الوزير لامن نتنياهو - هآرتس
2017-12-24
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في خطابه قبل يومين في اجتماع الليكود في كفار همكابيا منح فرصة اخرى للجمهور الاسرائيلي للوقوف عند طبيعتع. والمفاجأة هي انه لا مفاجأة. نتنياهو مثل نتنياهو. لا قيمة، مؤسسة او شخص ليس مستعدا لان يضحي به كي ينقذ جلدته، ولا طريقة ليست شرعية بنظره لتحقيق مبتغاه.
بلا تردد – وللجحيم بالدولة، الرئيس، الحكومة، الليكود – حرض نتنياهو الجمهور ضد الشرطة: "ها هي حقيقة، مشكوك أن تكونوا أنتم او الجمهور يعرفها"، قال وكأن به يفشل سريا، "الغالبية الساحقة من توصيات الشرطة تنتهي بلا شيء. أكثر من 60 في المئة من توصيات الشرطة تلقى الى القمامة. أكثر من 60 في المئة لا تصل الى لائحة اتهام. وهذه توصيات عن الاف المواطنين العاديين وعدد لا يحصى من الشخصيات العامة، الوزراء، النواب".
ان الروح الهدامة لنتنياهو تسود كل شيء، حتى على وزير الامن الداخلي، جلعاد اردان، الذي يقف جانبا ويجبن. وبدلا من أن يخرج صراحة ضد نتنياهو ليدافع عن الشرطة التي توجد تحت مسؤوليته يعتقد أردان بانه "في بعض ما قاله رئيس الوزراء يوجد حق"، وان كان "لا يوافق على الاسلوب او على التفسير الذي يمكن ان يعطى للامور".
بعد سنوات من تحريض الجمهور ضد اسحق رابين، ضد مهندسي اوسلو، ضد اليسار، ضد عرب اسرائيل، ضد الاعلام، ضد منظمات حقوق الانسان، ضد المحاكم، ضد الجيش الاسرائيلي، ضد الشرطة وضد من لا – يبدو ان الجمهور اعتاد على هذا الخطاب، ومعظمه ان لم يكن كله يبقى غير مبال حتى في الوقت الذي يروي له نتنياهو عمليا بان الدولة توجد في حالة انقلاب مضاد.
لكن هل يصدق أردان الفرية التي تنسج من أقوال التحريض التي لا تتوقف على لسان نتنياهو – بان الشرطة، مع الاعلام، والصندوق الجديد لاسرائيل، واليسار، والداد ينيف، وميني نفتالي شركاء في الانقلاب ضده؟ وان المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، هو بين المتآمرين ضده؟ واذا كان اردان يفكر هكذا، فلماذا لا يوقف الانقلاب، وتستبدل قيادة الشرطة ويطاح بالمفتش العام؟ واذا لم يكن كذلك، فكيف يحتمل الا يخرج اردان لحماية الشرطة ومن يقف على رأسها؟
بخلاف الديماغوجيا السامة والتحريض الخطير من جانب نتنياهو، فان من يوجد تحت التحقيق هو رئيس الحكومة، وليس حكومته. نتنياهو يستخدم النواب، الوزراء، الشخصيات العامة والمواطنين كدروع بشرية، ولكن من الافضل لهؤلاء ان يحذروا من أن يجرهم معه الى الاسفل.
من واجب وزراء الحكومة واصدقاء نتنياهو في الكنيست والحزب أن يقفوا بالمرصاد وان يدافعوا عن المؤسسات، الاجهزة وسلطة القانون المودعة في ايديهم ضد هذه العربدات. عليهم أن يمنعوه من أن يدفع الى الانهيار كل أجهزة الحكم في اسرائيل.