المصالحة الفلسطينية من منظور اسرائيلي: ما الذي تغير؟
2017-10-02
ذكرت صحيفة ذا ماركر العبرية الصادرة اليوم في تحليل معمق حول تحقيق المصالحة االفلسطينية بين حركتي فتح وحماس بعد احد عشر عاما،.التحليل قال " ان هناك سلسلة تغيرات اقليمية وعالمية مكنت حركتي فتح وحماس من التقارب وامكانية التوصل الى اتفاق مصالحة وطنية في تحليل لافاق المصالحة والعقبات التي تعترضها والموقف الاسرائيلي منها.
الانفصال الذي عاشته فتح وحماس على مدى11 عاما شهد لحظات تفاؤل وخيبات وكل الاتفاقات السابقة التي وقعت لم تنفذ لذا فالشارع الفلسطيني اعتاد على الانفصال الناجم عن اسباب ايدلوجية وصراع كراسي وسلطة وعدم الالتفات الى المصلحة الوطنية العليا.
ليوم ايضا ورغم التفاؤل الذي تشيعه وسائل الاعلام فان الشارع يفضل اتخاذ موقف حذر والانتظار.
بعد الاحتفالات في القطاع سياتي وفد الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله بالتزامن مع تصريحات متبادلة تشيد باهمية الوحدة لكن الاختبار سيكون الاسبوع القادم بعد ان يجتمع ممثلي فتح وحماس في القاهرة للبدء بجولة محاثات جديدة والمس بالقضايا التي منعت تحقيق الوحدة حتى اليوم.
مصر نجحت في تحقيق اختراقة بين الطرفين ودفعهما لتطبيق اتفاق القاهرة منذ العام 2011 دون حل معضلة 40 الف موظف والامن والسلاح والسيطرة على المعابر والانتخابات ودخول حماس لمنظمة التحرير وغيرها من القضايا.
مصادر من حماس وفتح تؤكد ان هذه المرة الامور مختلفة وان التوجه هو للتوصل الى اتفاق وان هناك جدية على ضوء ما يشهده الاقليم من تغيرات.
ماذا تغير؟
مصر عادت للعب دور الوسيط، فقد اعدت على مدار اربعة شهور وبشكل مدروس بعناية للمفاوضصات بين الطرفين واتخذت قرار استراتيجي بالعودة الى دورها الريادي في التوسط وقيادة المنطقة سياسيا عشية اعلان امريكا عن خطتها للسلام حتى نهاية العام.
هناك تداخل مصالح مع مصر التي ضغطت على حماس والسلطة من اجل استعادة دورها الاقليمي وهذا لن يكون دون ان تبلور موقف فلسطيني موحد من المفاوضات مع اسرائيل .
من الناحية الامنية تعتبر غزة الساحة الخلفية لمصر وذخر امني قومي لانها لا تريد ان تراها وهي تتحول الى امارة لحماس ينطلق منها الارهابيين الى سيناء لذا فرضت الحصار وعادت وخففته من اجل تقريب حماس منها.
قيادة حماس الجديدة
تم انتخاب قيادة جديدة لحرلركة حماس يقودها اسماعيل هنية ويحيى السنوار وبخلاف خالد مشعل يبدي الزعيمان برجماتية ومرونة سياسية وسيطرة كاملة على الجناح العسكري للحركة بفضل مهمة السنوار المزدوجة كرئيس للحركة ورئيس جناحها العسكري وهذا ما يسهل الية اتخاذ القرار.
القيادة الجديدة تتهيئ للتاثير على العملية السياسية التي ستنطلق قريبا وذلك من خلال وثيقتها السياسية الجديدة والتي جاءت لتلين موقف الحركة ومن حجم الانتقاد الدولي لها ووضع موطئ قدم في الحالة السياسية الجديدة.
ازمة قطر والدول الخليجية واتهامها بدعم الارهاب ادخل حماس في مازق جدي الان قيادتها تتواجد هناك وتتمتع بدعم مالي قطري.
