامتعاض لأنها تحرم من حق الحداد، هل خطر ببال أحد منع اليهود من الجلوس سبعة أيام على الميت، بغض النظر من يكون؟ السياسيون ايضا تنافسوا فيما بينهم من يستنكر العملية بكلمات أكثر تشددا، وكأن هذا يغير شيئا في الأمر.
في المنافسة على الاستنكارات انتصر ولاول مرة، ليس بشكل مفاجئ أو في المرة الاخيرة على ما يبدو، النجم الصاعد لليسار الصهيوني الذي تم انتخابه قبل وقت قصير: «عملية ارهابية، قتلة سيئون، يجب استخدام القبضة الحديدية ضد من يقومون بارسال القتلة»، هذا ما كتبه آفي غباي، وهو بذلك ينافس اسلوب اوفير ايكونس وجلعاد اردان. واذا كانت هذه عملية «ارهابية» سيئة، فماذا سيقول غباي عن شرطة حرس الحدود الذين يقتلون بين الفينة والاخرى فتاة فلسطينية عابرة سبيل، أو فتى يحمل سكينا؟ قد لا يكون هناك من قام بارسالهم؟ يحتمل أن هناك عربا يقررون بأنفسهم؟ بهذا الشكل لا يمكن بناء معارضة من الوسط – اليسار.
لكن الاستراحة جاءت من السياسي الذي يفقد ما بقي من ادراكه الذاتي، يائير لبيد، الذي كتب ما يبدو جديا: «بموتهم وهبوا لنا الحياة». يعيش لبيد في «رمات افيف ج» بفضل موت شرطة حرس الحدود على أبواب المسجد الأقصى. هذا ايضا نوع من المنطق، وردد الجميع في جوقة: تحالف الدم مع الطائفة الدرزية. التحالف المقدس. اصوات في الخلفية: المطلب الدائم والوقح من أبو مازن «الاستنكار»، ومن «عرب اسرائيل»، ومن العالم كله عمليا، في الوقت الذي لا تستنكر فيه اسرائيل تقريبا افعال جنودها وشرطتها، عندما يقتلون مواطنين أبرياء.
وأهم من كل ذلك أنه لم يسأل أحد لماذا حدث ذلك، ولماذا سيحدث في المستقبل ايضا. قتل اثنان من شرطة حرس الحدود هو حدث صعب، وحقيقة أن اسرائيليين فعلوا ذلك تزيد الطين بلة. ولكن هذه الاحداث ايضا لها دوافع، يوجد سبب وتوجد جذور عميقة. وتناولها يعتبر مبررا لـ»الارهاب» والخيانة. اسرائيل لا تسأل نفسها اذا كان من الجدير دفع هذا الثمن من الدم من اجل السيطرة على المسجد الاقصى أو الحرم الابراهيمي او مخيم بلاطة أو مخيم جنين. انها تمنع طرح هذه الاسئلة لأنها تعرف الاجابة عنها جيدا. وتتهرب منها مثلما تهرب من النار. وتقود الاجابات الى استنتاج واحد فقط، استنتاج يوافق عليه عدد قليل جدا من الاسرائيليين. لذلك فان اسرائيل تقول عمليا: قوموا بسفك دمائنا، تسببوا بألمنا، الى حين لا نستطيع الهرب من الاجابة عن السؤال الاكثر مصيرية وهو هل نريد الاستمرار في هذا الاحتلال الطويل، الذي يستمر في سفك الدماء حتى يومه الاخير.
كان يكفي النظر الى منشأ الخمسة: لم يكن المشهد «الارهابي» الذي اعتدنا عليه. لم يكن المهاجمون فلسطينيين من «المناطق»، وضحاياهم لم يكونوا يهودا اسرائيليين، والعمل لم يكن عملية «ارهابية» أو «ارهابا» موجها ضد المدنيين، وهذه لم تكن بداية حرب أهلية، بل كانت تذكيرا بذلك: داخل اسرائيل ايضا هناك مواطنون سينضمون الى الصراع المسلح ضد الاحتلال. وهذا تذكير يجب أن يقلق كل اسرائيلي.
