:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/14341

أبو ليلى: المطلوب تطبيق الاستراتيجية الوطنية البديلة وليس البحث عنها

2017-12-24

عقدت كتلة الوحدة العمالية، الإطار العمالي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مؤتمرها الإقليمي الخامس لمنظماتها في الضفة بما فيها القدس العاصمة، بحضور صف عريض من قادة القوى والفصائل الفلسطينية، وقيادات الحركة العمالية، ووسط شعارات وهتافات تندد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، و تؤكد على التمسك بالقدس عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة.وحضر المؤتمر النائب قيس عبد الكريم ( أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور واصل أبو يوسف منسق القوى الوطنية والإسلامية، وبشير الخيري عضو المجلس المركزي الفلسطيني، ومن الشخصيات النقابية حيدر إبراهيم الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين، وشاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات العمال، وراسم البياري، وحسين العابد، وآمنة الريماوي، وخولة عليان، ومحمود زيادة ومحمود خليفة، إلى جانب عدد من رؤساء واعضاء الهيئات الإدارية للنقابات العمالية والمهنية والاتحادات الشعبية، وأعضاء المؤتمر المنتخبين من قبل المؤتمرات القاعدية واللوائية.وبدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، وعزف السلام الوطني الفلسطيني، ثم رحبت النقابية عائشة حموضة بالحضور وتحدثت عن أهمية عقد المؤتمر في هذه المرحلة الدقيقة من حياة الشعب الفلسطيني والطبقة العاملة، حيث تتجلى أروع صور ومظاهر الوحدة الوطنية في مواجهة القرار المشؤوم للرئيس الأميركي، وحيث يتحد الشعب الفلسطيني وقواه الحية وفي القلب منها الطبقة العاملة ليجدد انتفاضته الشاملة دفاعا عن القدس والحقوق الوطنية الثابتة.وألقى النقابي عزمي أبو الرب كلمة كتلة الوحدة العمالية، فحيا المواقف العربية والدولية الداعمة لحقوق شعبنا في القدس، مشيدا بشكل خاص بمواقف اتحادات العمال العربية والدولية، وتحدث عن ارتباط النضال الوطني بالنضال الاجتماعي، واشار إلى أن الطبقة العاملة الفلسطينية كانت وما تزال في قلب معركة الحقوق الوطنية الفلسطينية، كما أنها الطبقة التي تتحمل العبء الأكبر من ممارسات الاحتلال وسياساته القمعية، وكذلك العبء الأكبر في التصدي لهذه السياسات.ودعا المتحدث الحكومة الفلسطينية إلى اعتماد سياسات اقتصادية واجتماعية تعزز صمود المجتمع وبالأخص الطبقات الكادحة والفقيرة، وطالب باسم الكتل بتطوير التشريعات العمالية، ومراقبة تطبيق قانون العمل وقانون الحد الأدنى للأجور، ومتابعة توفّر شروط السلامة والصحة المهنية، وإيجاد أماكن عمل بديلة في المشاريع الوطنية للعاملين في المستوطنات،وإيجاد مظلة فعالة ومتوافق عليها للضمان الاجتماعي.واشار إلى أن مؤتمر الكتلة يأتي تتويجا لعملية ديمقراطية واسعة شملت عقد 187 مؤتمرا قاعديا قطاعيا وجغرافيا، مجددا تمسك الكتلة بوحدة الحركة العملية الفلسطينية على أسس ديمقراطية ووفق مبدأ الانتخاب من أدنى إلى أعلى بعيدا عن كل أشكال الوصاية والتدخل والتسلط على الحركة العمالية.