ربما تعتبر الرغبة في العيش ارهاب ايضا -هآرتس
2018-02-01
التساوق يقتضي من الممثلين الاسرائيليين الرسميين الذين سيسافرون في هذا الاسبوع الى بروكسل تقديم استدعاء لوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني للتحقيق في شرطة معاليه ادوميم بتهمة نشاط ارهابي. باليد الاولى سيحصل ممثلو اسرائيل بواسطة المقاول الفلسطيني من
الباطن على شيك سمين من الاتحاد الاوروبي سيعوض الضرر الذي تسبب به فأس دونالد ترامب وتقليص المساعدات للسلطة الفلسطينية والاونروا (تقليص تمويل السلطة يضر بالتنسيق الامني). وباليد الاخرى سيقدمون استدعاء للتحقيق بتهمة الارهاب ومساعدة الارهاب.
بسبب اوشفيتس أو بسبب العلاقة العلمية – الامنية مع اسرائيل، سيتلقى الممثلون الاوروبيون بابتسامة الاستدعاء للتحقيق. سيقولون "دائما عرفنا أن هناك روح فكاهة عال لدى اليهود".
هم يقولون، وهذا ليس فكاهة، أن هذا استعداد لعملية طرد اخرى. في موقع الكنيست في الشبكة يرفرف علنا تعريف جديد للارهاب: "ارهاب بناء". المجرمون في هذه المرة هم السلطة الفلسطينية والبدو والاتحاد الاوروبي. المحامي والقاضي والمنفذ هو عضو الكنيست موتي يوغف من البيت اليهودي، الذي هو ايضا رئيس اللجنة الثانوية لشؤون طرد الفلسطينيين التابعة للجنة الخارجية والامن والمعروفة ايضا باسم اللجنة الثانوية للشؤون المدنية والامنية في يهودا والسامرة.
لقد سمى يوغف البناء الفلسطيني في الضفة الغربية "ارهاب". نفس المنطقة التي حولها الاحتيال الاسرائيلي الى اساس وجوده: المنطقة ج، التي فيها كل خيمة واسطبل وانبوب مياه تحتاج الى رخصة بناء منا والتي لا نعطيها. ومن يريدون اسكان زوجين شابين في غرفة خاصة بهما أو تغيير الخيمة البالية التي تدلف أو بناء صف في روضة اطفال – يجب عليهم مخالفة قانون السيد.
في يوم الخميس الماضي كانت اللجنة الثانوية لشؤون الطرد مسرورة: في 2017 حدث تقدم في هدم مبان فلسطينية في المناطق ج. جزء منها أقيم بتمويل اوروبي. في جلسات اللجنة دار الحديث دائما عن الوقاحة الاوروبية في تمويل المباني. اللغة التي تخلق الواقع الوهمي، سمتها كرفانات. التجمعات الفلسطينية، سمتها مواقع، ووجودها في هذا المكان لعشرات السنين، سمته سيطرة، والمنطقة المحتلة، سمتها اراضي دولة.
لقد قمنا باختراع تعريف "ارهاب شعبي"، الذي هو مظاهرات لمدنيين ضد جنودنا المسلحين. قمنا بتجريم الوسيلة الشعبية القديمة للنضال غير العنيف ضد الانظمة القمعية كارهاب بي.دي.اس. صرخنا "حرب قانونية" ضد جرأة الفلسطينيين على التوجه الى المحاكم الدولية. الآن
ايضا جرمنا بالارهاب من يبنون مدرسة ومرحاض. وبعد غد سيجرمون بالارهاب بسبب تصميمهم على الحياة.
الحضور في الجلسة ركزوا على قبيلة الجهالين، التي قامت ببناء مدرسة من اطارات السيارات في المنطقة التي تعيش فيها منذ عشرات السنين، والتي تضع مستوطنة كفار ادوميم عينها عليها. الادارة المدنية تصمم على نقل التجمع البدوي للجهالين بالقوة الى منطقة خصصت لها في أبوديس، ضد رغبة أبوديس.
من بين كل المتحدثين في الجلسة تفاخر القائم بأعمال رئيس بلدية معاليه ادوميم، غاي يفراح، بأنه في التسعينيات وفي ذروة المفاوضات في اوسلو ومن اجل توسيع المستوطنة طرد جنودنا وموظفونا مئات من أبناء قبيلة الجهالين من الارض التي عاشوا فيها منذ طردهم من النقب بعد العام 1948.
لقد تم رميهم الى منطقة محددة قرب مكب النفايات في أبوديس. الآن يقول القائم بالاعمال إن تخصيص منطقة اخرى في نفس المنطقة المحددة لحمولة اخرى من نفس القبيلة هو خطأ. "هذا يمكن أن يخلق لدى قبيلة الجهالين، المحاذية لمعاليه ادوميم، الشعور بأن الدولة سلمت بواقع وجودهم هناك".
ما الذي يقوله؟ في الحقيقة، الدولة لم تسلم ايضا بوجودهم في أبوديس. السيد يفراح يقول لنا إن الاخلاء بالقوة والمخطط له يجب أن يكون خطوة قبل الطرد النهائي الى مكان غير معروف.