لا مصلحة لأحد في الانتخابات المبكرة .. إلا نتنياهو!-يديعوت
2018-03-06
لا يوجد سوى شخص واحد لديه مصلحة في التوجه إلى الانتخابات، الآن، على الأقل وفقاً للاستطلاع الذي نشرته، أول من أمس، أخبار القناة العاشرة.
هذا الرجل هو نتنياهو، الذي يتكهن الاستطلاع بأنه سيكون رئيس الوزراء المقبل لو أجريت الانتخابات اليوم.
إنه أمر لا يصدق، ولكن الشخص الذي يغرق حتى جذور شعره في شؤون الفساد، والذي نكتشف، في كل يوم يمر، المزيد من الشكوك التي لا يمكن المبالغة في شدتها، والذي لم يتوقف طوال فترة ولاية كاملة عن تحريض جماهير بأكملها على بعضها، والشخص الذي يثير سلوكه وسلوك أبناء عائلته الاستفزاز، ويلائم بشكل أكبر دول العالم الثالث أكثر مما يلائم أقوى ديموقراطية في الشرق الأوسط - هذا الرجل لا يزال يقبض على الجمهور الإسرائيلي بفكين من حديد.
يمكن لنا أن نحصي على أصابع أكثر من يد واحدة، الفوائد التي ستحققها الانتخابات لنتنياهو: إنها ستجرى قبل توجيه لائحة اتهام من المستشار القانوني، «الليكود» يتجه نحو زيادة عدد مقاعده، و»المعسكر الصهيوني» في حالة تحطم، ولبيد ليس في أفضل حالاته حتى لو كان يحافظ على الاستقرار، والمعارضة في صراع مع نفسها، ويبدو أن وزراء «الليكود» الكبار تقبلوا بخنوع وصمت منافسته مرة أخرى على رئاسة الحكومة.
ولا يمكن ألا نحصي الأحداث التي ترفع المعنويات والتي تنتظر نتنياهو في المستقبل القريب: لقاء مع ترامب، احتفالات الذكرى السبعين للدولة، نقل السفارة الأميركية وسفارة غواتيمالا إلى القدس، وهذه كلها لا تقدر بثمن بالنسبة لمن سينافس على رئاسة الحكومة.
أفضل دليل على وضع نتنياهو هو أنه، خلافا له، فإن النظام السياسي برمته سيتوجه إلى هذه الانتخابات كما لو أنها الشيطان.
الانتخابات الآن لن تجدي نفعا لأي أحد، لا في الائتلاف ولا في المعارضة.
ولذلك، فإن سلوك أولئك الذين يواصلون السفر السريع في قطار الجبال هذا، دون محاولة للضغط على الفرامل غير مفهومة. إلا إذا كان هناك من يخدمون مصالح نتنياهو، الذي يريد الوصول إلى الانتخابات دون أن يبدو أنه هو الذي بادر إليها.
على سبيل المثال، ليتسمان. هل يعمل نائب الوزير ليتسمان، الذي يصر على تمرير مشروع قانون التجنيد في القراءات الثلاث قبل قانون الموازنة، كمبعوث لنتنياهو؟ هل سيقوض استقرار الائتلاف من أجل إجراء انتخابات بالتنسيق مع رئيس الوزراء؟
وكحلون. الرجل الذي في وسعه حل الأزمة، إذا وافق فقط على تأجيل التصويت على الميزانية المحددة لمدة أسبوعين آخرين. لماذا أصبح هذا التاريخ مقدسا؟ على أي حال، لن يحدث شيء إذا تم تأجيل التصويت، وكان من الممكن التوصل إلى مخطط متفق عليه لقانون التجنيد. ولكن حتى هذه اللحظة، لم يظهر كحلون أي علامات للتراجع أمام ضغط الحريديم. هل وعده نتنياهو بأنه سيواصل العمل كوزير للمالية حتى بعد الانتخابات؟
وليبرمان، الذي لا يستطيع السماح لنفسه بالتسوية في قانون التجنيد، لكنه قد يخسر حقيبة الأمن. فهذا بالنسبة له مثل فقدان تذكرة اليانصيب مع الرقم الفائز قبل أن يتمكن من تسلم المال. لا أحد يعده بأنه في الكوكبة التي سيتم إنشاؤها سيعود إلى الوزارة.
ودرعي. غني عن الإشارة أن الانتخابات ليست مناسبة لحركة شاس، التي تغوص في منحدر المقاعد البرلمانية وهوي مقيدة بعجزها عن الوقوف أمام الأحزاب الدينية المتشددة.
هناك أسئلة كثيرة جداً في هذه القصة، ومن السابق لأوانه تحديد إذا ما كانت الانتخابات ستجرى بالفعل أم ما إذا كان زئيف إلكين وياريف ليفين يصوغان حلاً للأزمة.
أثبت نتنياهو أكثر من مرة أنه إذا أراد شيئا ما فإنه يحصل عليه. الثمن ليس مهما. والسؤال هو ما الذي يريده. فهو يعلم، أيضا، ربما أفضل من أي شخص آخر، أن الاستطلاعات اليوم ليست بالضرورة نتائج يوم الانتخابات. وهو يعلم أيضا أن ثلاثة - أربعة أشهر تعتبر أبدية، وأنه بتبكير موعد لانتخابات قد يحسم مصيره السياسي بيديه.
ومن ناحية أخرى، ربما على الرغم من كل شيء، يدرك هو، أيضا، أنه ليس لديه ما يخسره.