كلمة القوى والفصائل الوطنية ألقاها الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، فنوّه إلى الانتصار الكبير الذي حققته فلسطين خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبموجة التضامن الدولي والعربي والإسلامي الواسعة دعما لحق شعبنا في بناء دولته المستقلة بعاصمتها القدس ورفضا لقرار الرئيس الأميركي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. واشاد ابو يوسف بانتفاضة شعبنا ضد قرار ترامب مؤكدا أنها هي العامل الأهم في استقطاب الدعم والتاييد الإقليمي والدولي، وتوقّع أن جلسة المجلس المركزي المقبلة المقرر عقدها في منتصف الشهر القادم سوف تبحث سلسلة من الخطوات والإجراءات التي تعزز وحدة شعبنا في دفاعه عن حقوقه الوطنية وعن عاصمته المقدسة.وتحدث في المؤتمر شاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات العمال في فلسطين فاشاد بدور كتلة الوحدة العمالية ومساهمتها التاريخية في رفد الحركة النقابية وبناء أطرها وتطويرها، وأكد على الشعار الذي يوحد شعبنا وقيادته وهو أن لا دولة فلسطينية من دون القدس ولا سلام من دون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.واضاف أن الاتحاد ماض في إنجاز الوحدة النقابية من أجل حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة الفلسطينية ومنها حقها في العدالة الاجتماعية، والحماية الاجتماعية، والتمسك بحركة نقابية حرة ومستقلة في ظل انتخابات تشمل جمهور الشغيلة والكادحين وكافة أبناء الطبقة العاملة.كما ألقى النائب قيس عبد الكريم ( أبو ليلى) كلمة الجبهة الديمقراطية، فاشاد دور الطبقة العاملة في مجرى النضال الوطني مؤكدا أن تلبية حقوق الطبقة العاملة والاستجابة لمطالبها هو ما يضمن الحفاظ على ثوابت الإجماع الوطني، ويحافظ على زخم الكفاح ضد الاحتلال.وأوضح أبو ليلى أن تطورات الأسابيع الأخيرة أوضحت جملة من الحقائق، في مقدمتها الاستعداد العالي لشعبنا وجماهيرنا للنضال والتضحية من أجل حقوقنا الوطنية وعلى رأسها القدس، كما أظهرت عزلة دولة الاحتلال وحليفتها الإدارة الأميركية، وكشفت أن صفقة ترامب المزعومة ما هي إلا وصفة لتكريس الاحتلال والاستيطان، وإبقاء الشعب الفلسطيني محشورا في معازل وخاضعا للاحتلال ومحروما من ابسط حقوقه الوطنية والإنسانية.وقال أن كل دول العالم الفاعلة والمؤثرة وقفت مع شعبنا وحقوقه ورفضت التهديدات الأميريكة، حتى أن دولا فقيرة وضعيفة مثل بوتسوانا رفضت الابتزاز الأميركي ورفضت مقايضة إرادتها الحرة بالمال والإغراءات.واضاف ابو ليلى "لسنا بحاجة إلى البحث في أو تحديد استراتيجية وطنية بديلة، فهذه الاستراتيجية قد تحددت واتضحت، وجسدتها جماهير شعبنا على الأرض، كما أنها وردت في خطاب الرئيس أبو مازن خلال القمة الاسلامية في استانبول، وما تلاها من خطوات سياسية وديبلوماسية وخاصة اللجوء للأمم المتحدة"، والمطلوب الآن هو التوحد على تطبيق هذه الاستراتيجية بتطوير الانتفاضة إلى حالة عصيان وطني شامل، ومواصلة العمل على تعزيز مكانة دولة فلسطين بالانضمام إلى باقي المنظمات، وليس فقط الاتفاقيات، الدولية، وتحريك دعاوى ضد دولة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية.وتلقى المؤتمر عددا كبيرا من برقيات التضامن والتأييد من قبل كافة الكتل والأطر العمالية الفلسطينية، ومن رئاسة الاتحاد العربي للنقابات، وعدد من الأطر والاتحادات العمالية في تونس والأردن ولبنان والمغرب ومصر واليونان.وجرى في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم عدد من قادة ومؤسسي كتلة الوحدة العمالية وهم الشهداء أحمد الكيلاني، ورضوان زيادة، وخالد أبو هلال، وربحي بركات، وفي ختام أعماله انتخب المؤتمر مجلسا عاما للكتلة مؤلفا من 63 عضوا، والذي سينخب عن أول اجتماع له مكتبا إقليميا وسكرتيرا عاما للكتلة.