نتـنـيـاهــــو زعـيـم فـــاســـد يضلل الجمهور-هآرتس
2017-07-18
أريد القول إنه تحدث هنا عملية صيد. لأنكم تريدون نهاية نتنياهو، أنتم تقولون نحن سنقوم بالقضاء على نتنياهو حتى لا يعود ليكون رئيسا للحكومة. ليس لديكم أي موضوع، أنتم تسيرون من موضوع الى موضوع وتقولون نحن سنقوم بصيده وسنعمل على انهياره... المهم أن لا يكون رئيس حكومة».
هذه الاقوال لم تُقل في نهاية الاسبوع في مؤتمر الحزب الطارئ الذي بادر اليه نتنياهو، بل قالتها سارة نتنياهو قبل سنوات كثيرة، في تشرين الثاني 1999، في غرف التحقيق في الشرطة، عندما تم التحقيق معها في حينه تحت طائلة التحذير بتهمة تلقي الرشوة وسرقة هدايا والحصول على أشياء بشكل مخالف للقانون. حيث إنها اثناء التحقيق هاجمت المحققين وقالت هذه الاقوال، وكان ذلك أحد خطوط دفاع بنيامين نتنياهو منذ ذلك الحين.
لقد عدنا في نهاية الاسبوع الماضي الى خط الدفاع ذاته، وتشوش نتنياهو من جديد: ليس الاعلاميون والخصوم السياسيون هم الذين يقومون بالفتك، بل هو الذي يقوم بالفتك ضد قوانين الادارة السليمة وهو الذي يعلن الحرب على وسائل الاعلام، وهو الذي قام ضد بعض المحافظين على الخط في القطاع الحكومي ممن لم يسجدوا له، وهو الذي حول الاشخاص الذين كشفوا عنه الى أعداء.
نتنياهو لا يفعل ذلك وحده بالطبع. وكالعادة، الآن ايضا عندما يرتبط اسمه مرة تلو الاخرى بقضايا الفساد التي تعصف بالدولة، يقوم باستدعاء بعض المساعدين الموالين والمنصاعين له من مقاعد الكنيست والحكومة، ممن يهتمون بالحصول على الراتب. والامر الغريب هو سهولة انصياعهم له.
يقول نتنياهو لهم تعالوا، يا اصدقائي، تعالوا من اجل انقاذي، لقد قاموا بوسمي من جديد، ومرة اخرى يحاولون اسقاطي بطريقة غير ديمقراطية، ومرة اخرى يطاردونني على خلفية سياسية، اخرجوا الى وسائل الاعلام وردوا بالحرب ودافعوا عني في وجه هذا الخطر.
ما الذي يفعله هؤلاء الجنود للمشبوه جنائيا، خلافا لمعظم الوزراء الذين وجدوا لانفسهم مخارج للهرب؟ يحملون ورقة الملاحظات ويقفون بفخر أمام مكبرات الصوت والعدسات ويرددون اقوال الملك، وكأنهم لا يعرفون الحقيقة. إنهم يكذبون على أنفسهم.
لا يجب حسد هؤلاء الاشخاص، لأنه باستثناء الاقوال الفارغة التي يريدون من خلالها اثبات الولاء للقائد، ليست لديهم قدرة على تفسير القرارات والافعال التي ورطته بالفضائح. هذا عمل صعب حتى على اولئك الذين اعتادوا على الجلوس على الجدار من اجله. رواية الدفاع الخاصة بهم يتم طحنها حتى النهاية: لم يعرف، لم يسمع، لم يكن على صلة. وبالطبع «هو ضحية لحملة صيد وملاحقة».
في نهاية الاسبوع عمل نتنياهو على تحسين خط الدفاع هذا، واستمر في التحريض وبث السم. وهو يحاول من جديد تضليل الجمهور: لم يتم فتح ملفات التحقيق ضده، ولم تكتب تقارير مراقب الدولة على خلفية سياسية، بل على خلفية تورطه في المخالفات الجنائية. لقد حان الوقت لوضع حد لذلك وتسمية الولد باسمه، «نتنياهو هو زعيم فاسد ومُفسد» من الناحية الجماهيرية على الاقل. إنه يحب الهدايا الثمينة والرشوة على حساب الدولة، وهو يحب الاصدقاء المشكوك فيهم مثل المحتال الفرنسي آرنو ممران، الذين هم على استعداد لفتح محافظهم الخاصة من اجله. هنا، بهذا السلوك الشخصي، بدأ كل شيء واستمر كل شيء. نتنياهو هو نتنياهو نفسه، لم يتعلم شيئا ولم ينس شيئا.