رحيل المصريّ العاشق-محمد علي طه
2017-08-28
رحل القائد الوطنيّ البارز والمفكّر التّقدّميّ د. رفعت السّعيد ( آب 2017) تاركًا وراءه ارثًا سياسيًّا وثقافيًّا غنيًّا فبالإضافة الى قيادته لحزب "التّجمّع" المصريّ بعد زعيمه الأسطوريّ خالد محيي الدّين، ودوره الكبير في مجلسي الشّعب والشورى ومؤسّسات وطنيّة مصريّة وعربيّة فقد كتب ما يزيد عن خمسةٍ وأربعين كتابًا تناول فيها الحركة الشّيوعيّة المصريّة والماركسيّة والعلمانيّة واليسار المصريّ والنّاصريّة والاخوان المسلمين والإرهاب والتّأسلّم ومواضيع فكريّة وسياسيّة أشغلت المثقفين العرب، كما كتب ثلاث روايات قصيرة وترجم ثلاثة كتب.
أهداني د. رفعت السّعيد في أثناء زيارتي له في مقرّ حزب التّجمّع في القاهرة العديد من مؤلفاته فقرأتها وتمّتعت بها واستفدت منها وغبطته على هذا النّشاط السّياسيّ والفكريّ، وروى لي طرائف عديدة حدثت له مع رؤساء وقادة لعلّ أغربها لقاؤه مع العقيد معمّر القذّافيّ حينما نقلته الطائرة من القاهرة الى طرابلس بناءًا على دعوة العقيد ثمّ سافر في السّيّارة الى قلب الصّحراء ليدخل خيمة كبيرة جدًا خالية من الأثاث سوى كرسيٍّ واحد لا غير، وبقي ساعاتٍ ينتظر رئيس الرؤساء وملك الملوك بدون طعامٍ وشراب في الصّحراء الحارّة، وعندما دخل العقيد الخيمة جلس على الكرسيّ وترك الضّيف واقفًا، ودار بينهما حوار "ديمقراطيّ حرّ"، وهذه الرّواية كانت سببًا من الأسباب التي دعتني لأعتذر عن زيارة ليبيا ولقاء العقيد (نيسان 2010) مع وفد الشّخصيّات العربيّة المحليّة التي كال بعضها المديح بسخاء حاتميّ لفخامته.
ربطت د. السّعيد علاقات صداقة مع العديد من المناضلين والمثّقفين الفلسطينيّين مثل الرّئيس أبو عمّار والقائدين أبو اياد وأبو الهول وأما علاقته بالمناضل والمفكّر الفلسطينيّ عبد الله الحورانيّ فهي علاقة متميّزة فيها مودّة وإخلاص وتفاهم.
في كتابه الرّائع "مجرّد ذكريات" وهو ثلاثة أجزاء واعتبره سيرةً ذاتيّة لليسار المصريّ وتاريخًا لمصر المعاصرة يخصّص الجزء الثاّلث لـ "ملتقى العاشقين" لتدوين سيرة ذاتيّة لحزب "التّجمّع" مؤكدًّا أنّ الكلمات شعرًا ونثرًا لم تنجح في أن تصف العشق.
وقد أثار هذا الكتاب عند صدوره ردود فعلٍ واسعة كما يقول السّعيد "نال اهتمامًا لم أحلم به" فقد كتب عنه عدد من الصّحفيّين والنّقاد مثل أنيس منصور وعبد القادر القطّ.
كان رفعت السّعيد مطّلعًا عمّا يجري في المطبخ السياسيّ للرّئيسين أنور السّادات وحسني مبارك فيكتب بسلاسة عن فترة حكم السّادات وتقلّباته وتأسيس حزب "التّجمّع" وإصدار جريدة "الأهالي".
