الجبهة جاهزة للاشتعال: بانتظار الشرارة ! -يديعوت
2017-11-14
في الـ 48 ساعة الأخيرة زال آخر كابحين منعا عملية الثأر التي يخطط لها «الجهاد الاسلامي» رداً على تدمير النفق وقتل 12 من نشطاء «الارهاب» الفلسطيني.
أُزيل الكابح الاول في نهاية الاسبوع عندما فهم «الجهاد الاسلامي» بأن أربعة من رجاله الذين علقوا في النفق قتلوا وان محاولاته للوصول الى جثثهم أو تلقيهم من إسرائيل لن تعطي ثمارها. وما أن زال الامل في الوصول الى الجثث، حتى أُزيل الكابح لعملية الثأر. اما الكابح الثاني، فهو المصالحة الفلسطينية الداخلية، التي دخلت في حالة إبطاء الى درجة الشلل. هذه المصالحة المتعثرة، التي كانت حتى قبل بضعة أيام لا تزال تبدي علامات الحياة، علقت في الصدع الذي بين إيران والسعودية في لبنان وفي اليمن. فقد استدعى السعوديون ابو مازن على نحو مفاجئ. يخشى السعوديون من إمكانية ان تسيطر الذراع العسكرية لـ «حماس»، التي انتقلا من قطر إلى بيروت، على القوة العسكرية الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في لبنان وتنقلها الى خدمة المحور الإيراني. أما الإيرانيون من جهتهم فلم يسكتوا، وطلبوا من وفد من «حماس» بالمجيء من قطر لزيارة رسمية الى بيروت. وهكذا فان شلل خطوات المصالحة يخفض دافع «حماس» لمنع «الجهاد الاسلامي» والحفاظ بكل ثمن على الهدوء على الحدود مع اسرائيل.
ليس صدفة أن اصدر منسق اعمال الحكومة في «المناطق» تحذيراً مباشرا لـ «الجهاد الاسلامي». ففي اسرائيل يعرفون، حسب المنشورات، بأن التعليمات لعملية الثأر صدرت منذ الآن من قيادة «الجهاد الاسلامي» في دمشق. ومن المعقول جدا الافتراض بان لاسرائيل فكرة ما عن النوايا والاستعدادات في الجانب الاخر ومع ذلك يمكن دوما ان تكون هناك مفاجأة تجبي ثمنا باهظا. وبالتالي فان اسرائيل لا تزال تجرب الردع: تحذيرات علنية، رسائل سرية، وتشديد الجاهزية والحضور العسكري البارز للعيان، بما في ذلك مناورة قيادة المنطقة الجنوبية في قطاع غزة.
وفي هذه الاثناء تحفز وسائل الاعلام الفلسطينية في غزة رياح الحرب، وتدعي بأن إسرائيل تحاول تسخين الحدود، مع توصيفات وكأنها عقدت من تقارير المراقبين على الخط. وحسب هذه التوصيات فان اسرائيل تستخدم على طول الحدود مركبات غير مأهولة، سيارات جيب وسيارات هامر. كما يقولون ان اسرائيل تستخدم بالونات الرقابة بحجوم اكبر مما في الماضي، والتي تحمل منظومات الكترونية استثنائية في حجمها، وعن عدد استثنائي من الطائرات غير المأهولة في السماء. اضافة الى ذلك زعم ان الجيش الاسرائيلي يبني كثبانا للدبابات، وأن العمل على الجدار الامني توقف، ومثله أيضا النشاط الزراعي الاسرائيلي على طول الحدود.
الخلفية جاهزة للاشتعال. وليس لاسرائيل أي مصلحة في اتفاق المصالحة الفلسطيني؛ ولهذا فان ردها على كل محاولة مس بالبلدات او بالجنود – او عملية في اي جبهة اخرى خارج قطاع غزة – يمكن أن يكون بحجوم تعتبر غير متوازنة. دافع «الجهاد» للثأر واضح. أما «حماس»، فمن خلال إشعال النار بحجم محدود، ستبعث بتقديرها ضغطاً أميركاً ومصرياً على اسرائيل لوقف النار، وضغطا على السلطة للعودة الى محادثات المصالحة. وإذا كانت كل المصالح لإضرام الشعلة تلتقي فستكون هناك شعلة.