:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/13925

الاعتذار الاسرائيلي الخفي.. بين الرغبة في التصعيد مع غزة والخوف منه

2017-10-31

جاء نفي جيش الاحتلال الصهيوني علمه بوجود مقاومين في النفق الذي تم استهدافه، والذي عدّته أوساط صهيونية اعتذارا للمقاومة، ليكشف خوفا داخل الكيان الصهيوني من رد فعل المقاومة على جريمته النكراء.
وسلط الإعلام العبري الضوء على استهداف الاحتلال للنفق والذي أسفر عن استشهاد وإصابة عناصر من القسام وحركة الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن قادة الاحتلال عاجزون عن توقع رد فعل المقاومة الفلسطينية.
التداعيات المتوقعة للتصعيد الصهيوني وعلاقته بالمصالحة الفلسطينية، وفق ما رصد من الإعلام العبري.
نقل موقع "واللا نيوز" عن الكاتب آفي سخروف، قوله، إن هذا الأسبوع كان من المتوقع أن يكون أسبوعا احتفاليا بامتياز في غزة، حيث سيتم تنفيذ أول خطوة عملية على الأرض فيما يخص اتفاق المصالحة، غير أن تفجير النفق قلب الموازين وحول غزة مرة أخرى إلى حالة من الشهداء والأنفاق والوضع المتفجر.
ولفت إلى أن السر في توجيه تلك الضربة الآن من "إسرائيل" هو علمها أن المقاومة معنية الآن بإتمام المصالحة كونها هدف مركزي بدأت خطواته العملية الآن، ولذلك يصعب المغامرة بمصير 2 مليون شخص في القطاع بسبب عملية قال إنها أحبطت داخل أراضي الكيان وليس خارجه، بحسب زعمه.
عضو الكنيست حاييم يلين قال أيضا لإذاعة الجيش الصهيوني إن "إسرائيل" توجهت لـ"حماس" بإشارة إلى أن وجهتها هي التهدئة، لكن جيش الاحتلال وضع نفسه في حالة تأهب قصوى حيث نشر مزيدا من القبة الحديدية.
إليكس فيشمان أيضا في "يديعوت أحرونوت" كتب اليوم حول النفق المدمر وربطه بالمصالحة، قائلا إن "إسرائيل أظهرت يوم أمس قدرتها ليس فقط على تحويل الأنفاق إلى مقابر، ولكن أيضا قدرتها على دفن اتفاق المصالحة الفلسطينية".
وأضاف الكاتب "في حال رد الجهاد الإسلامي سترد إسرائيل وستتبادل الردود والتي من شأنها أن تجذب حماس إلى المعركة، في مثل هذه الحالة يمكن للمصريين أن ينسحبوا من قطاع غزة، وأن يقولوا للأمريكيين أن حلم خطة المصالحة الإقليمية يمكن أن يكون مجمدا، ومن ضمنه المصالحة بين فتح وحماس والتي هي جزء منه".
صحيفة "اسرائيل اليوم" ذكرت أن الاتحاد الوطني طلب اليوم إجراء نقاش مستعجل والتحقيق فيما أسماه "الاعتذار الغريب" بعد تصريحات الناطق باسم الجيش من أنه لم تكن لدى الجيش نية لقتل مقاومين، وأنه لم يستخدم مواد سامة وقتل المنقذين نَجم عن استنشاقهم الدخان بعد الاستهداف.
يوني بن مناحم غرد على "تويتر بالقول: "هل وزير الجيش ورئيس الأركان هم من سمحوا للناطق باسم الجيش بتقديم رسالة اعتذار على قتل (المخربين) في النفق ؟؟ هذا يعني أن نتنياهو على علم بذلك ونحن بحاجة إلى معرفة ما يحدث هنا".
موقع "0404" كتب أيضا "من عصر الاغتيال لعصر الاعتذار "للإرهابيين" ، قائلا: "جيش ليبرمان سرعان ما أصبح أولئك الذين وعدوا باغتيال هنية في غضون 48 ساعة يقدمون اعتذارات عن قتل (إرهابيين)"، مشيرا إلى أن الكيان بحاجة لوزير "دفاع" يقرر التهديد وينفذه مباشرة.
يوسي ميلمان من صحيفة "معاريف" قال أيضا إن المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني غير معنيين بمواجهة عسكرية غير أنهم مستمرون بالاستعداد لها.
وفي سياق متصل قال المراسل العسكري للقناة العاشرة: "الجيش الإسرائيلي دخل في حالة تأهب قصوى في قيادة الجنوب، وتم عقد لقاء بين قادة الجيش ورؤساء المجالس في مستوطنات الغلاف، وتم إدخال قوات في غلاف غزه من عدة ألوية تابعة للمشاة والمدرعات، وخاصة لواء المظليين وكتيبة 401 التابعة للمدرعات وقوات عديدة من المشاة، ووضعت القبة الحديدية في حالة استنفار".
الإعلام الصهيوني أظهر حالة تناقض القيادة الأمنية؛ حيث سارع جيش الكيان إلى ادعاء أن النفق مراقب منذ فترة، وتم تفجيره بوسائل تكنولوجية متقدمة، من جانب آخر نفى علمه بوجود مقاومين فيه".
في الأيام الأخيرة شهدت المنطقة المحاذية للقطاع حالة من الاستنفارات المختلفة؛ فمنذ أيام نشر الجيش قبته الحديدية ويُطلق من حين لآخر صافرات الإنذار، كذلك أعلن عن التجنيد لصفوفه عبر الوسائل المختلفه؛ مما يشير بوجه قاطع أن قيادة الكيان كانت تخطط لهكذا عملية.
الاشارة الى أن قضية الوسائل التكنولوجية هي من كشفت النفق يُعد تبريرا وتخويفا؛ تبرير يُفنده الاستنفار الأمني السابق وأن قيادة الجيش الاسرائيلي كانت على اطلاع سابق بوجود النفق الهجومي، إما عن طريق العملاء الذين يُراقبون المقاومين، وإما عن طريق المناطيد المنتشرة فوق القطاع بشكل دائم، وتخويف للمقاومة بأن الوسائل التكنولوجية الحديثة مجدية وناجعة.
إسرائيل" لم تستطيع التنبؤ برد المقاومة؛ من جهة أخرى المقاومة غير معنية بردود فعل ضخمة على جيش الكيان ممكن أن تجر القطاع إلى حرب جديدة، وهو ما يزال يتعافى من آثار الحرب الأخيرة على القطاع.
على المقاومة أن ترد على جريمة الكيان برد مناسب يمنعه من التمادي على القطاع، ويؤسس لمرحلة جديدة من المقاومة المشتركة على أرضية المصالحة، تثبت من خلالها المقاومة أن المصالحة جاءت لتزيد قوة المقاومة وليس العكس.