في مئوية وعد بلفور
2017-09-28
يصادف الثاني من شهر تشرين الثاني القادم ، الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور المشئوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض'. وذلك بموجب الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
ويعدُّ وعد بلفور الركيزة الأساسية لإقامة دولة الكيان الصهيوني في فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني من وطنه، وأحد الأسباب الرئيسية لنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948. وتتحمل الحكومة البريطانية منذ صدور وعد بلفور المسؤولية القانونية الدولية عن اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها وإقامة دولة الكيان الصهيوني في فلسطين بما رافق ذلك من جرائم وكوارث حلت بالشعب الفلسطيني على يد العصابات الصهيونية وحكومة الانتداب البريطاني.
ومنذ ذلك الوقت لحق بالشعب الفلسطيني المزيد من الكوارث والجرائم والنكبات التي أدت إلى اغتصاب فلسطين، وتشريد أهلها بحيث أصبح أكثر من نصف الفلسطينيين الذين يعدون بالملايين، لاجئين يعيشون خارج وطنهم في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية، علاوة على اغتصاب حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ومنعه من العودة إلى وطنه، وإقامة دولته الفلسطينية على أرضه أسوة بكل شعوب العالم.
ورغم كل القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة التي تدين جرائم الاحتلال في فلسطين وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه بموجب القرار الدولي رقم 194 وغيرها من القرارات الدولية التي تؤكد على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إلاّ أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترفض الامتثال للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية التي تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، كما ترفض الحكومة البريطانية حتى الآن تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية عما لحق بالشعب الفلسطيني من كوارث ونكبات ومعاناة على مدى أكثر من مائة عام.
وتكتسب الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور هذا العام أهمية بالغة، وتتطلب من أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن وفي بلدان المهجر واللجوء والشتات إحياء هذه الذكرى الأليمة بمزيد من الوحدة ورص الصفوف لمواصلة الكفاح الوطني حتى تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة في العودة والاستقلال وتقرير المصير.
ورغم الجهود والتحركات التي بذلها الشعب الفلسطيني في الوطن وفي بلدان المهجر والشتات خلال هذا العام لدفع الحكومة البريطانية لتحمل مسؤولياتها القانونية والدولية والأخلاقية عن إصدار وعد بلفور المشؤوم الذي أدى إلى نكبة فلسطين وإقامة دولة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين، إلاً أن الحكومة البريطانية ماضية في دعم دولة الاحتلال الأسرائيلي وتنوي الاحتفال ومباركة الذكرى االمئوية لوعد بلفور الأمر الذي يتطلب استنفار جهود وفعاليات شعبنا وخاصة في بلدان المهجر والشتات لمواصلة حملته ضد الحكومة البريطاني لتحمل مسؤلياتها عن هذه الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ مائة عام.
وفي هذا الصدد تتوجه دائرة شؤون المغتربين إلى عموم الجاليات والاتحادات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في بلدان المهجر والشتات بهذا النداء من أجل تحقيق ما يلي :
1- إحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور في كافة بلدان المهجر والشتات بمزيد من الفعاليات والنشاطات التي تتخذ أشكال المسيرات والمظاهرات والفعاليات الجماهيرية بمشاركة كافة القوى والأحزاب وحركات التضامن الدولية للضغط على حكوماتهم لتحميل الحكومة البريطانية مسؤلياتها القانونية والتاريخية لنكبة الشعب الفلسطيني ودعوتها للاعتراف بدولة فلسطين ودعم نضاله المشروع من أجل تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة والاستقلال وتقرير المصير.
2- توجيه المذكرات والرسائل والعرائض إلى الحكومة البريطانية تطالبها الاعتراف بمسؤولياتها عن الآثار الكارثية التي نجمت عن إصدارها لوعد بلفور، والاعتذار عن هذه الجريمة التي سببت الويلات والنكبات التي حلت بالشعب الفلسطيني منذ مائة عام وتحملها مسؤولية التعويض عنها، والاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية المستقلة كغيرها من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
إن دائرة شؤون المغتربين على ثقة أن عموم الجاليات والاتحادات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في بلدان المهجر والشتات ستحول هذا النداء إلى خطة عمل ملموسة بما يتضمنه من فعاليات وبما لديها ما أفكار وفعاليات أخرى بحكم تجاربها الغنية في تحريك الرأي العام العالمي وفي تفعيل البرلمانات والأحزاب وحركات التضامن الدولية لإسناد نضالنا الوطني المشروع وفي تحميل الحكومة البريطانية المسؤولية الدولية عن وعد بلفور المشؤوم وما يترتب علي ذلك من مسؤوليات قانونية وأخلاقية.