رد اسرائيل الاوتوماتيكي، مثلما ترد بعد كل عملية يكون فيها قتلى اسرائيليون، يحاول اظهار أن حكم الدرزي بالزي الرسمي مثل حكم اليهودي – العقاب الجماعي والرد الانفعالي. تم اغلاق المسجد الاقصى يومين لأنه يجب فعل شيء، وايضا تم هدم خيام العزاء في أم الفحم، وقد يكون هذا بديلا عن هدم المنازل. هذه خطوة تثير الامتعاض لأنها تحرم من حق الحداد، هل خطر ببال أحد منع اليهود من الجلوس سبعة أيام على الميت، بغض النظر من يكون؟ السياسيون ايضا تنافسوا فيما بينهم من يستنكر العملية بكلمات أكثر تشددا، وكأن هذا يغير شيئا في الأمر.
في المنافسة على الاستنكارات انتصر ولاول مرة، ليس بشكل مفاجئ أو في المرة الاخيرة على ما يبدو، النجم الصاعد لليسار الصهيوني الذي تم انتخابه قبل وقت قصير: «عملية ارهابية، قتلة سيئون، يجب استخدام القبضة الحديدية ضد من يقومون بارسال القتلة»، هذا ما كتبه آفي غباي، وهو بذلك ينافس اسلوب اوفير ايكونس وجلعاد اردان. واذا كانت هذه عملية «ارهابية» سيئة، فماذا سيقول غباي عن شرطة حرس الحدود الذين يقتلون بين الفينة والاخرى فتاة فلسطينية عابرة سبيل، أو فتى يحمل سكينا؟ قد لا يكون هناك من قام بارسالهم؟ يحتمل أن هناك عربا يقررون بأنفسهم؟ بهذا الشكل لا يمكن بناء معارضة من الوسط – اليسار.
لكن الاستراحة جاءت من السياسي الذي يفقد ما بقي من ادراكه الذاتي، يائير لبيد، الذي كتب ما يبدو جديا: «بموتهم وهبوا لنا الحياة». يعيش لبيد في «رمات افيف ج» بفضل موت شرطة حرس الحدود على أبواب المسجد الأقصى. هذا ايضا نوع من المنطق، وردد الجميع في جوقة: تحالف الدم مع الطائفة الدرزية. التحالف المقدس. اصوات في الخلفية: المطلب الدائم والوقح من أبو مازن «الاستنكار»، ومن «عرب اسرائيل»، ومن العالم كله عمليا، في الوقت الذي لا تستنكر فيه اسرائيل تقريبا افعال جنودها وشرطتها، عندما يقتلون مواطنين أبرياء.
وأهم من كل ذلك أنه لم يسأل أحد لماذا حدث ذلك، ولماذا سيحدث في المستقبل ايضا. قتل اثنان من شرطة حرس الحدود هو حدث صعب، وحقيقة أن اسرائيليين فعلوا ذلك تزيد الطين بلة. ولكن هذه الاحداث ايضا لها دوافع، يوجد سبب وتوجد جذور عميقة. وتناولها يعتبر مبررا لـ»الارهاب» والخيانة. اسرائيل لا تسأل نفسها اذا كان من الجدير دفع هذا الثمن من الدم من اجل السيطرة على المسجد الاقصى أو الحرم الابراهيمي او مخيم بلاطة أو مخيم جنين. انها تمنع طرح هذه الاسئلة لأنها تعرف الاجابة عنها جيدا. وتتهرب منها مثلما تهرب من النار. وتقود الاجابات الى استنتاج واحد فقط، استنتاج يوافق عليه عدد قليل جدا من الاسرائيليين. لذلك فان اسرائيل تقول عمليا: قوموا بسفك دمائنا، تسببوا بألمنا، الى حين لا نستطيع الهرب من الاجابة عن السؤال الاكثر مصيرية وهو هل نريد الاستمرار في هذا الاحتلال الطويل، الذي يستمر في سفك الدماء حتى يومه الاخير.