علاقة حماس مع الاخوان المسلمين واتهام الاخيرة بالاهاب دفع حماس الى الابتعاد عنها بشكل رسمي من اجل بناء شراكة استراتيجية مع مصر وتخفف الحصار عن القطاع وافقت حماس على الشروط المسبقة التي وضعها ابو مازن وحلت اللجنة الادارية ووافقت على اعادة السلطة الى غزة وتسلمها مهامها التوجه الى انتخابات تعد لها حكومة وحدة وطنية ساحبة بذلك ذرائع الرئيس السابقة.
زوال الفيتو الامريكي الاسرائيلي
مصادر من فتح وحماس اكدت ان الادارة الامريكية واسرائيل ازالوا تحفظهم من موضوع المصالحة وذلك بعد اجتماع ترامب ونتنياهو مع السيسي في نيونيورك وهو ما مكن الرئيس محمود عباس من التقدم في مسار المصالحة دون الخشية من العقوبات الامريكية والمساعدات التي تتلقاها.
ترامب يريد ان يشيع اجواء اقيليمية مريحة قبل اعلان خطته السياسية وما يطلق عليها صفقة القرن والرباعية الدولية نشرت اعلان باركت فيه الخطوة دون ان تذكر حماس بالاسم.
اسرائيل تريد هدوء على الجبهة الجنوبية
المستوى السياسي في اسرائيل سلم بحكم حماس في القطاع ولا يرغب في استبداله بسبب الهدوء الذي وفره على المدى البعيد خصوصا ان اسرائيل مشغولة في التهديد الايراني وتمركز ايران في سوريا لذا فان بقاء الجبهة الجنوبية هادئة يعتبر هدف اساسي سوف يعززه التقارب الفتحاوي الحمساوي.
اعتبارات الرئيس عباس السياسية
الرئيس ابو مازن يخشى من خطة السلام الامريكية لانها حسب تقديراته ستتضمن بنديين اساسيين سلام اقليمي عربي اسرائيلي وحكم ذاتي موسع للفلسطينيين ولذا فانه سيحتاج الى حماس والفصائل الاخرى من اجل مجابهتها.
الرئيس يدرك انه وصل الى نهاية طريقه السياسية وهو يريد ان يختمها بانجاز وتسجيل انه من استطاع ان يوحد الفلسطينيين وليس كمن اورث شعبه الانقسام.
الرئيس يريد ايضا ان يفشل التقارب بين حماس ودحلان خصمة السياسي خصوصا ان دحلان توصل الى سلسلة مبادئ شكلت موطئ قدم له في القطاع وهيئته للعب دور اهم في تقاسم الكعكة في غزة لذا فان شرط ابو مازن هو الغاء التفاهمات مع دحلان وهو امر يعتقد انه قادر على انجازه الان.
الى اين تتجه الامور:
ابو مازن يرفض نموذج حزب الله في لبنان.
حماس تريد من السلطة ان تهتم بالشان المدني فقط بينما تبقي السيطرة على الارض بيدها بقوة سلاحها.
قضية السلاح قضية معقدة وحساسة وحماس تعلن انه سوف يبقى بيدها.
نفترض ان مصر ستحاول ان تبلور مخارج مقبولة على الطرفين للتقدم ببطئ وليسوا معنيين بتفجير الاوضاع بسبب قضايا حساسة.
لذا ورغم التغيرات الاقليمية الهامة والتغيرات في حركة حماس ولكن السؤال يبقى هل هذه التغيرات كافية للوصول الى اتفاق وتامين مصالح الطرفين او التقائهما؟؟
الزمن وحدة سيجيب على هذا السؤال لاننا في الشرق الاوسط وهنا كل شيء ممكن.
لا اجاية محددة على هذا التساؤل لان الوضع سائل وقد يكون كل ما نشهده مجرد ادعاء سيتكشف زيفه كلما تقدمنا في التطبيق وقد يكون هناك احتمال حقيقي لانجاز المصالحة.