الخلاص لن يأتي من البيت الأبيض - معاريف
2017-08-23
وكيلا مبيعات، مع منتج غالٍ ونادر، هو حثّ السلام، سيصلان إلى البلاد قريباً: صهر الرئيس ترامب، جارد كوشنير، وجيسون غرينبلت.
المشكلة هي أن الاثنين يمثلان شركة تتصدى لإفلاس أخلاقي، وصلاحيتها في السوق السياسية - الدبلوماسية توجد في درك أسفل.
امتداداً لذلك، فان النصيحة التي قدمها الملك الاردني، عبد الله، لرئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، في لقائهما في رام الله والتي تقول: «من المهم العمل مع الادارة الأميركية لاستئناف المفاوضات لحل سياسي»، لم تكن حكيمة؛ مثال كلاسيكي على نصيحة احيتوبول. فقد انكشف جلالته كمن ليس مطلعا على الواقع الدولي وليس عالما بما حصل لمكانة الولايات المتحدة في الساحة العالمية تحت رئاسة ترامب.
في كل ما يتعلق بتحقيق حل سياسي للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فان البيت الابيض وادارة الرئيس ترامب مجرد سند متهاوٍ.
من يعتمد ويعول على تدخل أميركي كعامل مركزي ينتج اختراقا ذا مغزى لحل سياسي هو شريك لوهم الملك الاردني.
مع أن الملك كان محقا حين اشار، حسب التقارير، إلى التزام الادارة الأميركية بالسلام، الا انه نسي فقط ان يشير الى ان هذا الالتزام لم يبدأ مع دخول ترامب الى البيت الابيض، فقد بدأ الالتزام الأميركي بالشرق الاوسط رسميا في ولاية رونالد ريغان.
فتدخل البيت الابيض ووزارة الخارجية الأميركية في المساعي لتطبيق هذا الالتزام متواصل منذئذ في كل ادارة ولدى كل رئيس.
لدى رؤساء قدامى، وجد هذا الالتزام تعبيره بالسياسة الخارجية، كما ان من عني بتحقق الالتزام كانوا دوما في المستوى الاعلى في قيادة الادارة، وكان يشارك في ذلك على نحو خاص وزراء الخارجية.
صحيح أن هذا التدخل بعيد السنين لم ينجح، ولكن مجرد حقيقة أن الإدارات السابقة استثمرت جهودا بهدف تحقيق حل للنزاع أكدت الالتزام الأميركي بالسلام.
غير أن ترامب حول هذا الالتزام إلى شعار انتخابي رافق حملته الانتخابية، مثل شعارات اخرى.
ترامب، كما يبدو، لم يؤمن جدا بأنه سينتخب رئيسا. ولهذا فكمرشح نثر اهدافا مثل الغاء الاصلاح الصحي لبراك اوباما، الغاء الاتفاق النووي مع ايران، بناء سور على حدود الولايات المتحدة والمكسيك، وبالطبع تحقيق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. اما الان فيتبين لترامب كرئيس أن هذه الاهداف معقدة ولم يتحقق أي منها.
والاخطر من ذلك هو أن ترامب دهور مكانة الولايات المتحدة في الساحة العالمية بشكل غير مسبوق.
فليس البيت الابيض، أو وزارة الخارجية الأميركية او الادارة من يمكنهم ان يحققوا مشروعا طموحا مثل حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فقد كتب المحلل القديم، فريد زكريا، يقول إن «الولايات المتحدة لم تعد مخيفة أو سخيفة، بل أصبحت أيضا غير ذات صلة».
واحتج ديفيد بروكس في مقاله في «نيويورك تايمز» متسائلا: «هل قرر الأميركيون حقا أنهم لم يعودوا يريدون أن يكونوا أمة كونية مع المهمة الخاصة لنشر الحرية في العالم؟»
الاستنتاج المحتم هو أنه في كل ما يتعلق بتحقيق حل سياسي للنزاع وحتى استئناف المفاوضات، إسرائيل هي وحدها، بقواها الذاتية، كما أن هذا هو وضع السلطة الفلسطينية.
على الطرفين أن يفهما: لن يأتي أي خلاص من البيت الأبيض. استمرار الجمود أو الجهد لاستئناف المفاوضات – كل شيء منوط بهما وبهما فقط.
هذا ليس فظيعا جدا. فقد صيغ اتفاق أوسلو الأول وتحقق في اتصالات سرية بين الطرفين حتى دون علم الإدارة الأميركية، التي فوجئت في حينه، ولكن لهذا الغرض ينبغي أن يقوم في المعسكرين أشخاص ذوو رؤية، إبداع، وشجاعة سياسية.
