:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/14795

ترامب ونتنياهو يتعاونان لقتل السلام-معاريف

2018-03-08

حتى الفشل الدبلوماسي والهزيمة السياسية يمكنهما ان يبدوا محترمين. فقط ليس لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كل المحاولات التي بذلتها الادارات الأميركية في العقود الاربعة الاخيرة لتحقيق حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني فشلت. ومع ذلك، فان فشلا بشعا، مثيرا للشفقة، سخيفا ومسخفا كذاك الذي يلوح الان، لا يذكر في تاريخ الدبلوماسية الأميركية.
رؤساء وزراء في اسرائيل ايضا لم يستطيبوا دوما مساعي الوساطة الأميركية، ولم يتعاونوا دوما عن حق وحقيق مع وزراء الخارجية المشاركين. ولكنهم حرصوا دوما على موقف جدي وردوا بضبط للنفس على الاخفاقات.
الى أن جاء بنيامين نتنياهو. «تحدثنا عن الفلسطينيين ربع ساعة»، قال رافعا العتب في ختام حديثه مع ترامب. وبذلك فانه لم يظهر فقط استخفافا وتحقيرا لمجرد السعي الى حل سياسي للنزاع، بل وأخطر من ذلك – بدا نتنياهو سعيدا، معتدا بنفسه، وراضيا عن فشل صديقه الاكبر ترامب في محاولته التقدم في السلام.
ما ظهر بوضوح في لقاء ترامب ونتنياهو هو أنه قلت حتى الصفر الاحتمالات ليس فقط لتقدم حل سياسي بل حتى لاستئناف المفاوضات.
وقدر دبلوماسيون ومصادر سياسية في مركز الامم المتحدة في نيويورك، أول من أمس، بان نشر خطة السلام، التي توجد حسب التقارير في المراحل الاخيرة لبلورتها وصياغتها، تأجل على نحو شبه مؤكد الى موعد غير مسمى.
«بنوك الخطة قد تكون بحثت في الحديث، ولكن الرئيس ورئيس الوزراء لم يبدوا كمن يوليان أملا أو يترقبان أي فرص للخطة»، قال دبلوماسي غربي كبير.
وأفادت «نيويورك تايمز»، أول من امس، بان «تطلع ترامب ليكون الرجل الحيادي في الشرق الاوسط ضاع وسحق منذ زمن بعيد. الاتفاق لم يبد بعيدا بهذا القدر في أي مرة من المرات».
أحد الاسباب الذي تشير اليه الصحيفة هو أن «رئيس الوزراء نتنياهو متورط في التحقيقات وكذا أيضا جارد كوشنير، صهر الرئيس، المكلف بخطة السلام».
صحيح أن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل لم تكن ابدا جيدة ووثيقة بقدر ما هي الان. لكن المشكلة هي ان الصديقين، ترامب ونتنياهو، يستغلان التعاون بينهما كي يسحقا، يخنقا ويخفيا كل أمل لتقدم السلام. وهما يفعلان ذلك باستمتاع، بينما يمتلآن بهجة وفخارا.
وفي خطابه في «أيباك» ايضا لم يذكر نتنياهو، ولا حتى بتلميح غير مباشر، تقدم الحل السياسي. وهكذا ثبت مرة اخرى، لمن كان بحاجة لمزيد من الاثباتات، بان هذا الموضوع لا يعني رئيس الوزراء.
وكما هو متوقع، استقبل رئيس الوزراء في مؤتمر «ايباك» بحماسة وتصفيق عاصفين قطع خطابه، غير أنه لا ينبغي أن يزوغ البصر، وينبغي أن نتذكر بان هذه منظمة يمينية، قادتها والغالبية الساحقة من اعضائها ونشطائها هم ذوو اراء يمينية محافظة. هذه منظمة هي في طبيعتها تلامس مركز «الليكود»، حيث لا عجب انه في هاتين الساحتين يشعر نتنياهو وكأنه في بيته.