في كتابه القيّم "التّيّارات السّياسيّة في مصر" يكتب السّعيد: كلّ ما يتذّكره المصريّون عن هيرودوت أنّه قال "مصر هبة النّيل" ربّما لأنهم عشقوا النّيل وتعلّقوا بقطرات مائه العطرّة ولكنّ هيرودوت قال أشياء غريبة ومدهشة عن مصر لعلّها تكشف عن الحقيقة وعن عمق فهمه لمصر وأهمّها الجملة الأولى التي بدأ بها حديثه: "سوف أتكلّم كثيرًا عن مصر ففيها من الأشياء الغريبة ما يستحقّ ذلك."
ومصر هكذا فعلًا.
أهداني د. رفعت السّعيد في أثناء زيارتي له في مقرّ حزب التّجمّع في القاهرة العديد من مؤلفاته فقرأتها وتمّتعت بها واستفدت منها وغبطته على هذا النّشاط السّياسيّ والفكريّ، وروى لي طرائف عديدة حدثت له مع رؤساء وقادة لعلّ أغربها لقاؤه مع العقيد معمّر القذّافيّ حينما نقلته الطائرة من القاهرة الى طرابلس بناءًا على دعوة العقيد ثمّ سافر في السّيّارة الى قلب الصّحراء ليدخل خيمة كبيرة جدًا خالية من الأثاث سوى كرسيٍّ واحد لا غير، وبقي ساعاتٍ ينتظر رئيس الرؤساء وملك الملوك بدون طعامٍ وشراب في الصّحراء الحارّة، وعندما دخل العقيد الخيمة جلس على الكرسيّ وترك الضّيف واقفًا، ودار بينهما حوار "ديمقراطيّ حرّ"، وهذه الرّواية كانت سببًا من الأسباب التي دعتني لأعتذر عن زيارة ليبيا ولقاء العقيد (نيسان 2010) مع وفد الشّخصيّات العربيّة المحليّة التي كال بعضها المديح بسخاء حاتميّ لفخامته.
ربطت د. السّعيد علاقات صداقة مع العديد من المناضلين والمثّقفين الفلسطينيّين مثل الرّئيس أبو عمّار والقائدين أبو اياد وأبو الهول وأما علاقته بالمناضل والمفكّر الفلسطينيّ عبد الله الحورانيّ فهي علاقة متميّزة فيها مودّة وإخلاص وتفاهم.
في كتابه الرّائع "مجرّد ذكريات" وهو ثلاثة أجزاء واعتبره سيرةً ذاتيّة لليسار المصريّ وتاريخًا لمصر المعاصرة يخصّص الجزء الثاّلث لـ "ملتقى العاشقين" لتدوين سيرة ذاتيّة لحزب "التّجمّع" مؤكدًّا أنّ الكلمات شعرًا ونثرًا لم تنجح في أن تصف العشق.
وقد أثار هذا الكتاب عند صدوره ردود فعلٍ واسعة كما يقول السّعيد "نال اهتمامًا لم أحلم به" فقد كتب عنه عدد من الصّحفيّين والنّقاد مثل أنيس منصور وعبد القادر القطّ.
كان رفعت السّعيد مطّلعًا عمّا يجري في المطبخ السياسيّ للرّئيسين أنور السّادات وحسني مبارك فيكتب بسلاسة عن فترة حكم السّادات وتقلّباته وتأسيس حزب "التّجمّع" وإصدار جريدة "الأهالي".
في كتابه القيّم "التّيّارات السّياسيّة في مصر" يكتب السّعيد: كلّ ما يتذّكره المصريّون عن هيرودوت أنّه قال "مصر هبة النّيل" ربّما لأنهم عشقوا النّيل وتعلّقوا بقطرات مائه العطرّة ولكنّ هيرودوت قال أشياء غريبة ومدهشة عن مصر لعلّها تكشف عن الحقيقة وعن عمق فهمه لمصر وأهمّها الجملة الأولى التي بدأ بها حديثه: "سوف أتكلّم كثيرًا عن مصر ففيها من الأشياء الغريبة ما يستحقّ ذلك."
ومصر هكذا فعلًا.