وفي هذا المجال أيضا لا يمكن للبيت الأبيض أن يساعد.
المشكلة هي أن الاثنين يمثلان شركة تتصدى لإفلاس أخلاقي، وصلاحيتها في السوق السياسية - الدبلوماسية توجد في درك أسفل.
امتداداً لذلك، فان النصيحة التي قدمها الملك الاردني، عبد الله، لرئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، في لقائهما في رام الله والتي تقول: «من المهم العمل مع الادارة الأميركية لاستئناف المفاوضات لحل سياسي»، لم تكن حكيمة؛ مثال كلاسيكي على نصيحة احيتوبول. فقد انكشف جلالته كمن ليس مطلعا على الواقع الدولي وليس عالما بما حصل لمكانة الولايات المتحدة في الساحة العالمية تحت رئاسة ترامب.
في كل ما يتعلق بتحقيق حل سياسي للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فان البيت الابيض وادارة الرئيس ترامب مجرد سند متهاوٍ.
من يعتمد ويعول على تدخل أميركي كعامل مركزي ينتج اختراقا ذا مغزى لحل سياسي هو شريك لوهم الملك الاردني.
مع أن الملك كان محقا حين اشار، حسب التقارير، إلى التزام الادارة الأميركية بالسلام، الا انه نسي فقط ان يشير الى ان هذا الالتزام لم يبدأ مع دخول ترامب الى البيت الابيض، فقد بدأ الالتزام الأميركي بالشرق الاوسط رسميا في ولاية رونالد ريغان.
فتدخل البيت الابيض ووزارة الخارجية الأميركية في المساعي لتطبيق هذا الالتزام متواصل منذئذ في كل ادارة ولدى كل رئيس.
لدى رؤساء قدامى، وجد هذا الالتزام تعبيره بالسياسة الخارجية، كما ان من عني بتحقق الالتزام كانوا دوما في المستوى الاعلى في قيادة الادارة، وكان يشارك في ذلك على نحو خاص وزراء الخارجية.
صحيح أن هذا التدخل بعيد السنين لم ينجح، ولكن مجرد حقيقة أن الإدارات السابقة استثمرت جهودا بهدف تحقيق حل للنزاع أكدت الالتزام الأميركي بالسلام.
غير أن ترامب حول هذا الالتزام إلى شعار انتخابي رافق حملته الانتخابية، مثل شعارات اخرى.
ترامب، كما يبدو، لم يؤمن جدا بأنه سينتخب رئيسا. ولهذا فكمرشح نثر اهدافا مثل الغاء الاصلاح الصحي لبراك اوباما، الغاء الاتفاق النووي مع ايران، بناء سور على حدود الولايات المتحدة والمكسيك، وبالطبع تحقيق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. اما الان فيتبين لترامب كرئيس أن هذه الاهداف معقدة ولم يتحقق أي منها.
والاخطر من ذلك هو أن ترامب دهور مكانة الولايات المتحدة في الساحة العالمية بشكل غير مسبوق.
فليس البيت الابيض، أو وزارة الخارجية الأميركية او الادارة من يمكنهم ان يحققوا مشروعا طموحا مثل حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فقد كتب المحلل القديم، فريد زكريا، يقول إن «الولايات المتحدة لم تعد مخيفة أو سخيفة، بل أصبحت أيضا غير ذات صلة».
واحتج ديفيد بروكس في مقاله في «نيويورك تايمز» متسائلا: «هل قرر الأميركيون حقا أنهم لم يعودوا يريدون أن يكونوا أمة كونية مع المهمة الخاصة لنشر الحرية في العالم؟»
الاستنتاج المحتم هو أنه في كل ما يتعلق بتحقيق حل سياسي للنزاع وحتى استئناف المفاوضات، إسرائيل هي وحدها، بقواها الذاتية، كما أن هذا هو وضع السلطة الفلسطينية.
على الطرفين أن يفهما: لن يأتي أي خلاص من البيت الأبيض. استمرار الجمود أو الجهد لاستئناف المفاوضات – كل شيء منوط بهما وبهما فقط.
هذا ليس فظيعا جدا. فقد صيغ اتفاق أوسلو الأول وتحقق في اتصالات سرية بين الطرفين حتى دون علم الإدارة الأميركية، التي فوجئت في حينه، ولكن لهذا الغرض ينبغي أن يقوم في المعسكرين أشخاص ذوو رؤية، إبداع، وشجاعة سياسية.
وفي هذا المجال أيضا لا يمكن للبيت الأبيض أن يساعد.