:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/13864

نعم أنا «مُخلّلة» بسب سلوك نتنياهو -يديعوت

2017-10-25

كان يمكن لهذا ان يكون خطاباً احتفالياً، رسمياً. يوجد ما يكفي من الامور التي يمكن لرئيس الوزراء أن يقولها لمواطني دولته، وتوقيت بدء دورة الكنيست فرصة جيدة لذلك، ولا سيما من امتنع بثبات عن لقاء الصحافة الإسرائيلية، وكل ما يسمعه الجمهور منه هي خطابات حماسية في لقاءات التأييد التي يعقدها "الليكود".
كان يمكن لرئيس الوزراء ان يستخدم هذا الخطاب من أجل شيء تصالحي، ملطف، موحد، مرة واحدة وبعد سنوات من تغذية الشقاق والنزاع، ليكون ما ينتظر من زعيم ان يكون. ان يذكرنا بانه ذات مرة كان رؤساء الوزراء هم لنا جميعا. كانت أزمنة، احداث، خطابات وحتى لحظات شعرنا فيها باننا شعب واحد. كان هنا زعماء، من اليمين ومن اليسار، عرفوا بين الحين والاخر كيف يترفعون عن السياسي، الشخصي، المصلحي. ليس دوماً، ليس كثيراً، ولكن احياناً.
ولكن هذا أقوى منه. الاحتقار، الاستخفاف، المقت والاستياء سيطرت على نتنياهو، أول من أمس، أيضا، بالضبط مثلما في المرات التي وقف فيها أمام نشطاء "الليكود" يحرض مؤيديه ضد المعارضة، ضد اليسار، ضد الإعلام، ضد النيابة العامة – ضد كل ما يخيل له أنه ضده وضد عائلته.
نتنياهو، مفوت الفرص الوطني، فوت هذه الفرصة هذه المرة ايضا. وقد بقينا مع خطاب "المخللات"– كل من برأي رئيس الوزراء "مخللات ويطيرون"، ولعل هذا هو تعبير مجازي عمن ينتقدون سياسته، قيمه، ونمط حياته. إذ كيف يمكن، برأي نتنياهو، ان يكون المرء غير راض عما يحصل في الدولة وان يسافر ايضا الى لندن أو الى برلين. كيف يمكن للمرء أن يحب البلاد بكل روحه، وفي الوقت ذاته أن ينتقد رئيس وزرائنا؟
"المخللات" هي برأي نتنياهو ملائكة التخريب لدولة اسرائيل. اولئك الذين لا يفكرون مثله. اولئك الذين ليسوا ميري ريغف، دافيد بيتان، ونافا بوكر. "المخللات" هم المعارضة، وسائل الاعلام، حماة الحمى. كل اولئك الذين ينظرون بعيون تعبة الى ما يحصل في دولتنا. الى ما سرنا اليه.
نعم، سيدي رئيس الوزراء، نعم أنا "مخللة". مثل الكثير جدا من المواطنين "المخللات" الاخرين الذين يرون الى أين تأخذنا هذه الحكومة. نحن "مخللات"حين نرى الاستخفاف الذي تبديه تجاه التحقيقات ضدك، ومن جهة اخرى تفعل كل ما هو ممكن لوقفها لدرجة تهديد رئيس الائتلاف بالتوجه الى الانتخابات. نحن "مخللات" للاسباب التي ذكرها، أول من امس، رئيس الدولة، والذي بشجاعة فعل ما كنا نتوقع من منتخبينا أن يفعلوه – وانتقد بشدة دولة "كله سياسي" التي صرنا عليها. الاعلام سياسي، المؤسسات الديمقراطية سياسية، المحكمة العليا سياسية، جهاز الامن سياسي، وحتى الجيش الاسرائيلي سياسي. نحن "المحللات" بسبب الانتقاد الذي وجهه اليك، أول من امس، المستشار القانوني للحكومة حين تحدث عن القانون الفرنسي الذي تتصدره انت كي تنقذ نفسك من لائحة الاتهام المحتملة ضدك.
نعم، سيدي رئيس الوزراء، نحن "مخللات" بسبب الامور التي احصاها رئيس المعارضة في خطابه الاتهامي: نحن "مخللات "ومحبطون وخائبو الامل من وضع ووجه اسرائيل، على حد قول هرتسوغ.
نحن "مخللات" سيدي رئيس الوزراء لاننا تحت حكمك نشعر باحساس مخلّل.