:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/13386

فضائـح بنيامين وسـارة كبـير جـداً-هآرتس

2017-08-26

كتلة التحقيقات والفضائح المتعلقة ببنيامين وسارة نتنياهو ثقيلة جدا إلى درجة يمكن أن تسجل كسابقات إشكالية ايضا في المواضيع العامة الاخرى. واليكم بعضها: الشرطة قالت إنها لن تسمح بمظاهرة اخرى من اجل تسريع التحقيق مع نتنياهو، حتى النقاش الذي سيجري اليوم (أمس) في محكمة العدل العليا، ردا على استئناف د. العاد شرغا من حركة «جودة النظام» هو ضد منع المظاهرة. أخطأت الشرطة ايضا في مسيرة الداد يانيف ومني نفتالي ورفضها إطلاق سراحهما على الفور. ولكن عندما قررت احضارهما امام القاضي كانت على حق، وعندما قررت تكبيلهما ثارت ضجة، وسارع موشيه نوسباوم للاعلان في القناة الثانية بأنهم يفحصون تغيير اجراءات استخدام الاصفاد.

هذه رعونة، لأن تغييراً كهذا سيفرض على الشرطة أن تقرر في كل يوم على ابواب المحكمة من سيتم تكبيله ومن لا. بهذا ستتعرض للتهديد من عائلات المعتقلين، وهذا ربما سينتهي في المستشفيات، فاذا نجح قاتل أو مغتصب في الهرب من المحكمة والجمهور يدخل الى الاقامة الجبرية خوفا من التصادم معه، فسيتم ارسال نوسباوم الى الاستوديو كي يعلن بأنهم يفحصون مرة اخرى اجراء تعديلات على اجراء استخدام الاصفاد.

الملف 1000 المتعلق بموضوع السيجار والشمبانيا، التي منحها ارنون ملتشن لعائلة نتنياهو، يدعو الى تسريع أخذ شهادة وزير الخارجية الاميركي السابق، جون كيري، وشهادة السفير السابق، دان شبيرو. لأن هذه الشهادات يمكنها حل لغز الافعال الاستثنائية التي قام بها نتنياهو لصالح ملتشن، الذي احتاج الى تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة. في الحقيقة، سبق لنتنياهو أن شرح أنه ساعد ملتشن كرد على ما قام به من اجل دولة اسرائيل. ولكن شهادتي كيري وشبيرو من شأنها أن تسلط الضوء على مستوى تحمسه.

الحكومات في العادة تكون غير معنية بتورط رجالها في اجراءات قضائية في دول اخرى. يتحدث السياسيون ويناقشون شؤونا مهمة أو حساسة (ملتشن هو من النوع الثاني)، على فرض أن المضمون والصيغة لا تنشر أمام الجمهور.

هذا لا يسري على التحقيقات الصحافية. الصحافة بوظيفتها كـ «كلب حراسة الديمقراطية» تشم كما يجب وتحصل على انجازات. وما يتم كشفه لا يعتبر صيغة رسمية، لأن الحكومات عليها أن تدعمه. الامر ليس كذلك عندما يقوم وزير خارجية وسفير بتقديم شهادتهما. لأن شهادتهما دقيقة، واحيانا تكون مخجلة، ومن شأنها أن تشوش العلاقات وأن تتسبب بزيادة الحذر لمن سيأتون بعدهم. لذلك يجب أخذ شهادات كيري وشبيرو فقط في نهاية التحقيق، واذا كانت الشهادة تمثل فقط كفة الميزان التي سترجح بين تقديم لائحة اتهام أو اغلاق الملف.

منذ البداية بدا أن استئناف بن كسبيت للحصول على معلومات حول حجم صفقة سارة نتنياهو كاخصائية نفسية في بلدية القدس، هو أمر استفزازي. إن مهنة حساسة كهذه تحتاج الى الدفاع عن الخصوصية.

ولكن الاخصائية النفسية وزوجها فعلا كل ما في استطاعتهما من اجل افشال أنفسهما. لقد وضع نتنياهو زوجته في مركز الساحة الجماهيرية، وكانت خطاباته مليئة بالثناء على نشاطاتها بشكل عام ووظيفتها كاخصائية نفسية بشكل خاص. وفي كل مرة استمرت بوظيفة كاملة، وفي مركز «الليكود» هتفوا لها مثلما حدث في السنوات السيئة في رومانيا والارجنتين والفلبين.

إن مسيرة المدح هذه تشبه قصة اليوناني الذي وصل الى أثينا وتفاخر بلا توقف بأنه في جزيرة رودوس قام بالقفز بمستوى الاولمبياد، الى درجة أن السكان ضاقوا ذرعا به وقالوا له «هنا رودوس، هيا اقفز». بهذا الشكل تصرفت المحكمة بموافقتها على استئناف كسبيت.

الزوجان نتنياهو سحبا حقها في الخصوصية بتشغيلها كاخصائية نفسية، لكنهما خلقا سابقة ثقيلة لطلبات مشابهة لمواضيع اخرى مستقبلا. هناك مكان للتخوف من الفضيحة التي ستحدث إذا تبين أن حجم الصفقة الحالية لسارة نتنياهو كأخصائية نفسية يقارب الصفر.