:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/14585

طرد السود .. «بروفة» لترحيل الفلسطينيين!-هآرتس

2018-01-29

سواء حدث الطرد أو لم يحدث فان اسرائيل تقف امام اختبار مصيري سيشكل مستقبلها، لا أقل من ذلك. لا يمكن أن نهتز من الشر والعنصرية التي تقف خلف نية التطهير العرقي هذه. ابعاد السود غير اليهود بسبب لونهم. ايضا مصير 35 الف شخص يجب أن يمس الشعيرات الدموية لكل اسرائيلي عاقل. ولكن هذا الامر مهم واكثر اتساعا. على الاجندة تقف نوايا بعيدة المدى ومخفية، حتى الآن يتحدث اليمين المتطرف عنها، لكنها ستنضج في يوم ما لتصبح برنامج عمل. طرد طالبي اللجوء الافارقة هو المشروع التجريبي للحكومة والمعارضة.
اذا نجح هذا الطرد الصغير، انتظروا ما سيأتي، استعدوا لترانسفير. إن نجاحه سيبعث الروح في نوايا طرد اخرى. اسرائيل ستستنتج انها تستطيع، ولا يوجد من يوقفها، وعندما تستطيع فهي تعمل دون قيود أو عوائق. مرتين خربت غزة بصورة وحشية، فقط لأنها استطاعت، وستقوم بذلك مرة اخرى، الى أن يوقفها أحد ما. في المقابل، اذا فشل طرد طالبي اللجوء، سيصبح معروفا أنه يوجد لمعسكر الضمير في اسرائيل تأثير وقوة اكثر مما يبدو. وأنه اذا اراد بالفعل، فانه يستطيع. اختباره سيكون هل سيواصل النضال بذات الوسائل والتصميم ضد جرائم اخرى. النجاح الآن سيبعث ايضا روحا جديدة.
لهذا فان سابقة افريقيا مهمة جدا. لذلك لا يمكن الاستخفاف بخطط الطرد والاستخفاف بالنضال ضدها. النضال اعطى ثماره: قائد الطرد، الدكتور شلومو مور يوسف، اعلن أنه سيطرد فقط العازبين في سن العمل. هذا هو التراجع الاول امام ضغط الجمهور الكبير، الاكبر مما هو متوقع، لكن هذا التراجع قليل الاهمية: التنكيل بالرجال ليس اكثر شرعية من التنكيل بالنساء أو حتى الشيوخ. الطرد هو الطرد، نساء أو رجال. لقد حاول مور يوسف أن يحلل بشكل غبي اكل الزواحف، لكن مجرد حاجته الى الاختفاء خلف «نحن نطرد فقط الرجال، لهذا نحن على حق»، هذا انجاز. من المسموح لنا الافتراض أنه في النهاية سيخجل من افعاله وسيستقيل من وظيفته الحقيرة.
ولكن هذا لا يكفي. اذا استمر النضال ضد الطرد، من خلال مظاهر الرفض الحيوية فيه، فان حكومة نتنياهو ستضطر الى التنازل، بدون طيارين لا يمكن نقلهم، وازاء جيوب المعارضة المدنية الواسعة لا يمكن صيدهم. اذا تم تحقق خطة الطرد هذه فسيدرك اليسار أنه مع رفض وتضحية فقط يمكن تحقيق انجازات، أما التجمع في الميادين كعروض مزاجية فلن يفيد. هذا المعسكر سيعرف انه يستطيع احباط جرائم، فقط اذا كان مستعدا للتجند والتضحية، وسيدرك أنه ليس كل شيء محتوما من السماء أو من اليمين. وستدرك الحكومة أنها لا تستطيع فعل كل شيء، وأنه يقف امامها معسكر ضمير نشيط. يجدر أن نذكر أن تطهيرا عرقيا آخر، في الغور وفي جنوب جبل الخليل، لم يثر حتى الآن أي معارضة مدنية حقيقية.
محاولة الطرد القادمة يمكن أن تكون طرد الاعضاء العرب من الكنيست. الجميع سينفون وجود نية، لكن هذا يحدث. من شأن هذه النية أن تتحقق بين عشية وضحاها على صورة اخراجهم خارج القانون بذرائع مختلفة. من لا يريد أن يحدث هذا؟ الجمهور بالتأكيد يريد، والحكومة ايضا. ومن سيقف ضد هذا؟ فقط يجب ايجاد الفرصة. هذا الخطر اقرب مما هو متخيل، من كان يعتقد أنه فقط قبل اربعين سنة استوعبت اسرائيل بفخر كبير عشرات لاجئي القوارب من فيتنام؟
بعد ذلك، في يوم ما، سيطرح برنامج الصنوبر الكبير: طرد الفلسطينيين من «المناطق»، أو على الاقل من جزء منها، في ظل حرب أو انتفاضة، مع ذرائع امنية كبيرة. هذا يمكن أن يحدث. الآن هذا يبدو خياليا، ولكن نجاح طرد اللاجئين سيشجع التفكير بأن الطرد هو خيار عملي. هل هذا يبدو مدحوض؟ بالتأكيد. قبل بضع سنوات كان امر مدحوض التفكير بأن دولة اللاجئين ستحمل بالقوة لاجئين مكبلين الى الطائرات ورميهم لمصيرهم في اماكن بائسة، مثلما تنوي القيام به قريبا.
لهذا من المهم معارضة ذلك الآن.