:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/13531

الغموض يعتري ملف المصالحة بين فتح وحماس

2017-09-14

أكدت مصادر مصرية قدوم وفد من حركة فتح إلى القاهرة، غدا الجمعة، للاطلاع مباشرة على ما توصلت إليه الحكومة المصرية مع حماس بشأن ملف المصالحة الفلسطينية، ويضم الوفد عددا من قيادات الحركة، في مقدمتهم، عزام الأحمد وحسين الشيخ وروحي فتوح.
ونفى مصدر أمني لـ”العرب” فرضية حدوث لقاء مشترك بين وفدي فتح وحماس في القاهرة، ملمحا إلى أن “الظروف لم تنضج بعد للوصول إلى هذه الخطوة حاليا”.
وقال إن وفد حماس بقيادة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، سينهي زيارته للقاهرة الخميس، وسيغادر كل عضو في الوفد، حسب محل إقامته، إلى غزة أو غيرها.
وكان ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لفتح قد اشار، الأربعاء، إلى أن حركته “لم تتلق بعد أي مبادرة مصرية بشأن المصالحة مع حماس”. وقالت حماس إنها قدّمت لمصر رؤيتها الخاصة بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإنجاز ملف المصالحة.
وتعمل القاهرة على تقريب المسافات بين القوى الفلسطينية المختلفة، وثمّنت الدور الذي يقوم به محمد دحلان زعيم التيار الإصلاحي في مجال المصالحة، لافتة إلى أن دوره حيوي خلال الفترة المقبلة، وسوف يشرف على صندوق معني بصرف الاحتياجات اللازمة لقطاع غزة، سيتم تدشينه قريبا.
وأكد حازم قاسم، المتحدث الرسمي باسم الحركة أن حماس على استعداد “للجلوس الفوري مع قيادة حركة فتح، لحل كل القضايا العالقة في ملف المصالحة”.
ولم تستبعد مصادر دبلوماسية قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) بزيارة القاهرة ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال فترة تواجد وفد فتح في مصر، وقبل توجه كلاهما إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، التي تعقد خلال الفترة من 19 إلى 25 سبتمبر الجاري.
وحاولت حماس التنصل من مسؤولية التعثر الذي يواجهه ملف المصالحة ورميه على عاتق أبومازن وحده، عندما ذهبت إلى أن “إنجاز المصالحة يتعلق بقرار من الرئيس الفلسطيني، وزعيم حركة فتح”، في معرض حديثها عن نيتها حل اللجنة التي شكلتها لإدارة قطاع غزة.
ويرى أحمد فؤاد أنور الخبير المصري في الشؤون الفلسطينية، أن حماس تتحمل الجانب الأكبر في الإخفاقات المتكررة للمصالحة، بسبب مناوراتها المعتادة، فهي تتحدث عن المصالحة عندما تكون بحاجة إلى الحديث عنها، وتتنصل منها إذا تحسنت أمامها الأمور السياسية.
وأوضح لـ”العرب” أن جميع القوى تتحمل مسؤولية التعثر الذي تواجهه القضية الفلسطينية، من زوايا مختلفة، غير أن حماس تحمل على عاتقها الجانب الأكبر منها، فهي لطالما درجت على الاستفادة من تناقضات المشهد الفلسطيني، وتوظيفه بالطريقة التي تخدم مصالحها وأيديولوجيتها، دون اعتبار للمخاطر الاستراتيجية التي تحيق بالقضية.
وأعرب أنور، عن عدم تفاؤله بالخطاب الذي تبناه وفد الحركة في القاهرة، لافتا إلى أن “خطاب حماس مفتعل، ويحاول ضرب عصافير سياسية عدة بحجر واحد”، والعبرة بالخطوة التالية، فعندما يغادر وفدها مصر قد يتغير الخطاب ويعود إلى رماديته المعهودة التي تحمل دلالات كثيرة ومتناقضة.
وأبدت حماس استعدادها لحل اللجنة المسؤولة عن إدارة شؤون غزة، وتمكين حكومة الوفاق للقيام بمهامها في غزة، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. ويعتقد البعض من المراقبين أن وفاء حماس بحل هذه اللجنة سوف يعطي دفعة جيدة لمناقشة ملف المصالحة، ويشجع أبومازن على الانفتاح جزئيا عليها.